الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    امتحان الله لعباده المؤمنين

    (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة: 29))، خلق الله عباده درجات في كل شيء في العلم والجاه والمال والوسامه والصحة والقوة والحسب والنسب ... إلخ ليبتليهم ويمتحنهم فيما آتاهم. هل يصبرون ويعتبرون ويقولون الحمد لله على كل شيء من الله وتفاقيد الله رحمه لنا؟ حتى لا ينسوا ذكر الله وقدرته على جميع عباده ويعودوا له ويحسبوا حسابه ورضاه عليهم ويسالوه التوفيق والإلتزام بأوامره وإجتناب نواهيه ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)).

    ومن إبتلاءات الله لعباده ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة: 155)).وقد يتعرض تاجر كبير لخسارة ما في تجارته رغم أنه يتعامل مع موظفيه وزبائنه بما يرضى الله ولكن ليمتحنه الله ويختبره ويعيده إليه حتى لا يقول كما قال قارون إنما أوتيته على علم عندي ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (القصص: 78)). فكان نتيجة قوله هذا أن خسف الله به وبداره الأرض ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ (القصص: 84)).

    وكم كنت سعيداً جداً عندما تكلمت مع أصحاب شركة أثاث عالمية ومعروفة في الأردن وموجوده منذ سنين ولها إسمها المعروف لدى معظم الناس وخصوصاً كل من تعامل مع أصحابها وموظفيها، لأواسيهم بعد ان تعرض مصنعها ومستودعاتها لحريق هائل أدى إلى حرق حوال خمسة عشر متر مربع من الأثاث والموجودات. فكان جوابهم بالحرف الواحد: الحمد لله على عدم وجود خسائر في الأرواح والله يعوضنا. ما أجمل هذا الكلام ولم أسمع كلمه تذمر أو تشاؤم أو غيرها، علاوة على أن الموظفين في هذه الشركة كانوا متألمين جداً لما حصل وكأن المصنع والمستودعات ملك لهم. وأقسموا بالله أن أصحاب هذه الشركة لم يأكلوا حق أي موظف عندهم طيلة هذه السنوات، ولم يقصروا في حق أي موظف يعمل معهم وطيبي النفوس ويخافون الله، ما أجمل هذا الكلام. والتعامل الطيب وحفظ حقوق الناس هو الذي يجعل الناس تخلص في عملها لصاحب العمل ويفادون أرواحهم من أجل صاحب العمل ومؤسسته أو شركته.

    والجميل في الأمر أن حوالي تسعون في المائة من الزبائن كما صرح مسؤول الزبائن والذين لهم طلبيات أثاث وحان وقت تسليمها، كانوا متعاونين مع الموظفين في الشركة وقالوا لهم: لا تقلقوا، على أقل من مهلكم في تسليم طلبيات الأثاث لنا. ومن الأجمل من ذلك أيضاً أن بعض الشركات المنافسة لهذه الشركة إتصلوا مع المسؤولين وقالوا لهم مصانعنا تحت تصرفكم وأي مساعده تطلبونها سنوفرها لكم. هذا التصرف من هؤلاء الناس يأتي كرد فعل للتعامل الطيب السابق من مسؤولي الشركة التي تعرض مصنعها ومستودعاتها للحريق.

    ومن إيمانهم جميعاً بأن الرزق من عند الله في السماء وليس في الأرض وليس بشطارة الإنسان ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات: 22 و 23)). متمنياً للشركة الممتحنه من رب العالمين أن يعيدوا بناء مصنعهم ومستودعاتهم في أسرع وقت ممكن. ومطالباً الموظفين في هذه الشركة مضاعفة جهودهم لتعويض الشركة عما لحق بها من خسائر والعوض من وجه الكريم.





    [26-07-2019 11:56 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع