الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ممارسات اجتماعية دخيلة علينا

    تعودنا منذ أيام الآباء والأجداد في مناسباتنا السعيدة مثل الزواج أو النجاح أو تولي منصب عالٍ في الدولة أن نفتح صالونات بيوتنا لإستقبال المهنئين، أو ننصب بيت شَعَر أمام المنزل.

    وفي بعض الحالات يعرض أحد الأقارب أو الجار القريب على صاحب المناسبة إستخدام صالونات بيته. والكل يشارك الفرحة في تلك المناسبات بقلوب مليئة بالسعادة والسرور، لأننا كلنا كنا يد واحدة ونساعد بعضنا البعض والكل يؤمن بأن يد الله مع الجماعة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يد الله مع الجماعة. وكانت بالفعل من أجمل الأيام التي مرَّت علينا وأخذت بالتلاشي. ومن أجمل ما نتذكره في تلك الأيام أنه عندما يُعْلِنُ جار ما أنه سوف يزوج إبنه وينصب بيت الشَعًر أمام منزله إعلانا وإيذانا ببدء إقامة ما نسميه " أيام التعليلات " قبل حفلة الزواج.

    كان الأقارب والأنسباء والجيران والأصدقاء بتقديم ما تسمى " العونة " رأس أو رؤوس غنم كيس أو أكياس سكر وأرز تنكة أو تنكات سمن بلدي رؤوس جميد بلدي ... إلخ مما يحتاج والد العريس لوليمة حفل الزفاف. وبالطبع كان هناك من يقوم بتسجيل إسم الشخص وما قدَّم من عونه لأنها كانت عادة بين الناس والكل يجب أن يقدم العونه لغيرة في أفراحه أو مناسباته السعيدة دائماً بإذن الله، وكما تقول الأمثال العامية ومنها: كل شيء دين حتى المشيء على الرجلين.

    وهكذا كانت حياتنا الكل يساعد بعضه البعض في جميع المناسبات. والحياة كانت سهلة لأننا نحن نسهل أمورنا على بعضنا البعض ولا يوجد أي تعقيدات نهائياً، كانت الناس تعيش على البساطة. وما في أجمل من حياة البساطة والتوكل على الله ومن كان الله حسبه فهو حسبه.

    والكل فينا كان يحمد الله ويشكره على ما آتاه من رزق ولا ينظر لغيره بعين الحسد أو الحقد أو الغيرة القاتلة. ولكن أصبحنا هذه الأيام بفعل ما طرأ علينا من دخول تكنولوجيا المعلومات وبالخصوص الخلويات وما عليها من تطبيقات أتاحت لكل الناس رؤية ومشاهدة ما يقوم به الآخرون في مناسباتهم في جميع بقاع العالم.

    فتغلب علينا هذه الأيام ممارسات التقليد الأعمى دون أن نفكر بعواقب كل ذلك وخصوصاً أنها أبعدتنا عن عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة والتي هي أساس بنية مجتمعنا الصحي في جميع مناحي الحياة.

    فأصبحنا لو أحد أولادنا يرغب في الزواج أو تخرج من الجامعة أو نجح في إمتحان الثانوية العامة أو جاء تاريخ ميلاده أو جاء تاريخ مناسبة الزواج ... إلخ نحجز له قاعة في فندق أو قاعة من قاعات المجمعات ونستقبل المهنئين فيها. أعتقد أن هذا أرقه كاهل رب الأسرة حبأ في التقليد وإستجابة لرغبة الزوجه أو الأولاد، علماً أن الله قال في كتابه العزيز (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة: 286)). فنقول لعشائرنا وعائلات مجتمعنا الأردني لا تساعدوا في هذه الممارسات الإجتماعية غير المألوفة والغريبة على مجتمعنا في ضياع عاداتنا وتقاليدنا العريقة والتي تمتد لعشرات السنين في الماضي. فعلينا أن نفتح صالونات منازلنا وإذا إحتجنا ننصب بيت شَعَر أو صيوان أمام منزل صاحب المناسبة يكون أفضل بكثير من حجز قاعات في الفنادق أو غيرها من المجمعات. عودوا إلى العادات الجميلة السابقة فلا يوجد أجمل منها وأتركوا التقليد الأعمى الذي لا جدوى منه وفيه كل السلبيات.





    [24-08-2019 03:31 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع