الرئيسية كواليس

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن في المربع صفر .. وواشنطن تقفز على حبال المنطقة
    ارشيفية

    أحداث اليوم - ياسر شطناوي - لا يجد الأردن نفسه بعيداً عن تراتبية «الدور والأداء» بأي ملف يخص القضية الفلسطينية وتداعيات الضغط الامريكي "المجحف احياناً" والذي لا يتوافق في بعض الأحيان مع أولويات عمان ومصالحها.

    ولا تترخى عمان ابداً بدورها المحوري في ابداء الرأي وتقديم الخطط لرسم ملامح المرحلة وتأطير أسس وهوامش إحلال السلام في المنطقة، لاسيما في ظل الضغط المالي والأزمات الداخلية اجتماعياً وسياسياً.

    قالها الملك صراحة إن لواشنطن دور أساسي في عملية تحقيق السلام، ولا يمكن أن يتم جمع الأطراف دون هذا الدور.


    يدرك الملك تماماً البعد الجيوسياسي «للعصى الأمريكية» في المنطقة، وتغلل ونفوذ البيت الأبيض في إحداث الفروقات بقلب الداخل الإسرائيلي والفلسطيني معاً، من خلال عدة مستويات على راسها الإقتصادية.

    لا يقلل الملك هنا من الدور العربي في مسيرة إحداث السلام «وأن كان هناك دول عربية تنظر للأمور من خلف الستار بهدوء وتكتفي بالمشاهدة»، الا أن لواشنطن ورئيسها ترامب ومستشاره كوشنر ثقل أكبر "وسطوة " - أن صحّ التعبير- على الطرفين.

    تاريخياً كان البيت الأبيض بمعظم الرؤساء الذين جاءوا عليه يولون ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أولوية، وأن كان من خلال " إستخدام الإسلوب الناعم" على خلاف ترامب الذي تخطى "البروتوكول" بان نقل سفارة بلاده الى القدس، والآن يشرعن المستوطنات، إلى جانب التدخل غير المباشر في مسار الإنتخابات الإسرائيلية التي ستتم قربياً.

    هذه الوصفة الأمريكية الجديدة برؤيتها لمشاكل منطقتنا، تجعل الأردن طرفاً رئيساً بمعادلة صعبة الأطراف، وتشكل ضغطاً سياسياً أكبر من قدرة المملكة على تحديه منفرداً دون وجود " داعم" قوي ذو نفوذ.

    هذا يبرر تماماً الإنفتاح الأردني مؤخراً بشكل أكبر من المعتاد على دول الإتحاد الأوروبي واليابان والصين وروسيا، وأن كانت الأمور بالأساس لمغزى إقتصادي، إلا أن السياسة دائماً حاضرة ولها مساحتها في إطار العلاقات مع هذه الدول.

    سؤال يخطر على الأذهان.. كيف تنظر إدارة ترامب للأردن على إعتبار أنه طرفاً اساسياً باي تسوية كانت في ملف الصراع بالمنطقة من جهة، والقضية الفلسطينية خصوصاً من جهة اخرى؟.

    على أرض الواقع لغة الأرقام والمستويات الدبلوماسية تتحدث.. فالولايات المتحدة بقيت ولأكثر من عام تتحاشى أن تسمي سفير لها في عمان، إلى جانب شح المساعدات الأمريكية للاردن في الأعوام الماضية وتحديداً 2017- 2018، وما رافق ذلك من ضغط إقتصادي عنيف على عمان، ومشكلات مالية وأقتصادية مُغرقة، إلى أن قرر البيت الأبيض أخيراً فتح مجال مالي متواضع للأردن بان "يعيد نفسه للتموضع ويتنفس الصعداء" لينشط – بشكل محدود - في إطار الحفاظ على الإستقرار المالي نوعاً ما.

    هذه "الفسحة الأمريكية" لم تكن ايضاً بمعزل عن تقدم المانيا لتظهر تضامنها مع المملكة وتقدم مساعداتها ، الى جانب بعض دول الخليج التي جمّدت المنح لفترة وأفرجت عنها لاحقاً.

    اخيراً مربع «المناورة» للأردن الآن أصبح أقل وأصغر، وهذا ربما يدفع المملكة في المرحلة المقبلة إلى إتخاذ خطوات غير مسبوقة، تعمل من خلالها على إحداث تغييرات سياسية ودبلوماسية، في سبيل الثبات على القيم الوطنية والحفاظ على المصالح العليا "خاصة مع ملف فلسطين والقدس والوصاية".





    [23-11-2019 07:59 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع