الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كورونا والتكافل الاجتماعي زجاجة زيت "بيت فوريك" مثالاً

    تامر العطاري - قال خير المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام"المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه، من كان في حاجةِ أخيه ، كان اللهُ في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُرْبةً، فرَّج اللهُ عنه بها كُرْبةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن ستر مسلمًا، ستره اللهُ يومَ القيامةِ" صدق رسول الله.

    في ظل تفشي وباء كورونا في العالم أجمع، كان للحكومات والسلطات المختصة الدور الأبرز في محاصرته ومحاولة القضاء عليه، بإلتزامهم بالاجراءات المحددة و البروتوكولات العالمية، كحجز المُصابين داخل غرف العزل الصحي وإخضاعهم لمراقبة دائمة -أسبوعين كحد أدنى-، وضرورة فحص كل شخص مشتبه بإصابته بالعدوى وحجرهم في منازلهم أو مناطق معزولة عن التجمعات السكانيّة، وغيرها من التعليمات الصحية والعلاجية المهمة؛ للحّد من انتشار الفيروس ومنع نقل العدوى لباقي أفراد المجمتع، كما كان هناك فرضاً إلى بعض الاجراءات الاحترازية الاحترازية الأخرى التي طبقتها بعض الدول طوعاً منها في حماية شعبها، كإغلاق المدارس والجامعات، وإيقاف كافة الانشطة الرياضية، ومنع حركة الطيران، وإيقاف عمليات الاستيراد والتصدير بين الدول الموبؤة ، للتصدي للوباء وإيقاف ذروته.

    غيرَ أنَّ كل تلك الإجراءات ساهمت - وبشكلٍ كبير- في إحداث فرقٍ كبير في عجلة الإقتصاد بل وإيقافه بشكلٍ كُلِّي في بعض الدول، وإحداث كسادٍ عام في الأسواق، مما أُعتبر هجوماً صريحا على أصحاب القطاعات الخاصة وعمال المياومة، إذ أُغلقت جميع الأبواب في وجوههم، وقُفِّلت أبواب محالهم وشركاتهم، وانقطعت بهم السبل ، وصاروا تائهين بين البحث عن لقمة عيش أبناءهم، ومواجهة فيروس خبيث يحاول التسلل إلى بيوتهم، بين الجوعِ وكورونا.

    ومن هنا عمدت الحكومات وبالتعاون مع مؤسسات التنمية الإجتماعية والمؤسسات الخيرية، لإطلاق مبادراتٍ اجتماعية وتكافلية، لمساعدة الأُسر المحتاجة، وحث الناس على التبرع وتقديم المساعدات، فظهرت ضرورة التعاون والتآخي بين أفراد المجتمع الواحد، إذ أصبح القوي فينا سنداً لاخيه الضعيف، والمقتدر داعماً للمسكين، أصبحت أبواب بيوت المُحتاجين تُدّق، صار الجار الذي لم تلتقيه يوماً ولو صدفة هو رفيقك الدائم، وأخٌ لك، اذا طلبته قال: لبيك. أصبحنا أكثر ألفةً مع بعضنا، وأكثر تعاضداً، زرع فينا هذا التكافل شعوراً جميلاً دفعنا للسكينة والطمأنينة، بقوة أبناء المجتمع. وهو ما كُنا نبحث عنه، أن نكون يداً واحدة في المجتمع، وأن تستمر علاقتنا الإجتماعية والتكافُلية حتى إلى ما بعد كورونا.

    زجاجة زيت "بيت فوريك"

    في فلسطين الحبيبة، أعلنت بلدية قرية "بيت فوريك" شرقيّ نابلس، عن فتح باب التبرعات لمساعدة المحتاجين من أهل القرية، فلم يكن في منزل إحدى العائلات سوى زجاجة زيت تبلغ قيمتها الحقيقية 40 شيكل، تبرعت بها للجهات المختصة نظراً لعدم قدرتها للتبرع لا بالمال ولا بالمواد العينية نظراً إلى عدم إمتلاكها لشيء، ولكن؛ نظراً لقيمتها المعنوية الأكبر، أعلنت البلدية عن وضع تلك الزجاجة في مزادٍ علنيّ، رسى أخيراً على بيعها بقيمة 1900 شيكل، وزعّت بشكلٍ منتظم على الأُسر المحتاجة، فكان لتلك الزجاجة البسيطة أثرٌ كبير في قلوب الناس، دلَّ على وحدة الشعوب الأصيلة وقدرتها على تخطي أي صعوبة بالتعاون والتكافل والتضامن الإجتماعي، فمهما كانت بساطة الشيء الذي تقدمه، سيكون له الأثر الأكبر في نفوس المحتاجين.





    [15-04-2020 09:38 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع