الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    اَلْقُوَةَ لله جَمِيْعاً

    كانت بعض الدول الصغيرة في بعض مناطق العالم تجتمع مع بعضها البعض أو القوة الحاكمة في تلك المنطقة تجمعهم بالقوة مع بعضهم البعض ليتم تشكيل قوة كبرى مثل ما حصل في الإتحاد السوفياتي وفي الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً وغيرها من الإتحادات في مناطق مختلفة من العالم، وقد ذكرنا العديد منها في مقالة سابقة لنا. هذه الأيام، بعض الدول الصغيرة والقوية إقتصادياً ومالياً وعسكرياً تلهث خلف التحالف مع إحدى القوى العظمى العالمية أو (عن طريق بعض مكاتب دول الوساطة العالمية ) مثل الصين وأمريكا وروسيا (بعد أن تم تقسيم الإتحاد السوفياتي إلى دويلات لإضعافة وإثارة الفتن بين دويلاته لإخضاعه لسياسات قوى عالمية عظمى أقوى منه مثل أمريكا). وقد أثبتت الأحداث العالمية السابقة والحاضرة وستثبت أيضاً الأحداث اللاحقة أنه سوف لا يكون وجود لأي دولة في العالم إلا بقدر ما عندها من نسب مئوية من عناصر مثلث الرُعب وهي المال والعقل والقوة.

    فالدول التى تفتقد لأي عنصر من عناصر المثلث أو لديها نسب من عناصره لا تذكر مقارنة مع غيرها من الدول سوف تذوب كما يذوب الملح في كوب الماء وتمسح من خارطة العالم.
    فالمشهد في وقتنا الحاضر لبعض الدول التي تلهث خلف التحالف مع (الحصول على الحماية من) إحدى القوى العظمى مؤلم جداً ولا يسرالعدو قبل الصديق. لقد دفعت بعض الدول كل ما لديها من أموال وثروات وستدفع في المستقبل كل ما تحصل عليه من أموال لتلك القوى العظمى حتى لا يبقى عندها شيء، ولن ترضى تلك الدول العظمى عنها. هذا المشهد يُذَكِرُنَا جميعاً بوضع المسلمين في إسبانيا على زمن ملوك الطوائف. كانوا يتسابقون في دفع كل ما عندهم لمن هم أقوى منهم آنذاك من غير المسلمين للحصول على الحماية من ملوك دويلات إسلامية أخرى، حتى فقدوا حكمهم وبعضهم طرد من البلاد التي يحكمها والكثير منهم تم التخلص منهم بطرق مختلفة سجلها التاريخ. والتاريخ في هذه الأيام يعيد نفسه دون أن يستفيد قادة بعض الدول الإسلامية من التاريخ الماضي بما يفيدهم. لماذا معظم الدول الإسلامية لم يحافظوا على مباديء دينهم مثل غيرهم من أصحاب الأديان؟. نعم كل أصحاب دين جديد سوف يقاومون من أصحاب الأديان الذين من قبلهم. ولكن ليس أشد مقاومة لأصحاب الدين الإسلامي من زمن الجاهلية وأهل قريش، ومع ذلك إنتشر الدين الإسلامي وما زالت آثار المسلمين في جميع بقاع الأرض. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزَنا الله في الإسلام ومن إبتغى العزة بغير الإسلام أذَّلَهُ الله.

    ولما تقدم كان على المسلمين أن يتمسكوا بكتابهم وبما جاء فيه وفي سنة الرسول الصحيحة ويطلبون النصر والعزة والرفعة والولاية ... إلخ من الله وليس من غيره وقد قال تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت: 41)). إن الله على كل شيء قدير ألم تُعْجِبْ المسلمين كثرتهم يوم حنين وهُزِمُوا (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (التوبة: 25)). كما قال الله تعالى (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 9 و 10)). فإن شاء الله يجعل من العصا صاروخاً عابر للقارات ومن حبات المسبحة قنابل نووية مصغرة (Nukes Bombs). ولكن أهم شيء الإستجابة لأوامر الله ونواهيه والإيمان بالله إيماناً قطعياً حتى نصبح من الراشدين ثم نعد
    ما إستطعنا من قوة ورباط الخيل (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (الأنفال: 60)).





    [20-08-2019 09:48 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع