الرئيسية
حدث وصورة
أحداث اليوم - اقام رئيس منتدى الفكر الديمقراطي الباحث عبدالله حمودة يوم الثلاثاء الموافق 26/11/2019، معرضاً فنياً لرسومات لرسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، وذلك في منتدى الرواد الكبار .
ضم المعرض العديد من رسومات ناجي التي تتحدث عن الوضع الفلسطيني والعربي، الى جانب بعض رسومات الفنان العراقي هاني مظهر الذي كان زميل ناجي بجريدة القبس الكويتية.
المستشارة الثقافية لمنتدى الرواد القاصة سحر ملص رحبت بالحضور، مشيرة الى ان رسومات ناجي دائم تجمع محبين الحرية والعدالة، فيما قدم الباحث عبدالله حمودة نبذة عن حياة العلي وابرز المحطات في حياته الفنية الممتدة من مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان الى الكويت ومن ثم الى لندن.
قال عبدالله حمودة إن العلي كان منحاز لقضيته وكان يؤمن بان للفن رسالة خالدة وهي التعبير عن قضايا الناس، مشيرا الى ان العلي رسم اكثر من "40"، الف لوحة، وهو الفنان العربي الوحيد الذي لفت نظر الغرب من خلال رسوماته.
واستذكر حمودة عندما قام الكاتب محمد كعوش بنشر رسومات ناجي في جريدة جريدة العرب اليوم الاردنية، وكيف ارتفعت مبيعات الجريدة بسبب هذه الرسومات مما يدل على رسوماته كانت تعبر عن قضايا الانسان العربي المسحوق من المشرق حتى المغرب العربي.
ونوه حمودة الى موقف العلي من المرأة وكيف كان ينظر لها في رسوماته حيث انها كانت احد الشخصيات الرئيسية في رسوماته، فاسماها "فاطمة" وهي شخصية المرأة الفلسطينية، وهذا دلال على تقديره لقدرة المرأة في العطاء وفي النضال فهي الداعم الاول للرجل، فاطمة، لا تهادن، ولها رؤيا شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا.
وتابع حمودة:في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: الله لا يسامحك على هالعملة. أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها، في حين تقول لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع، روح جيبها بدي أخيط اواعي للولاد. أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.
كما ان ناجي جعل المرأة رمز للمقاومة، كذلك عبر عن غضبه وعدم الرضى من خلال شخصية "حنظلة"، وهو صبيا في العاشرة من عمره، ويرمز للفلسطيني المعذب والقوي، ورغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الاحداث لا يخشى احدا وغير مكترث، يدير ظهره للعالم ويديه خلف ظهره.
ويذكر ان القاص والروائي والصحافي الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني هو الذي اكتشف ناجي بعد ان شاهد رسوماته اثناء زيارته لمخيم عين الحلوة، فنشر له اولى لوحاته في مجلة الحرية في العام 1961، وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوح.
وتميز العلي الذي ولد في العام 1937، في قرية الشجرة قضاء الجليل، وبعد النكبة في العام 1948، بالنقد اللاذع والسخرية السوداء، عبر اربعين الف رسم كاريكاتوري كانت تاخذ شكلا تحريضيا حينا، وثوريا حينا اخر.
سافر ناجي للكويت في عام 1963، وعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا في "مجلة الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية"، وبقى يرسم لعدد من الصحف لمدة "11" عاما.



