الرئيسية 
مقالات واراء
لقد فرض الله الزكاة على المسلمين وهي إثنين ونصف في المائة على كل ما يملكه المسلم من موجودات ومال بلغ النصاب الشرعي وحال عليه الحول زيادة عما يحتاج لتغطية تكاليف حياته (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (التوبة: 103)). وعند المذهب الشيعي يسمونه الخمس اي عشرون بالمائة مطبقين ما جاء في الآية (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأنفال: 41)). وهذه الزكاة تؤخذ من الأغنياء لتعطى وتوزع على الفقراء والمُعْسِرين من المسلمين. وهذه سنة الله في خلقه خلق الفقير وخلق الغني وخَلَقَنَا مختلفين (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (هود: 118)).
والذي نعلمه من كثير من الناس أن الكثير منهم لم يُخْرِجُوا الزكاة على ما يملكون من موجودات وأموال بلغت النصاب وحال عليها الحول لأسباب لا يذكرونها. ولو أن أغنياء كل عائلة أخرجوا زكاة أموالهم بشكل دقيق ووزعوها على فقرائهم لما بقي فقير في أي عائلة أو بين المسلمين. وكما عَلِمْنَا من تاريخ الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز أنه عندما طبق نظام الزكاة بشكل دقيق ووزعها لمستحقيها لم يبق فقير واحد وإمتلآت خزائن بيت المال بالأموال ... إلخ.
وللأسف الشديد أن كثيراً من الأغنياء والتجار وأصحاب العقارات والأموال يتهربون من دفع زكاة أموالهم للفقراء والمساكين والمحتاجين. وكما أنهم يتهربون من دفع ما هو مفروض عليهم من ضرائب من قبل الدولة أيضاً. ولو كل إنسان دفع مع عليه من ضرائب بشكل دقيق علاوة على ما يجب عليه أن يُخْرِج من زكاة على أمواله لكانت خزينة الدولة بألف خير (شريطة أن لا يتعدى أحد من المتنفذين في الدولة على هذه الأموال العامة لمنفعة شخصية لفرد أو منافع شخصية لمجموعة من الأفراد). فلنتعاون جميعاً ونستجيب لأوامر الله أولاً بإخراج ما علينا من زكاة ولا نتهرب من دفع ما علينا من ضرائب للدولة حتى نتخلص من المديونية ويصبح وضعنا الإقتصادي والمالي أفضل بكثير مما نحن فيه.
