الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    يحتلون الأرض ولا يتشاركون المصير .. كورونا يفتك بـ"إسرائيل" - إنفوجراف
    جنود من الاحتلال الإسرائيلي

    أحداث اليوم - إسماعيل أبوشخيدم - إن المتابع لانتشار فيروس كورونا سيلاحظ اختلافا واضحا في عدد الإصابات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، فرغم وجودهم في نفس البقعة الجغرافية إلا أن دولة الكيان أصيبت بأكثر من 31 ضعفا مقارنة مع الفلسطينيين، وهذا يعود لعدة عوامل لعبت دورا في زيادة انتشار الوباء في طرف المستوطنين وقلته في جانب الفلسطينيين.

    تحتل "إسرائيل" أربع أخماس (78%) دولة فلسطين التاريخية، لتترك الخمس (22%) فقط من مساحة الأرض لأكثر من 5 مليون فلسطيني يعيشون فيها تحت سيطرة الكيان على معظمها، حيث يمنع الكيان المحتل الفلسطينيين الاستفادة من أرضهم، إلا من سدسها فقط (4%)، ليستوطن 8.9 مليون محتل ومن يقبعون تحت الاحتلال في أغلب مساحة دولة فلسطين.

    إن محاصرة 5 مليون إنسان في خُمس مساحة ارضهم، لم يعطِ أفضلية لفيروس كورونا للانتشار بين الفلسطينيين، حيث تظهر الأرقام تفشي فيروس كورونا بين المستوطنين في دولة الاحتلال بشكل مضاعف عنه بين الفلسطينيين، حيث أن هنالك فرق 31 ضعف من حيث عدد الإصابات، و48 ضعف من حيث عدد الوفيات.

    المتدينون وانتشار كورونا
    أصيب بفيروس كورونا حتى الآن 14 ألف محتل نصفهم من المتدينين اليهود المنتمين لطائفة الإشكناز وهم يهود شرق أوروبا المنغلقين وخاصة بولندا والذين تكاثروا في الثلاثة قرون الماضية ليصبحوا معظم يهود العالم، مقابل 484 إصابة من طرف الفلسطينيين.


    وأدى سلوك المتدينين المنغلقين اليهود الذين يمثلون 12% من سكان دولة الاحتلال لانتشار فيروس كورونا بينهم، حيث انهم لم يستجيبوا لنصائح التعامل مع الفيروس من اغلاق المدارس الدينية والامتناع عن ممارسة الشعائر الدينية الجماعية وإقامة الاعراس ودور العزاء التي لها طابع ديني اجتماعي جماعي، واعتبروا منع هذه الممارسات مؤامر من الطرف العلماني الذي يشكل بقية سكان الكيان ومعظم شخوص الدولة السياسية من حكام وعسكريين.

    وشهد العالم تصرفات المتدينين المنغلقين في التعامل مع رجال الشرطة الذين حاولوا منعهم من التجمع والتجمهر، وكيف أن الشباب المتدينين سعلوا في وجوه رجال الشرطة كمحاولة لنقل العدوى لهم، بالإضافة إلى النعوت التي نعتوا بها رجال الشرطة والتي تدل على عدم اعترافهم برجال الشرطة على انهم يهود. وهذا يفسر حدة تصرف المتدينين اليهود المنغلقين مع رجال الشرطة حتى في الاحداث والمناسبات التي سبقت كورونا.

    وفي المقابل خضع المتدينين الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين لفتوى علمائهم بالتباعد الجسدي وتجنب العبادات الجماعية في دور العبادة من مساجد وكنائس في بداية شهر مارس، وهذا الذي لم يحدث لدى المتدينين اليهود المنغلقين إلا في آخر شهر مارس بعدما ضغطت الحكومة على الحاخامات لإصدار فتوى بذلك بعد تفشى الوباء في عدد كبيرة منهم يقارب الألفين في ذلك الوقت.

    واضطرت حكومة الاحتلال من فرض حظر التجوال في البلاد أثناء أيام عيد الفصح اليهودي حتى تضمن التزام المتدينين بتعليمات التباعد الجسدي وعدم نشر المرض بشكل أكبر في ما بينهم، خصوصا وأن عدد الوفيات يقارب المئتين.



    أزمة الهوية وانتشار الكورونا
    يُعد معظم مستوطنين دولة الاحتلال من العلمانيين وليس من اليهود، ولا يعترف اليهود الإشكناز (المتدينين) بهم كيهود، حيث يعتبرونهم مستغلين وانتهازيين يسعون للاستفادة من الخدمات والامتيازات التي توفرها دولة الكيان لمستوطنيها من أجل تكثير عددهم في دولة فلسطين من اجل المحافظة على الفارق العددي بينهم وبين الفلسطينيين.

    وسعى المستوطنين العلمانيين من جعل دولة الاحتلال قبلة للسياحة العالمية وخاصة الأوروبية، حيث أن معظمهم من يهود أوروبا والذين هم في الأصل إشكناز منغلقين، ولكن رفضهم لهذا النوع من التدين وسعيهم لحياة الرفاهية دفعهم لجعل دول فلسطين المحتلة قبلة سياحية للجميع، خصوصا مع توفر الطقس المعتل المشمس في المنطقة، وتوفر الإرث الديني والتاريخي فيها بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة.

    وفي محاولة لعلمنة دولة الكيان سعى بعض المهاجرين من الولايات المتحدة الامريكية وإنجلترا لجعل دولة الاحتلال مكان صديق للشاذين جنسيا من خلال إنشاء جماعة للشواذ تسمى "جماعة الدفاع عن الحقوق الشخصية" في 1975، ودفعت هذه الفئة الكنيست لإصدار قانون يلغي تجريم الشذوذ الجنسي في 1988، خصوصا بعدما اكتشفت العديد من الحالات الشذوذ بين جنود الاحتلال، أشهرها حالة الضابط المتقاعد الشاذ "إيلي إيفين" الذي طرد من الجيش لاكتشافهم بشذوذه في 1983.

    وفي دعم فعاليات الشواذ تقيم دولة الكيان احتفالات سنوية لهم، وتنظم لهم مسيرات خاصه في القدس، وتضيئ لهم مبنى البلدية بألوان قوس قزح الخاصة للشواذ.

    كل هذا الانفتاح دفع جميع الشواذ في العالم وليس المناطق القريبة فقط للسياحة إلى دولة الكيان من اجل الاحتفال والاستمتاع، وهذا أدى لزيادة حركة السفر من وإلى دولة الكيان ناقلة معها المصابين في مرض كورونا.

    هذا بالإضافة إلى حركة تنقل مستوطنين الكيان من وإلى الدول الأوروبية في موسم راس السنة ليحتفلوا هناك مع افراد عائلاتهم الذين رفضوا العيش في دولة الكيان، وبقوا في مساكنهم القديمة.


    وفي المقابل لا تعتبر المناطق التي يسكنها الفلسطينيون قبلة سياحية، حيث يسيطر الكيان على المناطق السياحة بأكملها، ويحاصر الفلسطينيين في قراهم ومدنهم، إلا من مدينة القدس التي يرفض الفلسطينيون فيها أي سائح مطبّع مع كيان قادم لزيارة الأقصى، وهذا جعل الاختلاط في حاملين المرض القادمين من الخارج اقل ما يكون عليه في الجانب الفلسطيني مقارنة بجانب الكيان.


    وزير صحة الكيان "الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب" وانتشار الكورونا

    أدى وجود وزير الصحة الألماني المولد "يعقوف ليتسمان" إلى تفاقم الوضع الوبائي في دولة الكيان، فهو ليس متخصص في أي من مجالات الصحة، إنما يحمل شهادة معهد ديني بعدما أنهى دراسته الثانوية، وبتدرجة في الحياة السياسية تم تعينه وزير للصحة بضغط سياسي وليس لكفائته العلمية.

    ويعتبر ليتسمان من رجال الدين الخاضعين لسلطة الحاخامات، وأدى هذا الخضوع إلى تهاونه في اتخاذ أي إجراءات أو ضغوطات على المتدينين اليهود المنغلقين لتطبيق التباعد الجسيد أو منع الفعاليات الدينية الجماعية أو حتى أتخذا أي إجراء لحمايتهم من عدوى الكورونا، حتى تفشى فيهم الوباء.


    الإجراءات الاستباقية وانتشار الكورونا
    لم تتخذ دولة الكيان أي إجراءات استباقية أو مبكرة في مكافحة الوباء، فمنذ كشف أول حالة إصابة في فيروس كورونا في 21-فبراير وحتى تعليق الدوام الدراسي في 12-مارس ما يقارب 20 يوم، ارتفعت فيها الإصابات إلى 109 إصابة.

    بينما قام الفلسطينيون بهذا الاجراء بعد 4 أيام فقط من اكتشاف أول 7 حالات في 5-مارس، وكان عدد الإصابات يوم اغلاق المدارس 25 إصابة.

