الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    «كرة» الصحافة في «مرمى» الحكومة - حسين الرواشدة

    في كل مرة نتوجه فيها لجلالة الملك بمساعدة الصحافة الوطنية، للوقوف على قدميها، واستعادة عافيتها، يسبقنا الملك للإشادة والاعتزاز بهذا الصحافة وبالعاملين فيها، ويتعهد بتقديم كل ما يلزم للحفاظ عليها، أمس في لقائه مع عدد من كتاب الأعمدة الصحفية، انتصر جلالته لنا كصحفيين وإعلاميين، وأكد ان دور الصحافة، وفي هذه المرحلة بالذات، مهم وضروري، كما ان دعمها واجب وطني.

    نحن – كصحفيين وعاملين في هذه المهنة الشريفة - أسعد ما نكون بهذا الموقف الملكي، وقد حرصنا دائماً ان نرد التحية بمثلها على بلدنا، فنحن لسنا شركات خاصة تلهث خلف الربح، او تمسك دفاتر الحسابات لكي تجرد إنجازاتها في اخر السنة، وانما مؤسسات وطنية بوصلتها الدولة، والدينمو الذي يحركها ضمير الناس، ومهمتها لا تختلف عن مهمة – الجنود - الذين يقفون على الحدود مفتوحي العينين، لحراسة وطننا العزيز، والدفاع عنه لرد العاديات.

    بقاء الصحافة الورقية واستمرارها، كأذرع للدولة، أصبح مسألة محسومة بإرادة ملكية سامية، لكن يبقى ان نترجم هذه اللفتة الملكية الى فعلٍ حقيقي، والأمر يتوقف على قدرتنا بالعمل على خطين: الأول ما يجب ان ينهض به القطاع الصحفي لإصلاح نفسه وتطوير امكانياته، وقد بدأنا في هذا المجال، ولا بد ان نستمر ونواكب العصر، ونتخلص من «تركات» ثقيلة حملتنا «أوزارا» لم يعد بإمكاننا احتمالها.

    أما الخط الآخر، والأهم، فهو ما يجب ان تفعله الحكومة تجاه الصحافة، صحافة الدولة، فالكرة الآن اصحبت في مرمى الحكومة، ومن المتوقع ان يكون على طاولتها، ما يساعد الصحفيين في ذلك وجود رئيس يؤمن بأهمية الصحافة ويقدر دورها، ووزير إعلام عزيز على الصحفيين، خرج من «تربة» الصحافة ويعرف همومها، وبالتالي اعتقد ان مهمتنا بالحوار مع أي مقترحات حكومية سيكون ميسوراً وايجابياً، كما ان مهمة الحكومة مع معاناة وأزمة الصحفيين ستكون هي أخرى سهلة، فالطرفان في خندق «الوطن» معاً، والعلاقة بينهما يجب ان تكون في احسن حالاتها، قائمة على الاحترام والثقة والاعتراف المتبادل «بالواجب» الذي ينهض به كل طرف.

    يدخل الصحفيون شهرهم الثالث بلا «رواتب»، وتكابد المؤسسات الصحفية «أزمةً» خانقة تعيق حركتها، وتعجزها عن «شراء» ما يلزم من ورق لطباعة نسخها، وقد جربنا فيما مضى «الحلول» المؤقتة الجاهزة، كما عانينا من وعود بعض الحكومات، ودفعنا ثمناً باهظاً، ولهذا لا بد ان نفكر الان – الحكومة والنقابة والمؤسسات الصحفية - بمنطق الحلول الجذرية، ولكن مع ضرورة الحفاظ على العاملين فيها، واستقلاليتها ودورها المطلوب.





    [10-06-2020 08:01 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع