الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    زيارة تميم .. حشد للدعم وملاذ لكسر العزلة - ياسر شطناوي

    ليس من الغريب أن يكون الأردن أولى محطات زيارات أمير قطر تميم بن حمد قُبيل زيارته المقرره إلى تونس والجزائر، خاصة في أعقاب استمرار تصاعد الأزمة "الخليجية الخليجية" "وبُعد أمد حلها" من جهة، وبعد إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو لخطة السلام المعروفة بـ " صفقة القرن" من جهة أخرى.


    دلالات عديدة يمكن البناء عليها "لفكفكة" مفاصل هذه الزيارة "التي تأتي بعد 6 اعوام صعبة" مرت بها المنطقة على مختلف المستويات لاسيما تلك التي من وزن "الصراع في سوريا والعراق وليبيا وفلسطين واليمن"، وتأثير ذلك "الجيوسياسي والإقتصادي" على بلد مثل الأردن الفقير بالموارد والناشط في الاقليم، الى جانب قطر التي ما زالت "تعاني نوعاً ما" من تبعات الحصار الخليجي المفروض عليها منذ أكثر من 3 أعوام.


    البداية الأولى تأتي أعمق من ما هو مُعلن، ومصالح عليا لكلا البلدين "تحكم الاطار العام للعلاقات" إلى جانب البُعد المشترك في المواقف من القضية الفلسطينية وتداعياتها والتطورات التي تشهدها "ليس فقط على مستوى الإقليم بل من قوى العالم كلها .


    ليس من الصحيح أن " تُختزل" زيارة أمير قطر إلى الأردن فقط في اطار ما جاءت به "صفقة ترامب المرفوضة" وأن كان هناك توافق بين الطرفين في رفض الصفقة، فثمة عدة ملفات لها علاقة "بالشأن الداخلي المشترك للبلدين" يمكن الحديث عنها بإسهاب وتعمّق".


    بالنسبة للأردن فقد وجد نفسه "ولو بشكل غير مباشر" وحيداً في التصدي لصفقة القرن وتداعياتها، خاصة بعد "الموقف الضبابي" لبعض الدول العربية "وخاصة الخليجية" من الصفقة ، فكان على الأردن لزاماً أن يعمل على "الدعوة لحشد تحالف" من الدول العربية والأجنبية التي تتوافق واياه في الموقف كما هي "قطر عربياً و روسيا دولياً، على سبيل المثال لا الحصر.


    يُدرك الأردن - الذي يعاني اساساً من ازمات اقتصادية عميقة - أن الثبات على الموقف له ضريبة، فكيف بذلك الموقف الواضح والصريح من القضية الفلسطينية التي تعتبرها عمان أولوية ومصلحة وطنية تمس البعد الداخلي والخارجي؟؟ .


    من هنا جاءت فكرة الإنفتاح على مسارات "أبعد من دول محور الإعتدال"  مع الإبقاء على التوازن في العلاقات معها، فتجد الملك مرة في يزور ارمينيا واخرى في فرنسا ومره في دول الإتحاد الأوروبي....  وهذا بالعرف السياسي حق مشروع من باب المصلحة العليا للأردن ليكوّن له "الداعم والرديف" السياسي في المجتمع الدولي عند التصدي لصفقة ترامب والوقوف بوجهها بكل ثبات من جهة، ودعم عمّان اقتصادياً من جهة اخرى.


    أما على الجانب القطري، فالدوحة أدركت أن أكثر من 3 سنوات متواصلة من الحصار من قبل جاراتها "السعودية والأمارات والبحرين" قد تلقي بظلالها على البعد السياسي للدولة، خاصة فيما يتعلق بمواقفها من "جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس"، اللتان اعتبرتهما الدول الخليجية منظمات إرهابية ووضعتهما على "البلاك ليست".


    قطر تسعى من خلال أميرها الشاب إلى كسر حاجز العزلة عربياً، وتبحث عن "ملاذات آمنية" في المنطقة، وفي هذا التوقيت تحديداً لعدة أسباب.. أولها أنه بات واضحاً أنه "لا أمد مُحدد لإنها الحصار" خاصة بعد "فشل الوساطة الكويتية" ... وثانياً أن قطر تُعد عدتها الآن لإستضافة " أكبر حدث رياضي في العالم مونديال 2022"، ما يجعل لزاماً عليها "البحث عن دعم عربي" بشكل عام،  والأردن بشكل خاصة "تحديداً في المجال الأمني" لإنجاح هذا الحدث.


    تقارب وجهات النظر بين الدولتين له بُعد أكثر من أن يكون مختزلاً بملف واحد دون غيره ، وعمّان اليوم بدأت "بشكل أكثر نشاطاً" تمارس دور " المفاضلة في علاقاتها " ليس على المدى العربي فقط بل العالمي، وذلك بما يتناسب ومصالحها العليا.





    [24-02-2020 08:57 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع