الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الدبلوماسية الأردنية و إعادة رسم الخارطة

    كتب اياد سالم:- تشهد الحالة الدبلوماسية للخارجيةالأردنية حراكاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة بعد فترة ركود طويل ، فمن زيارة الملك الأخيرة الى تركيا وتونس واستقباله قبل ذلك الرئيس المصري في عمّان، يأتي الانفتاح الدراماتيكي على العمق الاستراتيجي والتاريخي للملكة وهنا أقصد العراق والذي يقوده - أي الانفتاح - رئيس الوزراء عمر الرزاز ، هذا الانفتاح والذي بات حديث وسائل الاعلام والمهتمين ولا سيما في الشأن الاقتصادي، وما يتوقع جنيه من مردود في ظل الحديث عن توقيع عدة اتفاقيات تعاون مع بغداد ونية الأخيرة تزويد الأردن بعشرة الاف برميل نفط يوميا بأسعار تفضيلية تمهيدا لمد انبوب لنقل النفط الخام من الجنوب الى الجنوب (من البصرة الى العقبة) ، وما يجري الحديث عنه من تصدير للطاقة للعربية السعودية رغم أن الغموض مازال يكتنف الصيغ النهائية لهذه الاتفاقيات .

    ضخ الدماء مجدداً في العروق بين الأردن وسوريا وتبادل الزيارات للوفود النقابية يجري على استحياء وسط ترقب و حذر شديد تحسبا للتغيرات التي قد تطرأ على المشهد هناك ، ولا سيما ما يجري من تفاهمات دولية تختص بالشأن السوري بعد إعلان الادارة الامريكية وبشكل مفاجئ سحب قواتها هناك .

    احتضان أطراف النزاع في اليمن من جهة أخرى يعيد الى الذاكرة اتفاق المصالحة اليمنية و الذي تم في عمان بداية التسعينات من القرن الماضي، والذي سجل كنقطة مضيئة في صفحة الدور القومي الأردني في تحقيق المصالحة العربية - العربية و الذي عدّ في حينها من ابرز نجاحات الأردن سياسيا واقليميا.

    ومن هنا يرى الكثير من المراقبين أنّ الواقع الذي فرضه الموقع الجيوسياسي للمملكة يمكن استغلاله بصورة افضل مما هو عليه إذ ماقرر الأردن إعادة التموضع سياسيا وفق معغدلة تضمن له تحقيق مصالح في ظل ثوابته الوطنية والقومية ، مع الاعتراف بخطورة المعطيات التي فرضها هذا الواقع من حيث وجود أطول حدود مع الكيان الصهيوني في ظل التهديدات المستمرة من قبل اليمين المتطرف هناك العازفين على وتر الوطن البديل ، و ارهاصات ما يسمى بصفقة القرن ، وصولا الى الأوضاع غير المستقرة نسبيا على الحدود الشمالية في الجانب السوري والتفاهمات الاقليمية غير المعلنة حتى الآن ، علاوة على التوترات الأمنية بين الحين والآخر في الجبهة الشرقية المتمثلة بحالة عدم الاستقرار الأمني في الجانب العراقي .

    ويرى الكثير أنه وبالرغم هذه المعطيات " السوداوية" والتي فرضت على المملكة إلا أنه من الممكن استغلالها إذا ما أراد الآردن تحقيق اكبر قدر ممكن من المكتسبات السياسية والاقتصادية في ظل تقليص حجم المساعدات الخارجية ولا سيما الخليجية منها وارتفاع حجم المديونية ، اذ بات من الضروري إعادة رسم خارطة العلاقات الخارجية من جديد وبناء تحالفات جديدة غير تقليدية ، وهذا يتطلب - بالضرورة - وجود فريق وزاري متناغم سياسيا واقتصاديا مؤهلا وعلى سوية عالية للتعاطي مع أحداث المنطقة باحترافية عالية ، فهل نحن مؤهلون !!





    [04-02-2019 11:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع