أحداث اليوم -

يضاعف تأخير انجاز الباص السريع والاغلاقات الناجمة عنه في معظم شوارع العاصمة، الأعباء والكلف على المواطنين، كما قال خبراء اقتصاديون ومواطنون.

وأكدوا أهمية الإسراع في تنفيذ أعمال البنية التحتية للباص السريع، حيث أن التأخير يعطي إشارة سلبية حيال الاستثمار في عمان.

وبينوا في أحاديث صحفية إلى أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تأخير العمل بالمشروع تضاعف من كلفة النقل وتحمل المواطنين أعباء إضافية بسبب الاختناقات المرورية التي تسببت بها أعمال تجهيز البنية التحتية للمشروع.

وانتقد الباحث الاقتصادي حسام عايش الـتأخير في تنفيذ أعمال البنية التحتية للباص السريع مشيرا إلى أن قصة الباص السريع بدأت منذ عام 2008 ومازال العمل فيها بحاجة إلى سنوات تطول الى نهاية 2022.

وقال إن اضرارا اقتصادية تلحق بالمواطنين نتيجة التأخير في انجاز المشروع، وتؤثر على الاقتصاد الوطني وعلى الاستثمار والحياة اليومية للمواطنين.

وبين عايش ان الخسائر الاقتصادية تتجاوز الخسائر المتعلقة بالتأخير الى خسائر صامتة من خلال تراجع الاستثمار.

وأضاف ان كثيرا من المواطنين يتجنبون الذهاب إلى مناطق عمل المشروع لأسباب تتعلق بالتأخير والكلف التي يتحملها صاحب المركبة إلى جانب التوتر الناجم عن هذه الأزمات.

وافترض عايش أن 5% فقط من المركبات التي تسير في شوارع عمان وتصل الى مليون وربع مركبة، تذهب أو تضطر للمرور من منطقة عمل الباص السريع، ما يجعله يقدّر الكلف الضائعة التي يتحملها الاقتصاد والمواطن بمليون ونصف دينار شهريا بمعدل 18 مليون سنويا.

وتابع أن هذه الأموال تشكل خسائر مباشرة من كلفة المشروع وتزيد كلفة الإنتاج بزيادة مدة التأخير في الانتهاء من المشروع إضافة إلى خسائر أخرى.

بدوره، قال خبير المحروقات هاشم عقل إن أعمال البناء في الباص السريع انعكست سلبا على العديد من النواحي التجارية وعلى المواصلات إضافة إلى زيادة عبء مصروف المحروقات وارتفاع كلفة التنقل بشكل عال جدا من خلال الاصطفاف الطويل للمركبات في انتظار حركة السير التي تتعطل نتيجة ضيق مسارب الحركة وبالتالي حدوث المزيد من الاختناقات المروية في شوارع عمان الأمر الذي من شانه أيضا زيادة هدر المحروقات.

ولفت إلى أن البعض يلجا إلى طرق بديلة قد تكون ابعد للتخلص من الاختناقات المروية وبالتالي تزيد كمية استهلاك المركبة من المحروقات وترتفع الخسائر المالية التي يتحملها المواطن من جيبه.

وقدر عقل الزيادة المالية على المواطن الذي يستخدم سيارته الخاصة نتيجة أعمال البنية التحتية والتحويلات بمعدل 30% من مصاريف فاتورة الوقود.

وأضاف أن شارع الملكة رانيا يعتبر من أكثر الشوارع التي تشهد حركة سير في العاصمة، لافتا إلى أن الشارع يشهد مرور ما يقارب 60 ألف سيارة يوميا.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر المحروق انه بدون وجود نقل عام متطور فانه لن يكون هناك أي تقدم على الصعد الأخرى.

وأكد أن المطلوب هو تحمل بعض الإرباكات المرورية وأزمات السير، معتبرا أن ذلك أمرطبيعي في حال القيام بأعمال الإنشاء والتجهيز للبنية التحتية لأي مشروع كبير مثل الباص السريع.

وقال المحروق إن مشكلة النقل والمواصلات في العاصمة باتت تتطلب حلا جذريا لافتا إلى انه في حال الانتهاء من المشروع سيسهل ذلك من حركة السير على المواطنين ويوفر عليهم استهلاكا في الوقود ويقنن من استخدامهم لمركباتهم الخاصة.

ولفت إلى أهمية التوعية بثقافة استخدام وسائل النقل العام في ظل توفر وسائل نقل تحترم متلقي الخدمة وتوفر لهم خدمات مميزة.

وقال المواطن خالد مجلي أحد سكان منطقة أبو نصير إنه يحتاج وقتا يتجاوز الساعة يوميا للوصول إلى عمله في منطقة الدوار الثامن وكانت المسافة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة سابقا قبل بدء اعمال الباص السريع.

وانتقد التأخير و بطء أعمال البنية التحتية لمشروع الباص السريع في منطقة صويلح.

وتوقع مجلي ازدياد الارباكات المرورية مع افتتاح الباص السريع، لأن مسار الباص الذي سيتم توفيره عبر اقتطاع جزء من الشارع يعني تضييق الشارع الرئيسي الذي هو في الأساس ضيق.

وقالت المواطنة رانيا مهدي إنه بالرغم من تعويل أمانة عمان على إحداث نقلة نوعية في قطاع النقل في عمان بما يلبي حاجات سكان العاصمة، إلا أنها لا ترى في الباص السريع القدرة على تقديم حلول سحرية للاختناقات المرورية في العاصمة

واعتبر وائل محمد أن أعمال الباص السريع أحدثت ضررا كبيرا في الشوارع التي تشهد أعمال تجهيز البنية التحتية.

وأشار إلى تضرر الكثير من المرافق والأسواق والمجمعات التجارية نتيجة انشاءات البنية التحتية، وخاصة منطقة طارق وطبربور وشارع الملكة رانيا وشارع المدينة الرياضية وغيرها من المناطق التي يتوقع أن يمر بها الباص.

(الرأي)

[25-09-2019 10:13 AM]