الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    نعيش متناقضات كثيرة

    التناقض: هو أن الشيء أو الفعل أو التصرف ... إلخ نفسه لا يمكن أن يكون حقاً وباطلاً أو مقبولاً وغير مقبولاً أو صح وخطاُ .. إلخ معاً. فكنا سابقاً عندما ينتهي يوماً من عمر الإنسان يزعل وربما يبكي آخر ذلك النهار لأنه إنقضى يوماً من عمره ولم يعد. وكذلك بالنسبة لإنقضاء أسبوع أوشهر أو عام من عمر الإنسان، ولكن الآن معظم الناس تتصرف العكس وما تصدق أن يمر اليوم والأسبوع والشهر والعام حتى يحصل على شيء ما أو يحتفل بعيد ميلاده. فعلى ماذا يحتفل؟ على هذه الإنجازات الكبيرة التي أنجزها وتُخَلِد إسمه وإسم عشيرته عندما يغادر هذه الدنيا؟ وكذلك أغلب الناس في هذه الأيام يدفعون بأيام الشهر ويستعجلونها من أجل أن يستلموا الراتب ولا يأبهون كيف مضت تلك الأيام من ذلك الشهر. كان الناس في الماضي عندما يختلف شخص مع آخر لا يتركونهم هكذا بل يحاولون بشتى الطرق والوسائل للإصلاح بينهم لأن الخلاف بين الناس كان غير مقبول ولا يقبلون به أما الآن فأصبحت الخلافات مقبولة وشيء طبيعي ولا أحد يكترث بذلك.
    سَبُ الذات الإلهية كان في السابق شيء عظيم لدرجة أن الناس كلها تستنكر هذا القول من أي شخص مهما كان، وربما كان إذا أُخِذَ للقضاء يسجن، أما الآن فأصبحنا نسمع هذا الأمر في الأماكن العامة ولا أحد يحرك ساكناً. والأدهى والأمر أن البرلمان التونسي حاول حديثاً أن يحلل ذلك ويعتبر سب الذات الإلهية حرية شخصية إلا أن عضو واحد فقط تصدى لرئيس المجلس وأعضاء المجلس جميعاً ومنعهم من إعتماد هذه المادة في الدستور التونسي وأخذ يزأر كالأسد في نصف قاعة المجلس ويقول: يا خيل الله إركبي والله على جثتي ما تمر هذه المادة ولا تشرع في هذا المجلس وأنا عضو برلمان فيه ومنعهم. كما قال الله تعالى (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (هود: 78)). كان الناس سابقاً يحافظون على ألمال العام ويعتبرونه حرامٌ حرامٌ حرامٌ أما في وقتنا الحاضر يحللون الإعتداء على أموال الدولة العامة ويعتبرونها حلالٌ حلالٌ حلالٌ مثل سرقة المياه والكهرباء ... إلخ.
    خروج الأنثى سافرة كان غير مقبولاً نهائياً في المجتمعات الإسلامية ومحرماً، أما الآن فأصبح السفور حضارة وبقدر ما تُظْهِرُ الأنثى من مفاتن جسمها تعتبر أكثر حضارة وتطوراً، لا حول ولا قوة إلا بالله. هل تركت الإناث شيئاً تخفينه ليظهرونه لأزواجهن ليلة زفافهن؟ لا أدري والله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(الأحزاب: 59)). هذا علاوة على عمليات التجميل الضرورية وغير الضرورية التي يقمن بعملها والمكياج بأنواعه والملابس الشفافة والتي لا تغطي ربما ربع أجسادهن ... إلخ ويخرجن كعارضات للأزياء وللأجسام ... إلخ ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (النساء: 119)) ... إلخ من التصرفات غير اللائقة وتأباها النفس البشرية. فعلى ماذا نحتفل برأس السنه الهجرية؟ هل نحيي سنة الرسول عليه الصلاة والسلام أم تناسيناها كلها؟ الإنسان يحتفل عادة بإنجازاته وفق كتابه وسنة رسوله وما فيه الفائدة له وللناس أجمعين وليس عكس ذلك. فنعيش في هذه الأيام حياة مليئة بالتناقضات وتزداد يوماً عن يومٍ لأنه لم نجد أحد ينهانا عن ذلك لا حول ولا قوة إلا بالله. فلا ندري والله كيف سيفرج الله علينا ما نحن فيه من ضيق الحال؟ ونحن نحيي هذه النتاقضات التي لا يرضى الله ورسوله عنها؟ ونقول: يا الله، كيف سَيُسْمَعُ ويُسْتَجَابُ دعاؤنا؟ هيهات هيهات.





    [31-08-2019 11:07 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع