الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أسد اليادودة

    ذهبت في رحلة مع أبنائي إلى حديقة الحيوانات في اليادودة و بدأنا بجولة سريعة لنتفحص المكان.
    مجموعة أرانب و ما أكثرها في بلدي تقفز من مكان لآخر، طيور داجنة رضيت بلقمة العيش و صابرة على بلاوي الحديقة، كم صقر تم نتف ريشة فلم أميز بينه و بين ديك كان جالسا يسبل عيونه لدجاج الحي، ببغاء يعيد كلام اسيادة و من يلقنونه فن الكلام و تشلاب و حمير جاهزة للعواء و النهيق غب الطلب. .

    قلت لأولادي تعالوا لعرين الأسد لقد مللنا كل شيء داجن في حياتنا، اشتقنا للقوة و الكرامة و العنفوان.
    ذهبنا للقاء أسد اليادودة و كانت بالنسبة لي صفعة على هامة الرجولة،  طفل صغير جدا يدخل يده في فم الأسد ليطعمة حبة شيبس آخرون يقذفونه بالبندورة و يستقبلها بكل صدر رحب و يأكلها كما تاكل القطط بقايا الطعام، للوهلة الأولى لم أصدق ماذا يجري و هل فعلا هذا أسد ؟ هل هذا ما كنا نرتعد حين نرى زئيرة في أفلام الصيد حين ينقض على اي فريسة تضل الطريق إلى اسنانة الماضية. ؟

    أسد اليادودة بدا بائسا مستسلما، نحيفا هزيلا  ضعيفا مستكينا، أسد اليادودة حين دخل الحديقة كان في قمة تالقه و شبابه لكن بعدما فقد الأمل في أن يبقى اسدا هددوه بان لا يعلى صوته و زئيره و تارة منعوا عنه الاكل و حين جاع أخطأ و قبل بكسرة خبز ظانا منه أن لقمة العيش اهم من الكرامة فصار بعدها يقبل باكياس الشيبس و برارة الاكل و بسكوت دون راحة و اصبح ثمنه بخسا و سعره معروفا.

    رجعت مع الاولاد و في الطريق  نبهني ابني ان صحفيا ما يهاجمك دون سبب فقلت له دون أن اقرأ
    حين يهاجمك   أسد الكتروني  تذكر حديقة الحيوان و لا تنس أسد اليادودة.
    يا ابني
    ليس كل صوت عال زئيرا و ليس كل ذي مخلب خطير.
    افتح عالقدس العربي نقرأ اخر الاخبار...





    [11-09-2019 04:16 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع