الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الحجر .. في زمن الكورونا ؟!! - موسى ابو قاعود

    كانت تقول لي جدتي رحمها الله "عمرك ما تسأل يا جدة شخص شبعان عن شخص جوعان " لم اكن افهم تلك العبارة كثيرا ولم أخذها بها إلا عندما وصلت للعقد الثالث من العمر ، وهذا الأستنتاج من جدتي صحيح لكثير من الأسباب رغم بساطته ومنها ما نشاهده يوميا من حالات تنمر وخطاب كراهية وتحريض للعنف عبر منصات التواصل الإجتماعي اتجاه المواطنين بعضهم البعض في الوقت الذي يسيطر الخوف على الملايين من الأشخاص حول العالم وتحديدا في المناطق الأشد بؤس في عالمنا العربي .

    كشفت دراسة مشتركة بين Hootsuite وWe Are Socialأنّ عدد مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي بلغ 3.8 مليار شخص حول العالم، وهذا الرقم يعني أنّ حوالى 60% من سكان العالم يستخدمون الإنترنت بحسب المحلّل في DataReportal سيمون كيمب. وبالتالي،فإن تداول الإشاعات والأخبار المفبركة من الصور والفيديوهات كبير ايضا ، وخصوصا بعد إنتشار "كورونا" .

    من ناحية أخرى هذه الدراسة جلعتني انظر إلى حجم رسائل التحريض على العنف و الكراهية والتنمر ضد الأقلية في البلدان كافه ، ومنهم وطني الأردن ، حيث لجأ بعض الأردنيين بممارسة كافة أشكال الطبقية والتنمر على الفئة القليلة التي كانت تقوم بحضر التجول أو ببعض المخالفات التي قد لا تشكل النسبة الكبيرة من عدد السكان والتي كانت الحكومة قد حذرت منها من خلال قرارات الدفاع الصادرة عبر الجهات الرسمية .

    مع انتشار الفيروس اجتاح المواطنون المخابز ومحلات السوبرماركت بشكل جنوني مع بداية الجائحة وربما تكون النسبة الأكبر من الأردنيين فعل ذلك إلا القليل منهم هم عمال المياومة في مجالات مختلفة الذين يعتاشون على ارزاقهم بشكل يومي ولا احتياطات لديهم مثل الغالبية العظمى من الموظفين الحكوميين والقطاع الخاص .

    وبالنظر الى مقولة جدتي أجد أن من يقوم بكافة أشكال العنف اللفظي والتنمر هم ممن وجدوا قوت يومهم " وبطنه شبعان" اي أن جميع الفقراء في المناطق الأقل حظا هم من يرتكبون في بعض الأحيان المخالفات المتكرره للأستمرار في مقاومة تدابير الحجر المنزلي ، لذ لا خيار لديهم سوى الكد في العمل اليومي للاستمرار على قيد الحياة، وإن ما تشكله المساعدات القائمة من الجمعيات الخيرية ومؤسسات الدولة تكاد لا تغطي النسبة الأكبر ممن يعانون من الفقر والحاجة في ظل ما نمر به حاليا.

    لا ننكر جهد الحكومة في الوقت الراهن وما قدمة من تسهيلات كثيره للمواطنين للمحافظة على الارواح وعدم انتشار المرض كما يحدث في بلدان اخرى بشكل جنوني.

    في المقابل لا زال الالاف الأردنيين يحاولون مقاومة ما يمرون به بإلتزامهم بقرارات الدولة حفاظا على السلم المجتمعي رغم ما يمرون به من مرراه في ظل ما نشهده من تطورات.

    وهنا يجب علينا الإعتراف أننا مارسنا ومازلنا نمارس جميع انواع التحريض والعنف اللفظي عبر منصاتنا الإجتماعيةيوميا دون أن نضع أنفسنا مكان الأخر الذي عانه ما عانه من فقر وحاجة ماسه وأنهم تحول من معيل إلى عاجز وأن الطرد الغذائي لا يكفي لسد الديون التي تراكمات والطلبات التي لا تتحقق إلا من خلال ما يكسبون من قوت يومي يكفي عائلاتهم وأطفالهم ويجب أن نعترف أننا مارسنا عادة سيئة وارتكبنا ذنبا لربما لن يسامحنا عليها من هم بأمس الحاجة في الوقت الراهن وربما رسالة جدتي اليوم تؤكد بأننا لا نتحدث ونحن "ممتلئين البطون" عمن بطونهم خاوية من الجوع والفقر والديون لأنك لن ولن تشعر بما يمرون به من ظروف ، فلن نشعر بهم الا ونحن بطوننا خاوية .





    [30-03-2020 07:57 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع