الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الكتابة عن كورونا دون فزع!

    وليس ثمة إنسان واعٍ وراشد إلا خاض تجربة العزلة. وأنا شخصيا خضت وجربت عزلات لمرات كثيرة من قبل.
    ولكن عزلة آذار الكورونية فأمرها آخر.عزلة فيروسية تشعل في الرأس الممتلئ بالمقابر والخفافيش وكوابيس الكورونا أسئلة كبرى، وان سببها ومصدرها وجه ترامب الأسود، وسادة المال ومافيات الحروب وتجار الأدوية والجرائم الشاسعة ومتعددة الطبقات لرأسمال إمبريالي متوحش وقاتل.
    صورة كاريكاتيرية فاضحة للعالم.الشمس لا تزمر الى التجديد والبعث والحياة،بل ذلك المصدر الكوني للحريق واللهيب والوعيد والموت ونهاية الحياة.
    والقمر وجه السماء الجميل المضيء لا يحمل حبا وأملا في عتمة الليل، بل إشارات الموت وصدى للوحدة ونظرات السماء الغاضبة من الأرض.
    في زمن كورونا، الحب هبة من الله. وجميع من نحب هم على قوسين وأدنى في هلع وريبة وخوف. والحياة ملغومة وكل هبات نعيمها محفوفة بخناجر الموت والخوف.
    وما يثير العزلة القسرية من أفكار في رأسي تمتد لمعالم حرب كونية ثالثة نخوضها دون سلاح وبارود ودبابات وطائرات، وبلا رحمة ولا اختيار، وبجانب من العبثية والعدمية، وفِي أقسى ان يقول العقل الإنساني كلمة واحدة بميزان العقلانية والحكمة والدين بها.
    كورونا فيروس من صناعة الطبيعة ومن كل قاذورات الإنسان، وقذف به في وجه البشرية متحديا عقولهم ومختبراتهم وعلماءهم وأسلحتهم وأسطورة التفوق العلمي والتكنولوجي والمعرفي.
    أشبه ما يكون كورونا بجائزة قذرة من الطبيعة للإنسان. ولربما يكون الفيروس من صناعة عقل الانسان المتناهي في القذراة والعدوانية والشيطنة، فمن يصنع الحروب والدمار والخراب في العالم ليس عاجزا أخلاقيا عن صناعة فيروس قذر؟!
    السؤال التالي، كيف نقاوم؟ الحل والعلاج لربما سيتأخر قدومه من المختبرات ودور العلم.
    ولنقاوم بالإرادة، فمهما كانت كورونا في وصفها مصدرا للموت والهلاك والفناء، وانا رؤيتي ان الوجود يتقد بنيران الموت، فما بين العدم والأمل ، فنحن ملزمون بالتشبث بالحياة، ولو دققنا من قبل قليلا لوجدنا كورونا تسكن في أشياء كثيرة من حولنا.





    [24-03-2020 08:34 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع