الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بعد كل هذه الأرقام القياسية، هل تخصص موسوعة (جينيس) قسم الطبخ للعرب فقط؟

    منافسة شرسة بين الدول العربية لدخول موسوعة جينيس من (أتفه) أبوابها! أكبر قرص فلافل، أطول مائدة إفطار، أضخم "سدر" منسف! لم يتبق لنا سوى أكبر طنجرة (كرشات) وأطول ساندويش (قوانص) وأكبر (صاجية) لنحتل قسم الطبخ في هذه الموسوعة!

    لدينا روح المنافسة وهذا شيء جميل ويحسب لنا ولكن يبدو أن منافستنا في المجال الخاطئ، نحن محترفون جدا في التغميس خارج الصحن والدليل أن كل أرقامنا على صلة وثيقة بالبطن ! دائما ما نركض خارج المضمار ولكن المهم أن نركض! نكتفي بتبادل الكرات خارج خطوط الملعب بينما تحتدم المنافسة في داخله، نلعب دور الأطفال الذين يمسكون بيد لاعبي الفريق لالتقاط الصور قبل دخول الملعب وقبل أن تبدأ المنافسة الحقيقية نعود إلى (النفق) الذي خرجنا منه، لا بأس المهم أننا ظهرنا في الصورة! يسطر العالم من حولنا إنجازاته على رأس الصفحة ويترك لنا الهامش نمارس عليه خرابيشنا التي لا تضر ولا تنفع ولا يقرأها أحد.! كل ما نفعله يندرج تحت خانة (لزوم ما لا يلزم) ، محور تفكيرنا يدور حول (البطن) لا (الذهن) فكان طبيعيا أن ننتج أكبر (صحن)، وكل منافساتنا ميدانها (الأكل) لا (العقل).

    تذكرت مشهد مسابقة جري تتابع بين أطفال إحدى المدارس على اليوتيوب، كان الأطفال جميعا ينتظرون استلام (الخشبة) من عضو الفريق ليكملوا السباق، استلم الجميع الخشبة وبدأوا يركضون نحو خط النهاية باستثناء طفل واحد، استلم الخشبة وأخذ يركض مثلهم ولكن في الاتجاه المعاكس!! الطفل كان يركض من (كل عقله) رغم صحيات الاستهجان وضحكات السخرية من الحاضرين، الطفل لم يكن يبالي بهذه الصيحات، ربما ظنها تشجيعا له وتحفيزا على الأسراع، ولأنه يركض وحده فلربما ظن أنه يتصدر السباق متفوقا على منافسيه بمسافات طويلة فكان هذا حافزا إضافيا للاستمرار. يبدو أن هذا الطفل وصل إلى خط النهاية قبل الجميع وظن أنه الفائز ليتفاجئ بالمتسابقين قادمين من الجهة المقابلة وقتها أدرك أن كل ما فعله (تعب رجلين)، موسوعة جينيس تشبه هذا المضمار ويستطيع معظم الناس المشاركة والمنافسة فيها ولكن يبدو أننا اخترنا الركض في الاتجاه الخاطئ.

    كل اللوم يقع على موسوعة جينيس لأنها تضع جميع الأرقام في سلة واحدة، إما أن تختصر هذه الموسوعة الأمر منذ البداية وتكتب على قسم الطبخ: للعرب فقط أو عليها أن تقوم بالفصل بين الأرقام القياسية وتقسيم موسوعتها إلى قسمين: قسم الأرقام القياسية المتعلقة بالإنجازات المفيدة والحقيقية، والقسم الآخر للأرقام القياسية المتعلقة (بالتفاهة) حتى يفهم البعض أن أكبر قرص فلافل ليس (إنجازا) يفتخر به!





    [16-06-2019 07:56 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع