الرئيسية أحداث رياضية

شارك من خلال الواتس اب
    هل ورّط الاتحاد الأردني الأندية بعقود الموسم الحالي؟
    جاب من منافسات الدوري الأردني - (من المصدر)

    أحداث اليوم - 6 أيام مرت على إعلان الحكومة الأردنية قرارها بعودة الفعاليات الرياضية بدون جمهور، وما زال اتحاد الكرة يقف عاجزا حتى الآن عن اتخاذ قرار يحدد فيه مصير الموسم، ما أثار جدلا واسعا.

    وأعلنت عديد الاتحادات في دول الجوار موقفها من مصير مسابقاتها، واستوعبت جائحة كورونا بدون إشكاليات، على عكس ما تشهده كرة القدم الأردنية من تخبطات غير معهودة.

    وتمر الكرة الأردنية بأسوأ مرحلة في تاريخ مسيرتها، فالجميع ملّ الانتظار، والاتحاد الأردني ما زال يتلاعب بالوقت دون توضيح موقفه النهائي حيال الموسم الحالي، وفق موقع كووورة.

    ويسلط هذا التقرير، الضوء على أبرز الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد الأردني في إدارة شؤون كرة القدم الأردنية:

    توريط الأندية

    برهنت الأحداث التي حصلت طيلة الشهور الماضية، على أن الاتحاد الأردني يعاني من عجز مالي كبير لدرجة أنه لم يعد قادرا على تنظيم مسابقاته وتنفيذ خططه المستقبلية.

    وتلك الأحداث تعيدنا إلى الوراء، وتحديدا عندما قرر الاتحاد الأردني تغيير مواعيد مسابقاته وبحيث تكون الانطلاقة في آذار/ مارس من كل عام.

    وتذرع يومها بأن السبب في هذا التغيير غير المسبوق يعود لغاية المواءمة مع أجندة الاتحاد الآسيوي.

    وهنا اعتقد الكثير من المتابعين أن الكرة الأردنية مقبلة على دخول عهد جديد مليء بالازدهار والتطور، وأن ما يقوم به اتحاد اللعبة قائم على تخطيط ودراسة مستفيضة.

    وكلف قرار تغيير مواعيد روزنامة المسابقات المحلية، قيام الاتحاد الأردني بتأجيل انطلاق الموسم لثمانية شهور، أكد فيها أنه هذه المدة الطويلة لا بد من استثمارها خير استثمار في ترتيب البيت الداخلي لكرة القدم الأردنية.

    مرت الثمانية شهور، الجميع كان يترقب مخرجات ترتيب البيت الداخلي لكرة القدم الأردنية والانطلاقة المنتظرة بالمواعيد الجديدة.

    وبعد نهاية الجولة الأولى من بطولة الدوري، كانت الأندية تتخذ قراراً غير مسبوق وبالاجماع بتعليق المشاركة ريثما يقوم اتحاد اللعبة بتسديد ما عليه من مستحقات للاندية.

    وهنا نلاحظ أن إعادة ترتيب البيت الداخلي للكرة الأردنية، لم تتحقق، بدليل بروز مشكلة كبيرة مع انطلاق بطولة الدوري.

    غير مستعد أصلا

    لم يكن الاتحاد الأردني واثقاً على ما يبدو من قدرته على إقامة المسابقات بالمواعيد الجديدة، وكان الأفضل لو أنه لم يعلن عن انطلاق الموسم الحالي، حتى لا يورط الأندية التي ساورها الاعتقاد أن الأمور تسير بشكل مثالي بعد توقف دام ثمانية شهور.

    الأندية استعدت للموسم الحالي بعد طول انتظار، ولم يدر في خاطرها أنها ستتورط بإبرام تعاقداتها مع اللاعبين والمدربين والأجهزة الفنية والتدريبية، فالاتحاد الأردني لم يوقع اتفاقية التلفزيون، ولم ينجح في استقطاب شركة راعية بدلاًمن السابقة، فمن أين يجلب المال؟

    وماذا فعل الاتحاد الأردني بعد ذلك؟ قام ومع انشغال الفرق بخوض الجولة الأولى لبطولة الدوري، باتخاذ قرار غير متوقع يقضي بتخفيض قيمة جوائز مسابقاته للنصف، وهو قرار قابلته الأندية والجماهير بدهشة واستغراب.

    استثمار جائحة كورونا

    بعد تعليق المشاركة مع نهاية الجولة الأولى لبطولة الدوري، اجتمع الاتحاد مع ممثلي الأندية المحترفة، وحصل على مهلة مدتها "14" يوماً لتسديد مستحقات الأندية.

    وفي أثناء فترة المهلة، حلت جائحة كورونا، وهي كانت بمثابة "المنقذ" لاتحاد الكرة في التخلص من التزامه بمهلة الأندية.

    وقررت الحكومة الأردنية في ذلك الوقت، ايقاف النشاط الرياضي بسبب جائحة كورونا، ما أعطى الاتحاد الفرصة ليلتقط الأنفاس، علّه ينجح في الإيفاء بوعده للأندية.

    وطيلة شهور الجائحة، والاتحاد لا يعرف كيف يتصرف، الأندية تطالب بالحصول على مستحقاتها لتسليم اللاعبين رواتبهم في ظل ظروفهم الصعبة جراء الجائحة.

    وكما فاجأ الاتحاد الأندية أول مرة بتخفيص قيمة جوائز بطولاته، كانت المفاجأة الثانية تحدث عندما قرر خصم 100 ألف دينار أردني من الأندية كعوائد غير متحققة من رعاية الشركة السابقة، رغم أن ذلك ليس ذنبها.

    ومع بدء عودة الحياة التدريجية في الأردن، أصبحت الأندية تستفسر من الاتحاد الأردني عن مصير الموسم الحالي.

    تأخر الاتحاد الأردني في حسم موقفه وكلفه ذلك كثيراً على ما يبدو، فعندما اجتمع ليتخذ القرار الحاسم، كانت الحكومة الأردنية تسبقه بإعلان عودة الفعاليات الرياضية دون جمهور.

    الاتحاد الأردني في اجتماعه هذا وبحسب ما تسرب من أخبار، كان سيتخذ قراراً بإلغاء الموسم، ومن ثم يجتمع بذات اليوم مع ممثلي الأندية ليبلغها بالقرار، لكن ذلك لم يحصل.

    ألغى الاتحاد بعد صدور قرار الحكومة، اجتماعه مع الأندية، بعدما تيقن أن إلغاء الموسم قد يوقعه باشكالية قانونية ذات تكلفة عالية.

    الاجتماع مع الحكومة

    أكد الاتحاد الأردني في بيان صدر عنه قبل نحو ثلاثة أيام أنه ينتظر رداً حكومياً حول إمكانية توفير الدعم اللازم.

    ومن هنا نستشف أن جائحة كورونا لم تكن حجر عثرة في طريق استئناف الموسم، بقدر ما أن السبب الحقيقي يعود إلى الضائقة المالية التي يعاني منها اتحاد اللعبة قبل انطلاق الموسم وقبل الجائحة.

    وهنا ثمة سؤال لا بد من طرحه، ما دام أن الاتحاد الأردني غير قادر منذ البداية على توفير المال اللازم لادارة المسابقات ومستحقات الأندية، وعاجزاً عن استقطاب الشركات الراعية، ولم يوقع اتفاقية التلفزيون حتى الآن، فلماذا إذن أعلن عن انطلاق الموسم، وورط الأندية بتعاقدات تصل قيمتها لنحو ستة ملايين ونصف دينار أردني؟

    فالاتحاد الأردني وقبل حسم مصير الموسم، ينبغي عليه أن ينتظر موعد اجتماع الحكومة، وقبل اتخاذ القرار عليه أن يضع ما يقع عليه من مسؤوليات تجاه منظومة الكرة الأردنية، نصب عينيه.





    [09-06-2020 06:13 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع