الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    نبض الشارع الأردني

    ابراهبم غرايبة

    أجرى مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية في اليومين اللذين سبقا إعلان فك إضراب المعلمين استطلاعا للرأي هو فاتحة استطلاعات يتوقع ان تكون أسبوعية تحت عنوان نبض الشارع الأردني تستكشف رأي الأردنيين تجاه قضية محددة أو أكثر أو استطلاعا عاما يلاحظ الاتجاهات والتغيرات في الرأي العام وتفاعلاته.
    يساعد الاستطلاع في بناء مجموعة من الملاحظات ووجهات النظر المفيدة والمهمة حول اتجاهات الفضاء العام وتشكلاتها، كما تأثير إضراب المعلمين في وعي المواطنين وتقديرهم لأولوياتهم، وكان واضحا بالطبع أن قضية المعلمين وإضرابهم عن العمل شغلت الرأي العام الأردني وكانت القضية الأكثر اهتماما وتعليقا، وكان واضحا التأييد الكبير للمعلمين ومطالبهم وفي الوقت نفسه معارضة الإضراب أو تمنياتهم أن ينتهي الإضراب بتوافق مُرضٍ بين المعلمين والحكومة. وقد أبدى المواطنون ترتيبا يجب الاهتمام به للقضايا والأحداث، فقد كان الوضع الاقتصادي والبطالة والفقر والغلاء تشغل المواطنين أكثر من القضايا الأخرى مثل الفساد والإرهاب أو القضايا والأحداث الخارجية.
    أبدت نسبة مؤثرة من المستطلعة آراؤهم (22 في المائة تأييدها للمعلمين وإن كانت الأغلبية (52.5 في المائة) تؤيد المعلمين، لكن من الملفت أن نسبة مؤثرة (18.4 في المائة) أبدت حيادا تجاه الأزمة؛ ما يؤشر إلى أن أزمة المعلمين برغم أهميتها الحيوية والقصوى لم تؤثر على نسبة غير قليلة من المواطنين، وربما يكونون من زبائن المدارس الخاصة التي لم تتوقف عن العمل، والتي يتركز معظمها في العاصمة عمان؛ ما جعل الوضع فيها أكثر استقرارا وهدوءا، وربما يكون ذلك قد خفض من حدة الإضراب وتأثيره على الحكومة والأعمال واتجاهات الرأي العام وتفاعل النخب مع الأزمة لأن معظمها يقيم في عمان، ويرسلون أبناءهم إلى مدارس خاصة.
    وترى أغلبية مجتمع الدراسة (69.1 في المائة) أن المتضرر الأكبر في هذه الأزمة كان الطلاب، ورأى 15.1 في المائة من المجتمع أن المعلمين هم الأكثر تضررا، في حين لم تلاحظ ضررا وقع على الحكومة سوى أقلية ضئيلة من المجتمع (6.4 في المائة) ويرى واحد في المائة فقط من المجتمع أن نقابة المعلمين قد تضررت.
    وفي المجال الإقليمي أجاب23.1 في المائة من المجتمع أن القدس والقضية الفلسطينية وصفقة القرن هي أكثر قضية إلحاحا وذات أهمية، تليها الحروب عدم استقرار الدول المجاورة (18.5 في المائة) وقد أجاب 22.8 في المائة من المجتمع بعدم المعرفة؛ ما يؤشر إلى عدم الاهتمام بالقضايا الإقليمية لدى نسبة مؤثرة تساوي نسبة القضية الأكثر اهتماما (القدس والقضية الفلسطينية) في حين كانت نسبة الذين أجابوا “لا يوجد” على سؤال ما هي أكثر قضية محلية إلحاحا تساوي 1.9 في المائة فقط. وكان ملفتا أن الإرهاب تراجع في أهميته لدى المجيبين إلى آخر القائمة.
    وفي الإجابة على سؤال ما هي أكثر قضية إلحاحا ذات أهمية وتواجهك أنت شخصيا وتتمنى حلها، أجاب 22.8 في المائة أن الوضع الاقتصادي والمالي هو القضية الأكثر أهمية، ثم البطالة (20.1 في المائة) ثم ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة (9.7 في المائة) ثم تدني مستوى الرواتب (8.2 في المائة) ثم الإضرابات (7.7 في المائة) ثم الفقر (5.9 في المائة) ثم مشاكل أسرية واجتماعية (3.2 في المائة) ثم مشاكل متعلقة بالخدمات العامة (2.7 في المائة) ثم الفساد والواسطة والمحسوبية (2.2 في المائة) في حين أجاب 15.7 في المائة من المجتمع بأنه لا يوجد قضية ذات أهمية في الرؤية الشخصية للمجيب.
    ويبدو واضحا أن المجيبين يفرقون بين الفقر وتدنى الرواتب، وعلى عكس المتوقع فإنهم لا يرون الفساد قضية ملحة. كما دخل مفهوم الإضراب إلى الحياة اليومية والاهتمام الشخصي.





    [09-10-2019 08:07 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع