الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    توزيع الإرث

    ما هو تعريف الأخلاق؟ هي صفات يعكسها أي إنسان عن نفسه من خلال تعامله أو تفاعله مع عناصر المجتمع الذي يعيش فيه. كأن نقول فلان أخلاقه عاليه، صاحب دين، يخاف الله، مؤدب، لطيف، متعاون، رؤوف، كريم، حليم، ودود، صادق، أمين، صاحب مبدأ، لا يتلوَّن، غير أناني، يحب الناس، وغير مصلحجي، عاقل، لا يعادي أحد ... إلخ. أو نقول فلان أخلاقه سيئة، ليس عنده دين، لا يخاف الله، قليل أدب، فظ، ألفاظه سوقية، لئيم، وقح، لا يوجد في قلبه رحمه، طمَّاع، جشع، ليس له مبدأ، بمائة وجه، كذَّاب، منافق، يتلوَّن، أناني، لا يحب إلا نفسه، مصلحجي، جاهل، يعادي كل من حوله ... إلخ.


    علمت من بعض الأصدقاء المسيحين أنهم يعودون في توزيع الإرث بين أولادهم للقانون الإسلامي. فتوزيع الإرث بين الأولاد والبنات وغيرهم من الأقارب يجب أن يكون وفق ما جاء في كتاب الله العزيز القرآن الكريم. الأمر المحير والمؤلم جداً بالفعل عندنا نحن المسلمين أن الكثير منَّا يحرمون البنات من الإرث ويورثون الذكور. والبعض الآخر منا يرفض الموافقه على زواج بناته أو أخواته إلا بعد أن يجبرهن على التنازل عن كل حقهن في الإرث من عقارات وأموال وغيره. ألم يقرأ أولئك الآية (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ للذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُذ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء: 11)). وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم توضح الإرث في الإسلام لا داعي لذكرها هنا.


    فمن حق الأبناء ذكوراً وإناثاً أجمعين أن يأخذوا حقهم من الإرث كما أمر الله في كتابه العزيز وكما أوضحه الشرع عن طريق أهل الخبرة في توزيع الإرث. لأنه من حرم الوارث إرثه حرمه الله من الجنه لقوله صلى الله عليه وسلم: "من فرَّ من ميراث وارثه، قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة". فنتساءل لماذا نحرم البنات من الإرث ونظلمهم ونكسر خواطرهم وهم بأمس الحاجة لرفع لرؤوسهم أمام أزواجهم وأهل أزواجهم. فنسأل الله أن يهدي كل من حرم بناته من الإرث أن يصلح أمره مع الله أولاً قبل بناته ويعطيهن حقهن من الإرث قبل فوان الأوان وكل من يفكر في أن يحرم بناته من الإرث أن يخاف الله ويتذكر الآخرة ويوم الحساب حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (الشعراء: 88 و 89)).





    [23-01-2019 08:33 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع