الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الهلال .. من رمز للوحدة إلى رمز للفرقة والاختلاف

    ترسخ الهلال في العقل الجمعي للمسلمين كرمز إسلامي عبر قرون طويلة لارتباطه بالأيام والأشهر المباركة والأعياد، وأصبح رمز الهلال أيقونة واضحة للدلالة على المسلمين في مقابل رموز تدل على أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى، على سبيل المثال، أصبح الهلال جزءا من طقوس الفرح التي تزين بيوت وشوارع المسلمين في رمضان والأعياد، زينة (خارجية) تشكل جزءا من هوية المسلمين حينما يتعلق الأمر بإبداء مظاهر السعادة والفرح.

    وكالعادة في زمن التفرق والاختلاف والتشظي تتحول الرموز (الوحدوية) إلى أسباب إضافية للخلاف، هذا الهلال (المسكين) لا أظنه يعرف ماذا أحدث المسلمون بسببه! كلما ازداد الخلاف والتناحر السياسي وكلما زاد إعجاب كل ذي رأي برأيه كلما جعلوه (سببا) فيما يجري وألقوا عليه اللوم وهذه عادة سيئة تتمثل في (خلق) أسباب غير حقيقية وشماعة وهمية يعلقون عليها تشرذمهم وخيباتهم! ربما يريدون أن يخففوا من وطأة الشعور بذنب تفرقهم وعدم قدرتهم على الاجتماع والتنازل والالتقاء.

    الطريف في الأمر أن دول (الهلال) تفصل السياسة عن الدين في كل شيء إلا في مسألة (رؤية) هذا الهلال فالسياسة تبعث من مرقدها على عجل لتحدد قدرتهم على رؤيته من عدمها!! هل فكر هؤلاء المتناكفون بصورة (دينهم) أمام الآخرين؟ وهل فكروا بالانطباع السيء الذي تركوه في نفوس غيرهم من الذين يشاهدون هذا التناحر والتباغض حتى بدأت تترسخ في أذهان هؤلاء الآخرين فكرة أن الإسلام دين يفرق ولا يجمع وهو دين تنازع واقتتال لا دين وحدة واجتماع؟

    لو قدر للهلال أن يتكلم لشكا وهجا كل مشارك في هذا المشهد (الهزلي) بعد أن جعلوه (بوز مدفع) في كل ما يجري وبعد أن سلبوه (رمزيته) ليتقاتلوا ويتشاحنوا ويتباغضوا باسمه.

    الصورة الآن عبثية و(مخزية) بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ صار لكل مساحة مكونة من خمسة كيلومترات مربعة هلالها الخاص بها وطريقتها الخاصة في (الرؤية)، وأصبحت مهمة السياسين وذيولهم من رجال الدين تتركز في (تضخيم) الاختلافات و(تهميش) الجوامع ونقاط الالتقاء والضحية بلا شك هي صورة هذا الدين الذي يتسابق الجميع في تشويهه من حيث يدرون أو لا يدرون!

    (وإن هذه أمتكم أمة واحدة) ... ليت قومي يعلمون.





    [04-06-2019 02:42 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع