الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أبو خليل يكتب: ضد الفقراء وعمال المياومة

    أحمد أبو خليل - اسمحوا لي بالانحياز (شكلياً فقط) ضد الفقراء وعمال المياومة.

    الاهتمام بالفقراء والعاملين باجور يومية خلال الأزمة جاء مبكرا عند الطرفين الأهلي والحكومي. على الأقل على مستوى النقاش الجاري.

    فعلى المستوى الأهلي لا تزال أساليب الحماية الذاتية المجتمعية فعالة إلى درجة معقولة، على مستوى الأحياء الشعبية في المدن والمخيمات والقرى والبادية، لا توجد ظاهرة إغماض أعين شاملة عن الآخرين.

    على المستوى الحكومي، هناك معلومات جيدة لكن الإجراءات تحتاج إلى أزمان لا تتناسب مع إلحاح الوقت، باستثناء ما جرى من حملات توزيع الإعانات التموينية.

    من فضلكم، هذه ملاحظات غير مكتملة أكتبها بسرعة لكي أصل إلى ما هو مهم:

    هناك الآن حملة تدعو إلى السماح بالخروج للعمل بالنسبة للعاملين بالمياومة. هذه برأيي دعوة حق يراد بها أو ينتج عنها "ستين باطل"!

    أولا الحمد لله أن كورونا فيروس محايد طبقيا، وإلا لكان نصيب الفقراء منه أكثر كما يحصل في كثير من الأمراض والأوبئة.

    وأظن أنه لو كان بمقدور الأثرياء النجاة منه بأموالهم، لما حصلت كل هذه العناية بمقاومته على هذا المستوى وبهذا الانفاق، عندنا وعند غيرنا.

    والحمد لله أن الأولوية هي للجانب الصحي، وعكس ذلك، يعني انتشار مرض لا يستثني أحدا بسبب مرتبته الاجتماعية أو السياسية. هذا بالمناسبة من حظ الأوساط الشعبية.

    المنادون باستئناف العمل، أي إعطاء الأولوية للجانب الاقتصادي المعاشي على حساب الصحي، أي مع المغامرة بانتشار الوباء، هم يغامرون بحياة الأوساط الشعبية والفقيرة، لأن انتشار المرض سوف يقود إلى الانتقائية في العلاج، والحمد لله أن الأمر غير متروك للقطاع الخاص الذي لا يعالج إلا من يستطيع دفع الثمن. وهذا ما يحصل في دول أخرى أقوى منا كثيرا.

    ثم من قال لكم إن السماح بالخروج العاملين بالمياومة للعمل يعني أنهم سيجدون عملا فعلاً؟ فمن في هذه الظروف سيذهب إلى حلاق مثلا، أو يستدعي طريشا أو موسرجيا إلى منزله؟ ومن سيركب براحته في سيارة عمومية؟ ومن سيشتري من بسطة في الشارع؟ هذا مع حدود انتشار المرض الحالية، فماذا لو اتسع انتشاره؟

    تقديري: لا مجال إلا أن تترك الأمور لمركز واحد يتصرف ويتحمل مسؤولية تصرفه، وهو هنا الحكومة، بجهازها الصحي وأجهزتها الأمنية والإدارية. وعلى كل الضغوط الشعبية أن تتجه، ليس نحو السماح بالخروج، بل نحو جعل الحكومة تتصرف بسرعة وتنجز ما وعدت به من دعم لأكثر من 200 ألف أسرة تعرفها بالاسم والموقع وأغلبها من العاملين بالمياومة.

    هي أزمة كبرى، ولا مجال لتعدد الرؤوس في قيادتها.. والله أعلم.





    [10-04-2020 05:19 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع