الرئيسية أحداث فنية

شارك من خلال الواتس اب
    صناعة الأفلام في الأردن .. افتقار البيئة والتمويل
    بوستر فيلم ذيب الذي تأهل لنهائي الأوسكار العالمي

    قالت مديرة قسم الإعلام والثقافة بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ندى دوماني، إن التمويل عامل أساسي في عملية صناعة الأفلام، فهذه الصناعة تتطلب كلفاً مرتفعة للإنتاج وطواقم العمل وأجور الممثلين ناهيك عن المعدات الضرورية والديكور.

    واستدركت دوماني التي تدير مهرجان عمّان السينمائي الدولي (أول فيلم) بقولها: «لكن بوجود التقنيات الحديثة اليوم، يمكن تصوير أفلام طويلة بكلفة متواضعة. وهناك أفلام روائية طويلة تصوَّر اليوم على الهواتف النقالة وتُعرض في المهرجانات العالمية».

    وأكدت دوماني أن هناك أفلاماً عربية وأجنبية وصلت إلى العالمية أُنتجت بميزانيات ضئيلة، منها على سبيل المثال الفيلم المصري «يوم الدين» الذي نافس على جوائز مهرجان كان ولم تتعدَّ ميزانيته 200 ألف دولار، وكذلك الفيلم اليمني «10 أيام قبل الزفة» الذي يجول المهرجانات العالمية والذي لم تصل ميزانيته إلى 35 ألف دولار! كما أن هناك أفلاماً أردنية طويلة نالت نجاحاً كبيراً خارج حدود الوطن رغم أنها أُنتجت بميزانيات متواضعة، مثل «لما ضحكت موناليزا» و"مدن ترانزيت» و"الجمعة الأخيرة».

    ورأت دوماني أن العائق الأساسي أمام صناعة الأفلام ليس مادياً، فـ"القصص الجيدة البسيطة لا تحتاج بالضرورة إلى إمكانيات هائلة لنقلها على الشاشة الكبيرة، ما دام أن السيناريو جيد ومتماسك وما دامت هناك موهبة وشغف ورغبة في تحقيق المشروع».

    وأشارت دوماني إلى أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام قامت في العام 2018 بإعادة إطلاق صندوق الأردن لدعم الأفلام والذي بدأت نتائجه تظهر بالفيلم الوثائقي الطويل «أرواح صغيرة» لدينا ناصر، والفيلم الروائي القصير «سلام» لزين الدريعي، والذين عُرضا في مهرجانات إقليمية ودولية وحصدا جوائز مميزة وحازا إعجاب المشاهدين. وكشفت أن هناك ثلاثة أفلام روائية طويلة أردنية تصوَّر حالياً في المملكة، حصلت أيضاً على دعم الصندوق، وهذه «أول مرة يشهد فيها الأردن إنتاجاً سينمائياً بهذا الزخم».

    وأكدت دوماني أنه لا بد من بيئة مؤاتية وحاضنة لتسهيل العملية الفنية الإبداعية وإن كان هناك فنانون عالميون أبدعوا في ظروف عسيرة أحياناً. وأضافت أنّ أي نشاط فني، سواء

    أكان مهرجاناً أم عملاً مؤسساتياً أم نشاطاً فردياً، يساهم حتماً في تعزيز هذه البيئة الحاضنة التي، بدورها، تساهم في تحفيز المبدع وتعطيه الدفع اللازم للتفكير والخلق والإنجاز.

    وعن حاجة المنتَج الثقافي إلى جمهور يتذوقه ويضمن استمرارية الإنتاج، قالت دوماني: «حين بدأنا بتنظيم عروض أفلام في الهيئة الملكية قبل 12 سنة، كنا نفرح حين يشاركنا 30 أو 40 شخصاً في المشاهدة. واليوم، يكاد المسرح الخارجي للهيئة لا يتسع للجمهور رغم أنه يتسع لـ 250 مقعداً». وأضافت أن المبادرات والمشاريع الثقافية ترفد المشهد السينمائي، وهو جزء أساسيّ من هذا الحراك.

    وعن غياب المهرجانات السينمائية في الحياة الثقافية الأردنية، ومحدوديتها، وفقرها، مقارنة مع المهرجانات الإبداعية الأخرى، أوضحت دوماني أن الفعاليات السينمائية في الأردن، خارج صالات السينما التجارية، تقدم للجمهور في كثير من الأحيان أفلاماً ذات جودة عالية وحائزة على جوائز عالمية. وأضافت: «صحيح أن هذه المهرجانات محدودة نوعاً ما، لكنها تحذو حذو المهرجانات العالمية من حيت المضمون، وإن كات تفتقر إلى نشاطات مرافقة لها وضيوف يثري وجودُهم الفعالية بحد ذاتها».

    وتابعت دوماني بقولها: «هناك فعاليات سينمائية في الأردن تستحق التقدير، وهي متكاملة وضرورية في تكاملها، والإقبال كبير على عروضها من الفئات العمرية والمجتمعية المختلفة»، معددةً منها على سبيل المثال: المهرجان الفرنسي العربي، والمهرجان الأوروبي، ومهرجان كرامة لحقوق الإنسان، ومهرجان الفيلم العربي الذي تنظمه الهيئة الملكية للأفلام.

    وعن التخطيط لإقامة مهرجان عمّان السينمائي (أول فيلم)، وأهمية هذا التوجه وانعكاساته على الثقافة السينمائية والحياة الثقافية عموماً، قالت دوماني: «بالفعل، نحن بصدد التحضير لهذا المهرجان والذي ستقام دورته الأولى في الفترة 13-18 نيسان 2020. وأوضحت أن المهرجان سيركز على الأعمال الأولى للمخرجين العرب، مشيرة إلى وجود ثلاث فئات تنافسية داخل المهرجان: الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام الوثائقية الطويلة، والأفلام القصيرة.

    ولفتت إلى وجود لجان تحكيم مؤلفة من شخصيات سينمائية أردنية وعربية ودولية ستقوم بمنح جوائز للفائزين في الفئات الثلاث، وإلى أن هناك قسماً لأفلام عالمية مختارة يُشترط في كلّ منها أيضاً أن يكون العمل الطويل الأول لمخرجه.

    وأضافت دوماني: «بموازاة عروض الأفلام، سينظم المهرجان أياماً خاصة لصناع الأفلام تتضمن سلسلة ورشات عمل ومحاضرات وحلقات تسويق لمشاريع في مرحلة التطوير أو ما بعد الإنتاج».

    وأعربت دوماني عن أملها في أن يساهم هذا المهرجان في «تعزيز ديناميكية الحركة الثقافية في المملكة، وأن يكون بمثابة نقلة نوعية في المشهد المرئي والمسموع»، مشيرة إلى أنه مهرجان مستقل إدارياً ومالياً عن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وإن كان يتماشى مع مهمتها في دعم صناع الأفلام الأردنيين والعرب وتشجيع الحركة السينمائية خاصة والثقافية عامة في المملكة، مع وضع اسم الأردن على خريطة المهرجانات العالمية واستقطاب الزوار لهذا الحدث الذي سيتكرر كل عام.





    [20-11-2019 09:24 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع