الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن و فرصة العمل المناخي

    أحداث اليوم - بعد ساعات ستنطلق قمة العمل المناخي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، في وقت يشهد العالم تسارع غير مسبوق في انبعاثات الغازات الدفيئة المسبب الرئيس في ظاهرة الإحتباس الحراري، وبالرغم من التحذيرات الجادة التي أطلقها العلماء، لوقف التدهور الشديد في الموارد الطبيعية وفقدان القدرة الحيوية، إلا أن دوائر صنع القرار الدولية لا تلقي أي إهتمام يرقى لمستوى الحفاظ على سلامة الأمن الإنساني والغذائي والبيئي.

    يقف الأردن في طليعة الدول المتأثرة في عملية التغير المناخي، كما ذكرت التقارير الدولية، وأهمها التقرير الصادر من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي (IPCC)، الذي تحدث بوضوح عن تعرض المملكة للعديد من الأثار؛ خاصة في التغيير الحاصل على ماهية أنماط الهطول المطري والتي شهدناها السنة الماضية على شكل الفيضانات الومضية، وجاءت نتائجها كارثية في الخسائر البشرية والمادية.

    كما ويقع على عاتق الأردن إسهامات محددة وطنيا في مختلف القطاعات لخفض مستوى الإنبعاثات، ولعل أهم هذه القطاعات، قطاعي الطاقة والنقل، الأكثر مساهمة في الإنبعاثات على المستوى الوطني؛ وهذا يتطلب سياسات واقعية وفاعلة، للوصول إلى ما التزمت به المملكة في إتفاقية باريس، وغيرها من الإتفاقيات البيئية الدولية، إنطلاقا من حق الإنسان الأردني التمتع في موارده الطبيعية بشكل مستدام والعيش في بيئة صحية وسليمة.

    وبالرغم من حضور جلالة الملك في قمة باريس عام ٢٠١٥، الذي تحدث من على المنصة الدولية عن توجهات الأردن، في تبني مشاريع الطاقة المتجددة و الشروع في إدخال السيارات الكهربائية وغيرها من المشاريع الخضراء، إلا أن الإرادة السياسية ما زالت خجولة في أحيان، وضعيفة في أحيان كثيرة، للمضي بقوة في مجالات التكيف مع آثار التغير المناخي، والتخفيف من مسبباته، مع عدم وجود موانع حقيقية تقف عائقا في وجه تنفيذ ما خطط له خلال السنوات القليلة الماضية.

    الأردن يمتلك فرصة كبيرة في تحقيق الفرق وتقديم نموذجا إقليميا إن لم يكن عالميا، في تخضير القطاعات الخدمية والإنتاجية، وهناك أرضية خصبة للنجاح، مع الأخذ بعين الاعتبار الصراعات والحروب الإقليمية، التي تسببت في تآكل رأس المال الطبيعي، إلا أن توفر الإرادة السياسية القوية، والغير مترددة والمنعتقة من تأثير نفوذ الاستثمار الضار في مكونات البيئة وعناصرها الاساسية، عندها لا شك أن الأردن سيستعيد قدرته الحيوية في توفير الأمن الغذائي والمائي بالدرجة الأولى وتحقيق الإستدامة بركائزها الثلاث البيئية والإجتماعية والإقتصادية على حد سواء.

    عمر الشوشان
    رئيس إتحاد الجمعيات البيئية/إتحاد نوعي





    [23-09-2019 01:58 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع