يحب ليوناردو الدراسة، لكنّه يريد أيضاً نقل شغفه بالتعليم إلى نظرائه، وبعد أن رأى بعض زملائه يكافحون لمواصلة دراستهم، وأطفال آخرين يقضون وقتاً طويلاً في اللعب في الشوارع وإهمال دراستهم تمامًا، قرّر أن يفعل شيئًا حيال ذلك.
ولم تخيّب الجدة آمال ليوناردو، وساعدته على تأسيس مدرسة يدرس فيها اليوم ما يقرب من 40 طالباً، ويعمل فيها ليوناردو كمعلّم ومدير، ويفخر أنّ مبادرته أحدثت فرقاً كبيراً للعديد من الأطفال.
ولا تتمتّع المدرسة بمظهر مميز، فهي مصنوعة في معظمها من الطوب، وصغيرة إلى حدّ ما بالمقارنة مع معظم المدارس العادية، ولكنّها تتحسّن يوماً بعد يوم بمساعدة الجيران والمنظمات التي أعجبت بالعمل الذي يقدمه ليوناردو.
وتحتوي المدرسة على مقاعد لجميع الطلاب، وخزانات، ومكتبة صغيرة، وسبورة، وحتى جرس يستخدم للاعلان عن بداية وانتهاء الدروس، بل وتم تزويدها بنظام صوتي يعزف النشيد الوطني الأرجنتيني في بداية الفصول الدراسية، تماماً كما هو الحال في المدارس العادية.
لكن أكثر ما يثير الإعجاب في مدرسة ليوناردو هو جودة التعليم وتفانيه في مساعدة الآخرين، وهو يعيش على بعد 20 دقيقة من المدرسة، ولكنّ في كل يوم، ومهما كانت الأحوال الجوية، يركب دراجته بعد عودته من المدرسة ويتوجه إلى مدرسته لتدريس دروس في مواضيع مختلفة.