    وكان عدد الإصابات في دولة الكيان 17 إصابة فقط في 5-مارس، إلا انها لم تتخذ قرار تعليق الدوام الدراسي إلى في نهاية الأسبوع والذي كانت اعداد الإصابات فيه قد تضاعفت 5 مرات.

    ولم تفرض دولة الكيان حضر التجوال الشامل على المستوطنين حتى اليوم إلا في عيد الفصح اليهودي، بينما قام الفلسطينيون بفرض حضر التجوال في 22-مارس وكان عدد الإصابات عندها 59 حالة فقط.

    وما زالت دولة الكيان تتبع الإجراءات الامريكية في التعامل مع فيروس كورونا وتحذوا حذوها، وتدعم قرارات الرئيسي الأمريكي دونالت ترمب في التعامل مع الأزمة، مع ان العديد من الولايات الامريكية رفضت هذه القرارات، مما دعا الرئيسي الأمريكي مؤيديه إلى النزول ودعم قراراته.
    ومهما كانت القرارات المتخذة من قبل دولة الاحتلال فالواقع يقول أنّ دولة الاحتلال تحتل المرتبة 22 لعدد الإصابات في فيروس كورونا، وبفارق 81 دولة بينها وبين الفلسطينيين الذين حلوا في المرتبة 103.
    وتحتل دولة الكيان المرتبة 39 في عدد الوفيات مقابل المرتبة 134 للفلسطينيين، وبفارق 95 دولة.



    ماذا لو... تشارك الفلسطينيين ودولة الكيان المصير؟
    أن تصرفات دولة الكيان في عزل الفلسطينيين، وحصارهم في مناطقهم ومنهم من الاختلاط في العالم الخارجي إلا من خلال منافذهم، والسيطرة على المناطق السياحية ومنع الفلسطينيين منها، والسيطرة على خيرات الأرض الفلسطينية، وترك الجزء القليل لأهلها، كل هذه الإجراءات ساهمت في خفض عدد الإصابات الفلسطينية في فيروس كورونا، بالإضافة إلى الإجراءات الفلسطينية الاستباقية والتي أظهرت وعي واهتمام في المواطن، أكثر بكثير من دولة الكيان التي تصرفت مع مستوطنيها كعنصر تثبيت لكيانها وليس كعنصر إنساني يساعد في نجاحها.

    فماذا لو شارك الفلسطينيين نسب الإصابات في فيروس كورونا مع الكيان؟ وما هي الفروق في الأرقام؟

    إن ارتفاع انتشار المرض في الجانب الفلسطيني من 95/مليون نسمة إلى نسبة الكيان 1,719/مليون نسمة، سيرفع عدد الإصابات في الجانب الفلسطيني إلى 8,758 إصابة بدلا من 484 إصابة أي بزيادة 8,274 حالة.

    وإن ارتفاع نسبة الوفيات في الجانب الفلسطيني من 0.8/مليون نسمة إلى نسبة الكيان 22/مليون نسمة، سيرفع عدد الوفيات في الجانب الفلسطيني من 4 حالات إلى 110 حالة وفاة وبزيادة 106 حالة وفاة.

    المستقبل، ما بعد كورونا
    إن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور بعد ازمة كورونا ما زال مبكرا، فمنحنى الإصابات غير متوقع وغير ثابت، وإمكانية انتقال المرض إلى أي تجمع إنساني ممكن وبسهولة، خصوصا وان 30% من المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض إصابة.

    ولكن المؤكد أن هذه الازمة ستترك اثرا واضحا في اقتصاد الكيان، وبالتالي سيؤثر سلبا في عدد الراغبين في الهجرة إلى الكيان للحصول على امتيازات لا يحصلون عليها في دولهم، وسيزيد من نسبة الراغبين في ترك ومغادرة الكيان عائدين إلى دولهم التي يحملون جنسياتها ولهم فيها أهل وأصدقاء.

    لكن ليس من المؤكد أن تتوقف المساعدات الأمريكية لدولة الكيان في هذه الظروف، فلقد شهدنا في أكثر من مناسبة تبرعات أمريكية سخية لدولة الكيان رغم حاجة الشعب الأمريكي الملحة لهذه التبرعات، فهل ستتوقف أمريكيا عن دعم حلفيها في المنطقة والذي يعتبر ورقة ضغط ونفوذ لها، أم ستنفق أمريكيا المليارات في دعم الكيان عوضا عن تقديم هذه الاموال كمساعدات للملاين المتعطلين عن العمل من الامريكيان والذي فقدوا وظائفهم نتيجة الأزمة.





    [25-04-2020 11:01 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع