الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    المخيم وكورونا .. من يحمل اسم "النصر" لا بُد أن ينتصر

    تامر العطاري - في خضم الحرب الدائرة بين السلطات المحلية وفيروس كورونا، كان لكل منطقة في المملكة نصيبها من شر هذا العدو، فأصاب ما أصاب منها بأعراضِه ،قتل سبعةً من أهلها، وأصاب المئات، ومازال الصراع قائم بينهم ولم ينتهي بعد، في البداية شنَّ هجوماً قوياً على إربد شمالاً، ثم أعلن إنسحابه التكتيكي من المنطقة، فواصل مسيرِه إلى عمان العاصمة شرقاً وغرباً، وأقام فيها مخيماً دائماً له، وبدأ بمحاولة فرض سيطرته على المدينة ، فأصاب أهلها بالذُعر.

    الحرب صعبة، ومواجهة مثل هذه النوعية من الأعداء ليس بالأمر السهل، القوة العسكرية غير مُجديِّة، والمال هو مُجرد مُسكِّنٍ لبقاء عجلة الإقتصاد والمحافظة عليها لأكثر وقت ممكن، فالعدو هو عبارة عن فيروسٍ بيولوجي لا يُرى بالعين المجردة، طرق الوقاية منه عديدة، والإلتزام هو مربط الفرس فيها، إستطاعت السلطات المختصة بضعف سطوته، وإضعاف نقاط قوته، كما عمدت السلطات على زيادة جنود مكافحته، جنودٍ بيض، وآخرين بلبس الفوتيك. لم يعد العدو صعب المواجهة، فنقاط ضعفه كثيرة، لكن؛ علينا إستغلالها، والتأكيد على عدم قدرة العدو من الظهور مجدداً بطرق جديدة؛ فهو معروف بالخباثة وعدم الظهور بشكلٍ واضح.

    فمن ضمن المناطق الأخيرة التي شنَّ العدو هجوماً عليها، كانت "مخيم النصر" شرقيّ العاصمة عمان، منطقة بسيطة، لكنها عامرة بالحياة، نابضة بقلوب أُناسٍ بُسطاء، شمسهم ساطعة دوماً، عطاءهم لا ينتهي رغم فقر الحال، بيوتهم ملتصقة ببعضها البعض كالبُبنيان المرصوص، إعتادوا دوماً على مواجهة عدوهم بكل جبروت، قوة أبناء المخيم، مُستمدة من قوة رجالٍ قاوموا الإحتلال بفلسطين بالحجارة والسكاكين. فلن يستعصي عليهم قوة أي عدو او خبث أفكارِ أي مُحارب. مع أن الحال مختلف الآن مع هذا العدو، فيروسٍ خبيث، ينتقل من هواء مُخيمهم فيُصيب عقرَّ أجسامهم، لم يروه، ولم يستطيعوا مواجهته كما إعتادوا، فالمواجهة بينهم تبقى على أشُدِّها، والصراع بين فيروسٍ صغير و مخيمٍ قوي، لا بُدَّ أن ينتهي لصالح الاقوى دائما.

    مخيمٍ إسمهُ «النصر» لن يُهزم يوماً، بسواعد أبناءه، وبهمة رجال الأمن والجيش، وبالإلتزام بكافة النصائح والإرشادات الموجهة إليهم، لن يقف هذا الوباء عصيّاً على أهلِ النصر، قوة المخيم لن تقف عاجزة أمام ضعف الفيروس. حمى الله الأردن، وحمى أبناءه، وقيادته، وأبعد عنهم شر الوباء.





    [13-04-2020 10:43 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع