الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لا تكن واقعيًا!

    بينما تُكتب هذه السطور يمكن أن تندلع انتفاضة واحتجاج شعبي في بلد عربي. موجة جديدة من الثورات والحراكات العربية.
    جموع جماهيرية جديدة تتحشد للخروج من حقول التدجين. الاوطان أكلتها السلطة. ويبدو أن متلازمة كن واقعيا ولا تحلم بالمستحيل قد فشلت عربيا.
    وما نراه من احتجاجات شعبية هي أقل من تعبيرات لجماهير تبحث عن خلاص ما.
    تاريخيا كثير من الدول العربية تعيش حالة تقترب من العدم، اوطان ذابت، وكيانات مزقت وشردت شعوبها، وقشرة السلطة السميكة غير قابلة للزحزحة والتكسير، وفي بلدان ما بعد الثورات وما قبلها، بالاستثناء التونسي بطبيعة الحال.
    الكل ينتظر لا يعرف ماذا تخبئ الايام؟ وهي حبلى بالمفاجآت. لحظة انفجار، الدولة الخشنة والناعمة تواجه نفس التحديات، حراسة السلطة التعيسة يبدو أنها رهن لتغييرات واستبدالات.
    الجماهير تطلق مشاريع تحرر سياسي واجتماعي وطني. الناس يبحثون عن طوق للنجاة من الاستبداد السياسي والاقتصادي. يبحثون عن خلاص للخروج من حصار وسطوة البنوك والمصارف، والرعاية والحماية السلطوية لتجبر المال وتمركزه في ايدي» قلة قليلة «.تفكيك كيانات ثقيلة وسميكة، ثقلها أرهق الدولة.
    نريد أن نصير مواطنين لا رعايا، هي صرخة العراقي واللبناني والسوداني والجزائري. احياء الامل بالمعنى السياسي، ما يعني روح النضال والاحتجاج والرفض، وذلك دفاعا عن حق الحياة والعيش الكريم والخلاوج من مصير التعفن قبل الموت الجماعي.
    في كثير من دول العالم العربي ساد انبطاع بأن الواقعية تعني القبول بما هو قائم وراهن. الحرية والعدالة والكرامة شروط صعبة ومستحيلة. ولكن النتيجة كانت أن السلطة عادت لتصطدم مع الجماهير الباحثة عن منابع ثورية جديدة لاصلاح شأنها وحالها العام. الاحتجاج والغضب هما مسار للدفاع عن حق العيش الكريم.





    [01-12-2019 08:19 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع