الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    "حفلات مشبوهة" .. صراع سياسي بلباس ثقافي
    محافظ ، ليبرالي - ارشيفية

    أحداث اليوم - كتب حاتم الهرش - تعثرتُ أمس، بحوارية على قناة رؤيا، حول الحفلات "المشبوهة" التي ضُبطت مؤخراً، كان طبيعياً أن يأخذ الحوار بُعداً ثقافياً وفكرياً، بين مَن يعتبر هذه الحفلات مخالفة للشرع والعادات والتقاليد، وبين مَن يرى فيها حرية شخصية، وأنه ليس لأحد أحقية التدخل في خصوصيات الآخرين.

    سرعان ما تحولتُ عن القناة وعن الحوارية، لقناعتي أن هذا المعارك مُفتعلة، وأن خلف الثقافي سياسي يُوجّه، ويستثمر..

    لا تبتعد هذه المعركة كثيراً عن معركة "مؤمنون بلاحدود" مؤخراً.. مَن يُصدّق أن وزير الداخلية منع المؤتمر لأجل سؤال النائب ديمة طهبوب تحت القبة؟ لا تنطلي تلك "النكتة" إلا على أرتال من المؤيدين للمؤتمر من ذوي الخلفيات الليبرالية واليسارية، ممن يوهمون أنفسهم بتحالف بين "الدولة" و"الإخوان"! ويتلذذون بشعور المظلومية إزاء هذا التحالف الذي لا يوجد إلا في خيالاتهم!

    ماذا تريد أن تقول؟

    أريد أن أقول، أن كل هذه المعارك مُفتعلة، بين القوى المحافظة في الدولة "البيروقراط"، وبين تيار آخر يُوصف بأنه "ليبرالي".

    هذه القوى المحافظة تشعر بأنها تضررت من مجيء الرزاز رئيساً للوزراء، وتشعر بأن هذا التيار يحاول أن يبسط نفوذه، ويمتد أكثر فأكثر مع مرور الوقت، ولذلك تحاول القوى المحافظة أن تُشيطن هذا التيار أمام الرأي العام "المحافظ"، باعتباره صاحب أجندة مشبوهة ثقافياً، تارة تحت مؤتمرات تناقش موضوعات ذات خصوصية دينية، وتارة أخرى بالحفلات المشبوهة التي ظهرت دون سابق إنذار!

    ولا بُدّ من أن هناك أهدافاً أخرى تُبطنها القوى المحافظة، من قبيل، أن تقطع أي خطوط اتصال محتملة بين الإسلاميين، وبين الرزاز وحكومته.. إذ إن هذه الأجواء كفيلة بأن تؤزم علاقة الإسلاميين مع الحكومة على اعتبار أنهم ركيزة القوى المحافظة في الدفاع عن عقائد المجتمع وعاداته وتقاليده.

    تتصاعد حُمّى معركة "الانطباعات" في استهداف حكومة الرزاز، التي ليس لها بالأساس أي رصيد منذ مجيئها سوى الرهان على انطباعات المواطنين الإيجابية، تلك التي باتت الآن.. ورقاً تُذرّيه رياح الأزمات المتلاحقة، من قانون ضريبة الدخل ابتداءً وليس انتهاءً بفاجعة البحر الميت.

    إذن.. الأزمة الحقيقية هي أزمة العلاقة بين مراكز القوى المختلفة في دوائر صنع القرار، وما يُثار في الرأي العام من معارك "ثقافية" تتناحر فيها القوى الفكرية، إنما هي دُخان لنار الأزمة السياسية.

    وعلى الهامش.. لا يبتعد تقرير ديوان المحاسبة كثيراً عن معركة تأزيم حكومة الرزاز، كما أن التأخر في قَبول استقالة الوزيرين "عناب" و"محافظة"، وعدم تكليف وزيرين آخرين من عُلبة المحافظين، عناوين أخرى للمناكفة بين تلك الأطراف التي وصل الصراع فيما بينها على تسمية وزير، لوزارة بحجم السياحة والآثار!

    (حاتم الهرش)





    [04-11-2018 10:22 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع