الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    فضل الأوبئة على العالم

    هربا من الطاعون الذي غزا لندن لجأ شكسبير الى الريف، وهناك خلال فترة الحجر الاختياري، كتب ثلاثة من أجمل أعماله المسرحية، التي ما تزال تعرض على المسارح حتى الان، وهي: الملك لير-أنطونيو وكليوبترا-هاملت، إضافة الى كتابة الكثير من القصائد الشعرية، حيث كان الشعر اهتمامه الأساسي.

    وبعد شكسبير بقرون هرب اسحق نيوتن من الطاعون الذي اجتاح المملكة المتحدة، هرب الرجل من كامبردج ولجأ الى الريف لمدة 18شهرا وهناك فعل العجائب، فقد ابتكر حساب التفاضل والتكامل في مجال الرياضيات، ووضع قوانين الحركة، لكن الأهم هو وضعه لقوانين الجاذبية بعد ان وقعت تفاحة على خشمة اثناء تسكعه في الأرياف، فغيرت ابتكاراته في المعتزل وجه العالم.

    أما في إيطاليا فإن ليوناردو دافنتشي وضع هندسة جديدة للمدن، بعد ان كانت مدن أوروبا وسخة وبوتها متقاربة واسواقها مكتظة، نعم رسم دافنشي مخططات لمدن جديدة تم اعتمادها بعد انتهاء الجائحة، ولا بد انه خلال حجره الاختياري ابتكر الباراشوت ووضع رسومات اول دبابة، وأنهى لوحته الموناليزا.

    وفي عام1831 انتشرت الكوليرا في برلين واجتاحت مناطق المانيا التي كانت ضمن بروسيا ذلك الوقت، هرب شوبنهاور الى الريف ووضع أسس فلسفته الوجودية التشاؤمية، بينما بقي هيجل في برلين، حيث كان في عز شهرته، وجلس على هرمه الفلسفي المقلوب، حتى مات بالكوليرا، فجاء كارل ماركس بعده بعقد وقلب هرمه الفلسفي رأسا على عقب.

    هذه بعض فوائد الأوبئة والجوائح ارجو أن تأخذوها بعين الاعتبار عند هجوكم على الكورونا، قد لا يتغير العالم كثيرا، وقد تعود البشرية لأكثر حماقاتها، لكن العالم لن يعود كما كان، وربما وجد العالم رجالا افذاذا مثل اسحق نيوتن، الذي حول التفاحة الى نظرية عظيمة، بدل أن يزدردها قائلا: سبحان الله يا القسمة.

    وتلولحي يا دالية.





    [19-04-2020 12:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع