الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    كورونا والعمل عن بُعد .. مرحلة مؤقتة أم فرصة للإستثمار؟
    تعبيرية

    أحداث اليوم -

    شفاء القضاة - في ضوء ما تعيشه المملكة من إجراءاتٍ للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد، وقبل إعلان حظر التجول فيالأردن، عمم وزير العمل نضال البطاينة البدء بتفعيل قانون العمل المرن رقم 22 لسنة 2017 بكافة أشكاله المتمثلة بالعمل عن بعد، والعمل ضمن ساعات مرنة، والعمل ضمن أسبوع العمل المكثف.

    البطاينة أكد على أن العمل المرن لن يحتاج لموافقة الوزارة أو تعديل الأنظمة الداخلية للمؤسسات المختلفة في الوقت الحالي، إنما الاكتفاء بموافقة صاحب العمل والعامل مع ضمان استدامة عمل المؤسسات حسب رؤية أصحاب العمل، واستُثنيت بعض القطاعات من هذا القرار.

    تساؤلات عدة من مختصين دارت حول إذا كانت الظروف الراهنة فرصة للإنتقال للعمل عن بُعد لبعض المهن؟ خاصةً في حال استمرت انتاجيتها وعدلت آليات عملها بما يتناسب مع طبيعة النظام الجديد للعمل، وهل تشكل الأزمة الحاليّة فرصة للانتقال للعمل عن بُعد؟ وهل سينتهي العمل عن بعد بانقضاء الأزمة؟

    فرصة ثمينة

    الأخصائيَّة الفنيّة في النوع الإجتماعي العاملة بمنظمة العمل الدوليّة، ريم أصلان قالت إن العمل وسط الظروف الراهنة، بمثابة الفرصة الثمينة لمعرفة المهن التي تخرج إنتاجية عالية خلال العمل عن بعد.

    ولفتت أصلان بحديثها لـ " احداث اليوم" إلى أن لدى المنظمة يقين بأن العديد من الفرص يمكن أن تنجح باتباع هذا النظام مستقبلًا، شرط الحفاظ على كافة الحقوق من حمايات اجتماعية، كأن يكون الراتب مشابهاً للعمل داخل المؤسسة، اضافة الى توفير صاحب العمل للأجهزة والمعدات والانترنت وشمول العمال بالضمان الاجتماعي.

    وأضافت أن على طرفيّ العمل الالتزام بما يترتب عليهما، منوهة الى انه من واجب صاحب العمل حماية حقوق عماله، في حين على العمال إعطاء الإنتاجيّة العاليّة وكأنهم يعملون من داخل مؤسساته، ومؤكدة على أنه إن حدث هذا فلا شك أن انتاجيّتهم ستزداد، من خلال مختلف طرق التواصل مع العمال اثناء العمل من المنزل.

    وبيَّنت اصلان أن هذا النوع من العمل يوفر الجهد والمواصلات على العاملين، إذ يختصر التنقل بين مكاني العمل والمنزل، إضافة لتخفيف التلوث البيئي، مشددةً على تطبيق هذا النظم وفقا للمهن المتناسبة معه، ومشيرة إلى أن البعض لا يمكنهم اتباعه خاصةً وإذا كانت طبيعة العمل توجب عليهم التعامل مع المراجعين مثل بعض الصناعات وخدمة الزبائِن، وخدمة الاتصالات وخطوط الإنتاج في المصانع، فكلها أعمالٌ يصعب على أصحابها العمل خارج المؤسسات.

    تغيير بالوسائل

    الخبير العمالي حماد ابو نجمة يتفق مع اصلان معتقداً أن ما يحصل الآن يدفع باتجاه العمل عن بُعد وأشكال العمل المرن، بعد الافتقار لعدم الجديّة في هذا النوع من العمل – كما وصفه- خاصةً مع بدء منظمة العمل الدولية بنشر النداءات للدول طالبةً منهم التوجه للعمل عن بعد، ليكون ذلك حلًّا لإشكاليّة التوقف عن العمل لكثير من الشركات.

    وأوضح ابو نجمة لـ "أحداث اليوم" أن تغيير نظام العمل يتطلب تغيرا في الوسائل، منوهاً إلى ان هذا النظام يحتاج لممكنات جديدة وتنظيم داخلي في المؤسسة لمتابعة سير العمل وتأديته.

    واشار إلى أن القطاعان – الخاص والعام- بدءا تغيير الأنظمة الداخليّة على عُجاله وبشكل غير منسق، غير أنهما رتبا أعمالهما الداخليّة بما يتناسب مع منهجيّة العمل عن بعد.

    ولفت ابو نجمة الى أن ما قام بها القطاعان يعتبر مؤشرٌ على إمكانيّة استمرارهما بالعمل المرن حتى بعد انقضاء الأزمة، خاصةً وأن الأردن هو أحد الدول التي تحمست سابقًا لتجربة هذا النظام، مبيناً في الوقت ذاته أن العمل عن بعد لا يقتصر على ما تشمله وسائل التكنولوجيا وإنما يشمل الانتاج وتصنيع بعض المنتجات الخفيفة التي تحضر في المنزل.

    نظام وحقوق العاملين

    رئيس المرصد العمالي أحمد عوض قال إن الأزمة الحاليّة دفعت الجميع باتجاه العمل عن بعد، مما يجعلها فرصة جيّدة جدا بتطوير أدوات وآليات العمل بهذه الطريقة؛ لتطبيقها على نطاق واسع، مع الحفاظ على نظاميته وحقوق العاملين فيه وكفاءتهم، بالإضافة لإنتاجيته.

    وتابع عوض لـ " أحداث اليوم" ان العمل عن بُعد موجود منذ زمن، غير أن التطبيق الإلزامي له هو المختلف الآن، إذ تضطر المؤسسات التي خالفت هذه الفكرة منذ زمن على تطوير أدواتها وتقنياتها وإدارتها للتوسع في تطبيقه، في حين يدرك العاملون غير المتحمسين للعمل بهذه الطريقة أن عدم عملهم سيشكل ضررًا على مؤسساتهم ومصالحهم التي تقتضي بأن تظل مؤسساتهم عاملة، لذا فمصلحة الجميع تدفع بالتفكير بأطر وأدوات لاستمرار العمل وتوسعه على نطاق واسع.

    واتفق عوض مع سابقيه على ضرورة تطبيق هذه التجربة مستقبلًا بعد انقضاء الأزمة؛ لاعتقاده بنجاحها، خاصةً وأن العديد من المؤسسات الحاليّة، تعتمد العمل بهذه الطريقة، دون أية مشكلة.

    وتظل الأسئلة عالقة إذا ما كانت الأزمة الحاليّة بداية التوجه العام لنظام العمل المرن، خاصةً في ظل تكيّف العديد من المؤسسات وتعاملها معها وتعديل أنظمتها لتناسبه، أم أنها محض مرحلة سترحل معها هذه الإجراءات حال نهايتها؟

    ما يعتقده الخبراء هو أن النظام قابل للتطبيق مع بعض المهن مما يوفر عليهم الجهد والوقت ويرفع إنتاجيته.





    [22-03-2020 06:52 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع