الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مخالفة القوانين

    ما هو تعريف الأخلاق؟ هي صفات يعكسها أي إنسان عن نفسه من خلال تعامله أو تفاعله مع عناصر المجتمع الذي يعيش فيه. كأن نقول فلان أخلاقه عاليه، صاحب دين، يخاف الله، مؤدب، لطيف، متعاون، رؤوف، كريم، حليم، ودود، صادق، أمين، صاحب مبدأ، لا يتلوَّن، غير أناني، يحب الناس، وغير مصلحجي، عاقل، لا يعادي أحد ... إلخ. أو نقول فلان أخلاقه سيئة، ليس عنده دين، لا يخاف الله، قليل أدب، فظ، ألفاظه سوقية، لئيم، وقح، لا يوجد في قلبه رحمه، طمَّاع، جشع، ليس له مبدأ، بمائة وجه، كذَّاب، منافق، يتلوَّن، أناني، لا يحب إلا نفسه، مصلحجي، جاهل، يعادي كل من حوله ... إلخ.

    إحترام القوانين والأنظمة والتعليمات التي تفرضها الدوله أو أي مؤسسة في الدولة واجب وطني على كل إنسان ينتمي للدوله بشكل عام ولأي مؤسسة يعمل بها. لقد كرَّم الله آدم بأن خلقه بيديه وخلق له زوجه ليسكن إليها ويطمئنا لبعضهما وتكون بينهما مودة ورحمة وبعد ذلك أكرمهما بالجنة. وفرض عليهما قانون واحد فقط وقال الله لهما (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (البقرة: 35)). ومع ذلك خالفا أمر ربهما بتأثير إبليس عليهما فغضب الله عليهما وأخرجهما من الجنة ... إلخ كعقاب لهما.

    فالبعض منا يقول لماذا فرضت الدولة أو المؤسسة علينا هذا القانون أو غيره؟! ونحن مخلصين، أوفياء، ولم نفعل أي شيء من هذه المخالفات! فأقول لهم إن الدولة أو المؤسسة لا تتعامل مع أشخاص معينين، وإنما تتعامل مع أشخاص من مختلف فئات الشعب. فأنتم ربما صفاتكم كما ذكرتم صحيح، ولكن هل أنتم على علم بما يفعله الآخرون؟! بالطبع لا. وعادة لا ترغب الدولة أو المؤسسة بالتشهير بالمخالفين.

    فعلينا جميعاً ودون إستثناء أن نلتزم تماماً بقوانين وأنظمة وتعليمات الدولة ومؤسساتنا وأن لا نخالفها تحت أي ظرف من الظروف. وإذا شعرنا بأن أي قانون، نظام، أو أي تعليمات فيها قسوة علينا. نلجأ إلى الطرق الحضارية في متابعة الإجراءات الرسمية في تعديلها أو تغييرها وليس عن طريق مخالفتها أو الإعتداء بإتلاف وسائل متابعة تطبيقها. فمثلاً الدولة وضعت رادارات وكاميرات ثابته وحديثة لمراقبة تجاوز السرعات المحددة على الطرقات المختلفة في المملكة. فنساءل لماذا بعض المواطنين سامحهم الله وهداهم إلى سواء السبيل يلجأون إلى خلع وإتلاف هذه الرادارات والكاميرات؟! ألم تكلف هذه الرادارات والكاميرات مبالغ طائلة من ميزانية الدولة؟! ألم توضع هذه الرادارات والكاميرات للحد من حوادث الطرق القاتله والتي أثقلت ميزانية الدولة على كل المستويات؟! وأيضاً كثير منَّا يستخدمون الهواتف المحولة وهم يقودون سياراتهم ويتسببون في حوادت قاتلة أيضاً. والبعض منَّا نراهم يلقون علب السجاير الفارغة وعلب المشروبات الغازية وأكياس الشيبس والمحارم من شبابيك السيارات ... إلخ وقس على ذلك.

    عندما نذهب للدراسة أو زيارة الدول الأجنبية نلتزم بقوانينهم وأنظمتهم وتعليماتهم تماماً. ونتحدث عن تقدمهم وحياتهم المنظمة والراقية بكل فخر. ولكن عندما نعود لبلادنا لا نلتزم بقوانين وتعليمات وأنظمة بلادنا والتي هي فخر لنا أن نلتزم بها لأنها في بلادنا وكما قال الشاعر: بلادي وإن جارت علي عزيزة – وإهلي وإن ضنُّوا علي كرام.

    وعلينا أن نعلم أن الدول الأجنبية قاطبة وصلت إلى ما وصلت إليه من التقدم والحياة الكريمة والمنظمه والراقية بإلتزام جميع مواطنيها من رأس الهرم بالدولة حتى أبسط موظف فيها بقوانين وأنظمة وتعليمات الدولة التي ينتمون إليها. فلنا الفخر جميعا أن نكون مواطنين صالحين في بلادنا قبل أن نكون مقيمين أو زائرين صالحين في الدول الأجنبية. علاوة على أننا مسلمين والله يأمرنا بذلك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(النساء: 59)).





    [24-01-2019 09:24 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع