الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تصنيف الجامعات بين المال والجودة

    تُسلط مؤشرات التصنيف العالمي للجامعات الضوء على التعليم العالي في عدة معايير جلها يتأثر بالانفاق، وفي الأردن ثمة جامعات ناجية اليوم من وجع اقتصاديات التعليم والتمويل المؤثرة في التصنيف العالمي ولكل جامعة ظرفيتها، ولدينا ميزانيات مختلفة، ففي الجامعة الهاشمية التي يسجل لها ما هي عليه من وضع مالي حالة ارتياح، لكن نسبة الموظفين لاعضاء هيئة التدريس فيها هي 1/1، فهناك نحو 800 موظف ومثلهم أعضاء تدريس، كما أنّ الرسوم الجامعية فيها أعلى بكثير من الجامعات الأخرى ولدى الجامعة فاتورة طاقة مصفرة بفعل مشروع الطاقة الشمسية الرائدة فيه.

    وكذلك الحال سعت الجامعة الأردنية لذلك، فقد صفرت ديونها في العام 2014 كما يقول د. عزمي محافظة أثناء فترة الدكتور اخليف الطراونه، وانها وفرت في العام 2015 وسعت للأفضل في الاعوام التالية وحققت أداءً جيد جداً، ويقول الدكتور عبدالكريم قضاة عن الجامعة اليوم أنها لم تحصل على كامل ديونها من الثمانية ملايين على الحكومة والتي دفعت منها مؤخرا ثلاثة ملايين، لكن الوفر لا يظهر برأيه إلا في البيان الختامي، والمهم عنده ايجاد مشاريع رأسمالية تُدر دخلاً قابلاً للنمو، ولديه رؤية واضحة لمعالجة العجز المتراكم ويسعى لمفهوم الموازنة الوظيفية وحرم جامعي ذكي الذي يقلل النفقات، ويعتقد أن تغيير الوضع المالي يتطلب «تغيير نهج»، فهناك ستة عشر موقعا انتاجيا تخسر، وهناك عدد كبير من الموظفين، وثمة عبء هو المكافآت المالية.

    أما اليرموك كما يقول رئيسها د زيدان كفافي فديونها تراكمية بسبب الرواتب مع أن نسبة الإداريين للاساتذة 1 الى 1،5 من الموظفين، والعجز اليوم نحو 7 ملايين و»أيام الدكتور عبدالله الموسى نحو نصف مليون، أما الديون فهي 36 مليونا وسبب ارتفاعها في السنوات الاخيرة قروض البنوك لتسديد الرواتب».

    أما نظرة د. زيدان للتصنيف فهي متفائلة بدخول قوائم تصنيف عالمية، مثل تصنيف التايمز، وفي سبيل التخفيض من النفقات يقول: «أوقفت التعيينات إلا في التخصصات التي تطلب لها التعيين هيئة الاعتماد وكذلك الانتقال من الجامعات الأخرى لليرموك وبخاصة من جامعات الجنوب».

    المشهد صعب في الحسين وعنوانه تأخر الرواتب والضمان كان يطلب مستحقاته، وهناك اليوم سعي وجهد كبير في جامعة الحسين لتجاوز الوضع المالي، أما جامعة مؤتة فهي حال مستقرة مالياً، لكن العبء الكبير في الرواتب الشهرة البالغة 3 ملايين وهناك 1750 موظفا ويشدد رئيسها د. ظافر الصرايرة أن عدد الموظفين «تقلص في السنوات الأخيرة وزادت الإيرادات قليلاً ولكن العبء الكبير هو الديون القديمة، افتتحت الجامعة برامج دراسات عليا في عمان أدرّت دخلاً جيداً».

    قبل يومين خرج تصنيف مؤسسة كيو أس العالمية لتصنيف الجامعات للعام 2019 وحلت الجامعة الأردنية ضمن قائمة أفضل عشر جامعات عربية، وجاءت في المركز التاسع عربيا والأول محليا، وظهرت 14 جامعة أردنية ضمن الجامعات الأفضل من قائمة الخمسين وهي العلوم والتكنولوجيا في المرتبة14، ويليها اليرموك في المرتبة 33، ثم الهاشمية في المرتبة 38.

    المهم ان الجودة والنشر وسمعة الخريجين والبحث العلمي والاقتباسات المرجعية هي أبرز مداخل التصنيف الذي هو مرتبط بها، وهي تحتاج لضخ مال كبير، وفاعلية ومحاسبة أداء لتمكين الإدارات الكفوءة، ونحن اليوم لا نعدمها، لكن تلك الإدارات تحتاج أن تحصل على دعم مؤسساتها المالي من الحكومة مع تحسين كفاءة الأداء الموسسي فيها. ولا ننسى أن ثمة جامعات خاصة ناجحة ومتفوقة أيضاً وحققت مراتب متقدمة في التصانيف العالمية وتقدم انجازاً باسم الاردن فلها كل الاحترام.





    [06-11-2018 12:30 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع