الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    الأسود حيوانات أليفة في باكستان
    أرشيفية

    أحداث اليوم - يصعب على بلال منصور خواجة أن يخفي اعتزازه وهو يلامس لُبدة أسده الأبيض ... واحد من آلاف الحيوانات التي يملكها في حديقته الشخصية في كراتشي، حيث يزدهر الاتجار بالأنواع البرية بدفع من الطبقة الميسورة.

    وتسمح القوانين الباكستانية باستيراد الحيوانات البرية، لكن ليس هناك أي تنظيم لها داخل البلاد.

    وقد أدى هذا الأمر إلى وجود عدد كبير جدا من هذه الحيوانات، خصوصا الأسود التي تُعتبر رمزاً للثروة والقوة. فقد ازداد استيرادها وتربيتها في أنحاء باكستان في السنوات الأخيرة.

    وضجت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو عن أثرياء يعيشون في كراتشي وهم يتجولون مع أسود في المقاعد الأمامية لسيارات رباعية الدفع فاخرة، فيما نشرت الصحف تقارير عن توقيف أشخاص أخرجوا هذه الحيوانات في نزهات في أماكن عامة.

    ويقول خواجة، إن هناك ما يصل إلى 300 أسد داخل مدينة كراتشي وحدها، ويجري الاحتفاظ بها في الحدائق وداخل أقفاص على الأسطح وفي المنازل الزراعية في أنحاء هذه المدينة المزدحمة البالغ عدد سكانها نحو 20 مليون نسمة التي تشهد أزمة مرور خانقة، وتعاني من بنية تحتية متدهورة وتفتقر إلى المساحات الخضراء.

    ويطلق خواجة على نمر ومجموعة من الأسود اسم "جواهر التاج" وهي من بين أكثر من 4 آلاف حيوان جمعها خلال السنوات الأخيرة.

    ويصر على أن مجموعته المؤلفة من نحو 800 نوع مختلف من الحيوانات ليس الهدف منها تعزيز مكانته أو التفاخر، لكنها تشكل مظهرا من مظاهر حبه للحيوانات.

    وبهدف رعاية هذا القطيع، يعمل لديه أكثر من 30 شخصا إضافة إلى 4 أطباء بيطريين.

    ويعترف الخواجة بأن تربية هذه الحيوانات تكلف الكثير من المال، رافضا الإفصاح عن المبلغ الذي صرفه لإقامة حديقته الخاصة.

    ويقول: "مع كل إصابة تتعرض لها هذه الحيوانات ... يكبر حبي لها".

    وتعيش في هذه الحديقة التي تقع وسط حي مزدحم في المدينة الضخمة، حمير وحشية، وطيور النحام، وخيول.

    تربية الأسود

    يقول عليم باراشا الذي يدّعي أنه أحد أكبر 3 مستوردين للحيوانات البرية في كراتشي، إنه مقابل 1.4 مليون روبية (9 آلاف دولار) يمكنه تسليم أسد أبيض إلى زبون خلال 48 ساعة، وبشكل قانوني.

    وتقدم إلى الزبائن أيضا شهادات من دول المنشأ، إضافة إلى تصاريح من السلطات لأي حيوان يدخل إلى باكستان وفقا لما تنص عليه معاهدة دولية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

    لكن باراشا يقول، إن هناك أيضا شبكة من المربين في أنحاء باكستان، بما في ذلك 30 شخصا على الأقل في كراتشي، يمكنها توفير أسود بشكل فوري.

    ورغم أن أنواع الحيوانات المحلية محمية بشدة في باكستان، فإن الحماية ذاتها لا تنطبق على الحيوانات المستوردة.

    فالحكومة لديها توجيهات لتنظيم رعاية الأسود بما في ذلك تحديد الأماكن التي يجب أن تربى فيها.

    إلا أن تلك القوانين غير مطبقة، إذ لا تشرف الحكومة على تطبيقها، وفق جواد ماهار رئيس إدارة الحياة البرية في مقاطعة سند.

    نقص في الكالسيوم

    قد يكون لدى مربين مثل خواجة الوسائل اللازمة والحب الكافي لتوفير نظام غذائي صحي لحيواناتهم، إلا أن غيره يفتقر لها.

    تقول الطبيبة البيطرية في كراتشي إسما غيوالا، إن حالة نقص الكالسيوم شائعة لدى الأسود التي تجلب إلى عيادتها، مشيرة إلى أنها عالجت 100 إلى 150 أسدا على مر السنين.

    وتوضح "تصبح عظامها هشة للغاية. وحتى لو قفزت على ارتفاع منخفض ستصاب بكسر في إحدى عظامها، وستحتاج إلى وقت طويل لتتعافى". لكن باراشا وخواجة يرفضان الإقرار بأنهما يلحقان ضررا بالحيوان من خلال إخراجه من موائله الطبيعية، وتربيته في باكستان.

    يقول خواجة "هناك الكثير من الحيوانات، إما أنها انقرضت أو أنها على طريق الانقراض"، مضيفا: "لا أريد أن تحرم الأجيال المقبلة من رؤية هذه الحيوانات".

    لكن عظمة خان من الصندوق العالمي للطبيعة ترفض هذه المزاعم وتقول "ما الهدف من وجود حيوان لا يصطاد، وهو موجود في قفص لا يظهر سلوكه الطبيعي؟". (أ ف ب)





    [03-07-2019 10:25 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع