الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    محور عربي

    يبدو أن توقعات محمد حسنين هيكل بشأن الصراع مع ايران شديدة المطابقة للواقع.
    ولو أن هيكل قد عاش الى اليوم ليرى بأم عينه ما كان يطرح من تحليل استطلاع واستشراف للصراع.
    هيكل كان من الدعاة الى دور محوري مصري يقود لاحتواء الفتنة السنية -الشيعية، والتي تعمل انظمة عربية واقليمية على اشعالها وترويجها، ولحمايتها، وعلى اعتبار أن الصراع الطائفي خلاص لأنظمة خارج حركة التاريخ، وتعمل على ماكينات الاستبداد والاستعباد والقهر.
    هيكل قال مرارا إن مصر قادرة على قيادة حوار مع ايران والثورة الاسلامية، والتوصل الى تفاهمات، ولا تتعلق بالسياسات العامة، انما تعزيز التعاون من شأنه أن يعزز منطق الاستقلال والتخلي عن التبعية.
    وهذه الاراء الهيكلية التي قرأتها دول آنذاك بانها تشكل خطرا على دورها واستقرارها، وتوازن معادلات علاقات القوة بما ينسحب الى غير صالحها.
    ولربما أن الفرصة السياسية المتاحة والممكنة تتوسع على محيط الاقليم ببناء محور أردني -مصري-/ عراقي يقود مبادرة سياسية لانهاء التوتر والصراع مع ايران.
    الامساك بمبادرة سياسية من المحور الثلاثي العربي، لربما تعني استعادة لدور إقليمي محوري للدول الثلاث التي تلاقت في نهاية ثمانينات القرن الماضي في مجلس التعاون العربي، والذي ضم ايضا اليمن.
    وما يعني استبدالات في قواعد اللعبة في الاقليم، وخلق توازنات لما هو أبعد في مواجهة الجموح الاسرائيلي والايراني في ظل خلخلة لموازين القوى.
    وحتى التمدد الايراني، وما يسمى التهديد الايراني في الادبيات السياسية فان دولا غير قادرة على صده ومواجهته. بل إن السؤال الادهى الذي يقفز في تبعات التوتر الامريكي -الايراني، ماذا لو ان واشنطن وطهران توصلتا الى تسوية ؟ سؤال مركب على مجهول استراتيجي، وليس قادما من عبث وفراغ.
    الامور تختلط كثيرا، وعلى الجميع أيضا. ومعادلات السياسة العربية، ماذا يمكن أن يتمخض عنهما؟ تحالفات جديدة، استجلاب حلفاء جدد، حروب جديدة.
    دائرة الفوضى والدمار الممتدة على رقاع الجغرافيا العربية من اليمن الى ليبيا وسورية والعراق والصومال والسودان.
    ما عاد من متسع للمغامرة، وكل الحسابات الاستراتجية والسياسية للصراعات من العربي -الاسرائيلي ومع ايران ليست لصالح الدول العربية.
    فهل ننتظر خسائر أكثر، وما يجري ليس الا مسلسلا من هزائم تغطي على خسائر كبرى. فحرب اليمن مثلا لمن سيودع انتصارها أن تحقق للحوثيين أم الجنوبين ، وكلاهما يمنيون؟ وكذلك في سورية، فلماذا الاستمرار في الحروب والدمار والفوضى؟





    [01-09-2019 08:15 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع