الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    نمو سالب .. ما العمل؟

    الحديث عن نمو إيجابي للاقتصاد الأردني أصبح من الماضي في ظل تداعيات جائحة كورونا، وتوقعات تراجع الناتج المحلي الإجمالي باتت حقيقة لا مفر منها.

    ليس فقط أن النمو سيصبح سالباً، بحسب مؤشرات أخيرة للبنك الدولي، بل إن التأثير سيكشف عيوباً متعددة الجوانب أهمها تشوهات سوق العمل التي ستظهر بوضوح مع التباطؤ في أسواق التصدير الرئيسية والأسواق الإقليمية، وانخفاض السفر الدولي والتدفقات الأجنبية، وتعطيل قطاع الخدمات، كما نقرأ من تقرير البنك الدولي.

    إذا كان كل 1% زيادة في معدل النمو توفر 100 ألف فرصة عمل فإن النمو السالب يعني بالضرورة خسارة فرص عمل بذات القدر أو أقل لكن المؤكد أن الباحثين عن فرص في قوائم الانتظار أو الداخلين الجدد الى السوق لن يكون لهم نصيب.

    صحيح أن انخفاض أسعار النفط سيساعد على خفض فاتورة واردات النفط، ويؤثر إيجاباً على حساب المعاملات الجارية لكنه سيؤثر سلباً على تحويلات المغتربين في ظل سباق سيكون محموماً على الاقتراض الخارجي بين الدول المتضررة بما في ذلك تناقص المنح.

    البنك الدولي يتوقع تراجع المؤشرات بشكل أن النمو الحقيقي في الناتج المحلي الاجمالي سيتحول إلى انكماش بنسبة 3.5% ونسبة الحساب الجاري من الناتج المحلي ستنخفض بنسبة 3.9% ونسبة الرصيد المالي من الناتج المحلي الاجمالي ستتراجع بنسبة 4.4%.

    توقعات النمو انقلبت رأساً على عقب، وما سيزيد العبء هو زيادة اقتراض القطاع الخاص ليس للإنفاق الرأسمالي بل لتمويل نفقات تشغيلية وجارية دون عوائد تقابلها مع استمرار التزامه الكامل في توريد الضرائب والرسوم واشتراكات الضمان الاجتماعي التي خفضت عن عمالة لا تنتج.

    ماذا لو عادت أسعار النفط للارتفاع مجدداً؟.

    حتى في ظل تراجع أسعار النفط وتكاليف الطاقة لم يستفد القطاع الإنتاجي منها شيئا لأنه ببساطة لا يعمل , وفي ظل توقعات استئناف العمل الكلي بعد شهر حزيران فإن اوضاع سوق النفط لن تكون بالطبع كما هي عليه الآن مع نمو الطلب وكثافته على المستوى الدولي العام.

    مشاكل الاقتصاد تتعمق وفي التشخيص يمكن الإشارة إلى هبوط جوهري متوقع في المنح الواردة إلى الخزينة مع استدانة كبيرة محلياً وخارجياً لن تكون لغايات رفع النمو بل لتمويل التوسع في الإنفاق الجاري للحكومة ومؤسساتها.

    ليس فقط تدفقات الاستثمارات الخارجية ستهبط بشكل ملموس فإلى أن يستيقظ العالم من الجائحة ليلملم جراحه سيكون التفكير في الاستثمار بعيداً عن مرمى البصر أما الاستثمارات المحلية فستكفيها جراحها.





    [15-04-2020 07:53 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع