الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    العلاقات بين صغار وكبار السن

    ما هو تعريف الأخلاق؟ هي صفات يعكسها أي إنسان عن نفسه من خلال تعامله أو تفاعله مع عناصر المجتمع الذي يعيش فيه. كأن نقول فلان أخلاقه عاليه، صاحب دين، يخاف الله، مؤدب، لطيف، متعاون، رؤوف، كريم، حليم، ودود، صادق، أمين، صاحب مبدأ، لا يتلوَّن، غير أناني، يحب الناس، وغير مصلحجي، عاقل، لا يعادي أحد ... إلخ. أو نقول فلان أخلاقه سيئة، ليس عنده دين، لا يخاف الله، قليل أدب، فظ، ألفاظه سوقية، لئيم، وقح، لا يوجد في قلبه رحمه، طمَّاع، جشع، ليس له مبدأ، بمائة وجه، كذَّاب، منافق، يتلوَّن، أناني، لا يحب إلا نفسه، مصلحجي، جاهل، يعادي كل من حوله ... إلخ.

    يجب أن يتوفر الإحترام من صغار السن لكبار السن وأن تتوفر الرحمة من كبار السن لصغار السن في المجتمع الإسلامي أولاً وفي كل المجتمعات العالمية. تعتني الدول الأجنبية عناية فائقة في الأم الحامل خلال فترة حملها وفي الأطفال بعد ولادتهم وكذلك في كبار السن لأنهم يعلمون أن الجنين في رحم أمه وأمه يحتاجان إلى عناية حتى ينمو الطفل في صحة وعافية ويخرج للحياة كاملاً وافياً بإذن الله. وعندما يخرج للحياة يكون ضعيفاً ويحتاج للعناية والرعاية حتى يكبر وكذلك يصبح كبير السن ضعيفاً ويكون بحاجة للرعاية والعناية.

    والشيء المنطقي والعقلاني أن يحترم الصغير الكبير وأن يرحم الكبير الصغير لآن الكبير كان صغيراً والصغير سيصبح كبيراً إن كتب الله له العمر الطويل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرفَ كَبِيرِنَا" وحديث عَائشَةَ رَضي اللَّه عنها "أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ". لأن الله فضَّلنا على بعض (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)). فهناك كبير وشيخ القبيلة وصاحب المنصب الكبير في الدولة والأمير والعبد ... إلخ سنة الله في خلقه.

    يمر الإنسان في مراحل الطفولة والشباب والشيخوخه إن كتب الله له العمر الطويل كما ذكرنا. ولهذا السبب يجب علينا أن نأخذ بعين الإعتبار تقلبات الزمن وظروف الإنسان في كل هذه المراحل ونعلم أنه كما تُدِيْنَ تُدَانَ. فإن إحترم الصغير الكبير سوف يحترمه الصغار عندما يكبر وعندما يرحم الكبير الصغير سوف يتعلم منه الصغير الرحمة عندما يكبر فيرحم من هو أصغر منه وهذا ينطبق على الإناث والذكور فتصبح ثقافة متوارثه في المجتمعات. قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ (الطفولة) ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً(الشباب والعنفوان) ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً(الشيخوخة يعود الإنسان عندما يشيخ كالطفل) يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (الروم: 54)).

    فلنعطي صورة مشرقة ووضاءة عن الإسلام وعن ثقافة المسلمين في تعاملنا مع من هم أكبر منَّا وأصغر منَّا في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية والمجتمعات الأجنبية التي نحل فيها زائرين أو عاملين.





    [29-01-2019 12:30 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع