الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    العلاقات الإنسانية الحميمية أساس السعادة

    أكثر الناس الذين تم مقابلتهم من كبار السن ذكوراً أو إناثاً من مختلف الديانات والمعتقدات والبلدان المختلفة ومن كل فئات المجتمع في دول العالم، المتعلمين والأميين، أهل المدن وأهل الريف وأهل الصحراء، الأغنياء والفقراء، أصحاب المناصب العليا والوسطى والأقل مستوى. عندما تم توجيه سؤال بسيط جداً لهم من خلال دراسات إجتماعية وهو: ما هي أسباب سعادتكم في الحياة خلال فترة حياتكم؟ هل هي الشهادات التي حصلتم عليها؟ أم المناصب التي شغلتموها؟ أم السيارات الفارهة التي إقتنيتموها وما زلتم تقتنوها؟ أم الأموال التي تملكونها في البنوك؟ أم القصور التي تعيشون فيها؟ أو الجاه الذي منحكم الله إياه؟ أم الوسامة والجمال التي أعطاكم الله إياهما؟ أم الحياة الرغيدة التي تعيشونها مع أفراد عائلتكم؟ ... إلخ من زينة الحياة الدنيا. فكانت الإجابات من أغلب الناس إذا لم تكن كلها وفق الدراسات المحلية والإقليمية والعالمية: هي العلاقات الإنسانية الحميمة والصادقة والنابعة من القلب للقلب بين الأشخاص.

    فماذا يفعل المال والغنى لشخص مكروه من قبل معظم من يتعامل معه؟ كيف يكون الأثر النفسي عليه؟ وكيف يكون الحال مع شخص يملك الملايين ولكن مريض ولا يستطيع أن يتمتع بما يملك من المال؟ وكيف يكون الحال مع شخص ذو جاه وحسب ونسب ولكن لم تقبل به أي أنثى للزواج منه؟ وكيف يكون الحال مع إنسانة فائقة الجمال ومتعجرفة ومتعالية؟ وعندما يسمع الرجال بعجرفتها وتعاليها يبتعدون عنها ولا أحد يقبل بالزواج منها وتبلغ سن العنوسة؟ وكيف يكون الحال بشخص لا يملك المال ولا الجاه ولا السلطة وأي شيء من زينة الحياة الدنيا وفوق ذلك أخلاقة سيئة؟ ولا أحد يرغب في رد السلام عليه. العلاقات الإنسانية الطيبة بين الناس هي التي تكمل أي نواقص عند بعضهم البعض. فالتواضع في التعامل مع الناس يدخل السعادة إلى قلوب بعضهم البعض بغض النظر عن الفروقات في المستويات وفي العلم وفي المناصب والجاه والغنى. فلا أجمل مثلاً من أن تقف في سوق الحصن في الطريق من إربد إلى عمان لتشتري بعض ا لحاجيات ممن تعودت ان تشتري منهم وتجدهم يأكلون قلاية بندورة مع لحمة بصينية لونها أسود ويدعونك أن تشاركهم في لقمة ولا تتعالى عليهم فتصرفك هذا يدخل السعادة إلى قلوبهم.

    وليس أجمل من أن تتفقد عمال بناء خاص بك وتجدهم يعملون شاي على الحطب وفي إبريق لونه أسود مشحبر ويدعونك لتشاركهم كاسة شاي وتستجيب لدعوتهم فذلك التصرف يغمرهم بالسعادة. وهكذا يجب أن تكون العلاقات الإنسانية بين الناس مشاركة بكل محبة وصدق دون تعالٍ أو تكبر لأن ذلك التصرف يدخل السعادة والحبور إلى قلوب الآخرين وبالتالي تنعكس على صحتهم ونفسيتهم مما يحول حياتهم الى سعادة غامرة تعكس كل إيجابية على حياتهم وعملهم وعلاقاتهم مع غيرهم. فمعظم الدراسات التي تمت في العالم عن أسباب السعادة هي العلاقات الإنسانية الصادقة ومشاركة حياة الناس لبعضهم البعض مما يجعلهم يتغلبون على أي صعوبات معيشية في الحياة مهما كانت صعبة. وأما إذا تركنا الناس منعزلين عن بعضهم البعض فهذا الإنعزال يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المأساوية التي يعيشونها وربما كما يقول الناس بالعامية: حياة تقصر العمر.

    فنناشد جميع أفراد مجتمعنا الأردني العزيز أن يُحْيِيِ عاداتنا وتقاليدنا القديمة وبالخصوص علاقاتنا مع بعضنا البعض الحميمية والصادقة والنابعة من القلب للقلب حتى يتم تجاوز أي ظروف إقتصادية أو حياتية صعبة نمر بها. وبعون الله ستمر علينا ظروف ما نعاني منه من ضيق العيش بشكل سهل وتكون بعون الله كغيمة صيف ثم تنجلي.





    [01-09-2019 08:51 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع