أحداث اليوم - تواصلت ردود الفعل الرافضة لقرار الحكومة المصرية تصدير الكلاب والقطط إلى الدول التي تأكلها.
وكانت وزارة الزراعة المصرية أعلنت موافقتها على تصدير كلاب وقطط إلى عدد من دول العالم، وأعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية المصرية، عن تصدير 4100 كلب وقطة، إلى عدد من دول العالم.
عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء في مؤسسة الأزهر، قال إن «من المسائل التي تطرح بين الحين والآخر ولا حاجة لطرحها لما تثيره من لغط مجتمعي بلا طائل، مسألة أكل لحم القطط والكلاب وما شابهه كما حدث مؤخرا على إحدى الفضائيات».
وأضاف في تصريحات نشرها على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»: «يفتي البعض بجواز أكل هذه الحيوانات معتمدين على أمرين اثنين، الأول أن القرآن الكريم لم ينص على تحريمها صراحة، وإنما حرم أمورا بعينها وهي، الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير، حيث يرون أنه طالما لم ينص على تحريم للقطط والكلاب فلا يكون أكل هذه الأشياء محرما، لأن الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما ورد النص بتحريمه».
وزاد «الأمر الثاني الذي يستندون إليه، لورود الإباحة لأكل هذه الأشياء في المذهب المالكي، منسوب لبعض الصحابة كعائشة وعمر وابن عباس، قول الإمام الأوزاعي أيضا، (حيث قال القرطبي، وقد اختلفت الرواية عن مالك في لحوم السباع والحمير والبغال، فقال مرة، هي محرمة، لما ورد من نهيه عليه السلام عن ذلك، وهو الصحيح من قوله على ما في الموطأ. وقال مرة: هي مكروهة، وهو ظاهر المدونة لظاهر الآية، ولما روي عن ابن عباس وابن عمر وعائشة من إباحة أكلها، وهو قول الأوزاعي)».
وأوضح أن «هذه الآراء مردود عليها، وأن النص على تحريمها موجود وهو قول الرسول في الصحيحين وفي موطأ الإمام مالك عنوان له : قال: بَاب تَحْرِيمِ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ حَرَامٌ «.

أمين هيئة علماء الأزهر: أكلها حرام… ومحمد صلاح يرفض انتهاك حقوق الحيوانات

وأشار إلى أن «هذا الحديث الذي يمثل قاعدة جامعة لما يحرم أكله، وأن الثابت بنص من السنة المطهرة كالثابت بنص من القرآن الكريم، فالقول بحل هذه الأشياء لعدم ورود نص عليها محض افتراء وإنكار للسنة التي هي مصدر التشريع الثاني بعد كتاب الله».

تعدد روايات

وتابع أن «جواز حل أكل القطط والكلاب ونحوهما استنادا على رأي المذهب المالكي وبعض السلف فمردود عليه، بأنه في المقابل يوجد رأي جمهور الفقهاء القائل بتحريم أكلها وهو الصحيح في المذهب المالكي نفسه، وكما نص عليه الإمام مالك نفسه بعد ذكره حديث التحريم في موطئه، فالتحقيق يثبت تعدد الروايات في المذهب المالكي حول جواز أكل هذه الحيوانات، ففي المذهب ثلاثة آراء :التحريم، والكراهة، والإباحة، والثابت عن إمام المذهب هو التحريم، فالإمام مالك هو صاحب الموطأ وهو من عمد كتب السنة، وقد روى فيه حديث تحريم كل ذي ناب وكل ذي مخلب، ففي الموطأ :بَاب تَحْرِيمِ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ و« أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ حَرَامٌ. قَالَ مَالِك: وَهُوَ الْأَمْرُ عِنْدَنَا».
وبين أن «الشريعة تراعي الذوق العام وما تقبله النفس السوّية وما تعافه، وتتغير الفتوى في المسائل الاجتهادية متى تغّيرت أعراف الناس وأذواقهم وما تقبله نفوسهم وما تعافه، وهذه الحيوانات مما تعافها النفس السوّية قديما وحديثا، وهذا يقتضي عدم القول بإباحة أكلها».
واختتم شومان تصريحاته، قائلاً أن «الحديث في مثل هذه الأمور التي لا تمثل مطلبا مجتمعيا، ولا يقع الحرج على المكلفين بترك الحديث عنها يعد مضيعة للوقت وفتحا لباب لغط لا ينقصنا ولا يحتمله الوقت، والأولى بالعلماء العارفين بدينهم ومقاصد شريعتهم الانشغال بما يلبي حاجة المجتمع، وذلك بالتأكيد على الأحكام الثابتة وتعليمها للناس، والاجتهاد في استنباط أحكام تناسب الزمان والمكان وأحوال الناس فيما استجد من مسائل، وإعادة النظر في أحكام وردت في مسائل قديمة ناسبت زمانا غير زماننا ومكانا غير مكاننا.

جريمة ضد الحيوانات

محمد صلاح، لاعب مصر الدولي، ونادي ليفربول الإنكليزي، أعلن هو الآخر رفضه لتصدير القطط والكلاب.
وشارك في «هاشتاغ» «لا لانتهاك حقوق الحيوانات»، ونشر صورة له مع قطط، وعلق عليها: «لن يتم تصدير القطط والكلاب لأي مكان.. هذا لن يحدث ولا يمكن أن يحدث».
كذلك رفضت منى خليل، نائبة رئيس جمعية الرفق بالحيوان، قرار وزارة الزراعة بتصدير الكلاب، مشيرة إلى أن «الجمعية في انتظار بيان رسمي من هيئة الخدمات البيطرية بشأن تلك القضية». وقالت في تصريحات متلفزة، إن «وزارة الزراعة لا تحترم عقول المواطنين، كيف يقول الوزير إن الشخص الذي سيصدر الكلاب لا بد أن يكون مُسجلا، وفي البيان الصحافي تقول الوزارة إنه مسموح باصطحاب الحيوانات الأليفة للخارج دون تسجيل». وأضافت أن «فكرة تصدير الكلاب والقطط للخارج أمر مرفوض، وغير مطروح للنقاش، وجريمة ضد الحيوانات».
ودشن عدد من النشطاء صفحة على الفيسبوك حملت اسم «أوقفوا تصدير الكلاب والقطط»، دعوا إلى التصدي لقرار الحكومة.

[28-11-2018 11:04 PM]