أحداث اليوم - "يصادف هذا العام الذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكن ما زالت حقوق كبار وكبيرات السن غير مرئية في منظومة حقوق الإنسان والتشريعات الوطنية وحياتنا اليومية. إن إقرار إتفاقية للأمم المتحدة هي الطريقة الأكثر فاعلية لتعزيز وحماية حقوق جميع كبار السن، وهذا هو ما يسعى إليه عدد لا يحصى من المناضلين من كبار السن."

وفي هذا الإطار فقد خصصت حملة منظمة HelpAge International والتي تحمل إسم Age Demands Action (ADA)، للإعتراف بنشطاء ونشيطات حقوق الإنسان من كبار السن، حيث أضاف جاستين ديربيشاير، الرئيس التنفيذي لمنظمة HelpAge International بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن الذي يصادف الأول من تشرين أول / أكتوبر 2018 أنه : "ومع العمل الشاق الذي قام به النشطاء والنشيطات في جميع أنحاء العالم، فقد قطعنا شوطًا كبيرا في زيادة الوعي بأن حقوق كبار السن تحتاج إلى الحماية."

إن من حق من أفنوا حياتهم في الدفاع عن حقوق الإنسان أن نعمل معهم لتعزيز تمتعهم بحقوقهم ككبار سن، لذا فإن إحتفال الأمم المتحدة بهذه المناسبة تحت شعار "الإحتفال بالمسنين من أبطال حقوق الإنسان" سيعمل على تعزيز الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما يعنيه في حياة المسنين اليومية، وزيادة ظهور كبار وكبيرات السن كمشاركين فعالين في مجتمعاتهم، والتفكير في التقدم المحرز والتحديات لضمان تمتع كبار وكبيرات السن بحقوقهم وحرياتهم الأساسية، وأشراك الجميع من أنحاء العالم من اجل أن تكون حقوق الإنسان في جميع مراحل الحياة.

لقد بدأت الدول الاعضاء في الامم المتحدة مناقشة حقوق كبار السن بشكل جدي في الجلسة التاسعة للفريق العامل المفتوح العضوية المعني بالشيخوخة، وتم الاتفاق على العناصر الأساسية في صك قانوني دولي جديد، الا أن التقدم كان بطيئاً لعدم إجماع جميع دول الأعضاء على ضرورة وجود مثل هذا الصك. ومع ذلك فقد تم إحراز تقدم ملحوظ عندما بدأ المندوبون بمناقشة هذه العناصر بالتفصيل، بدءاً من مضمون الحق بالمساواة وعدم التمييز والتحرر من العنف وسوء المعاملة والإهمال.

ويأتي هذا التقدم الكبير في الوقت الذي تتعرض فيه حقوق الإنسان للتهديد في جميع أنحاء العالم، وقد لا تكون الدول قد بدأت في صياغة إتفاقية جديدة للأمم المتحدة لحقوق كبار السن بعد ، لكنها تقوم بالأعمال الأساسية وتتحرك أسرع من أي وقت مضى للبدء في ذلك، حيث يستمر دعم إتفاقية الأمم المتحدة الجديدة في النمو في مناطق مختلفة من العالم.

لقد كان حضور المجتمع المدني أقوى وأفضل تنسيقًاً من أي وقت مضى. حيث سجلت 42 منظمة غير حكومية طلب إعتماد للفريق العامل المفتوح باب العضوية حول الشيخوخة OEWG للمشاركة المباشرة في العملية ، وتمت الموافقة على جميع هذه الطلبات.

كما جاء في بيان من التحالف العالمي من أجل حقوق كبار السن ، وهو شبكة تضم 266 منظمة من منظمات المجتمع المدني على أنه: "مع كل جلسة من جلسات الفريق ، يتم إضفاء المزيد من الشرعية علي إستحداث صك دولي جديد من خلال أدلة قوية. مع ذلك لا يمكن أن يستمر هذا الحوار الى أجل زمن غير محدد دون نتيجة ملموسة ".

وعلى الرغم من التقدم المحرز، إلا أن هنالك الكثير من العمل الواجب القيام به، فلا يزال تمثيل كبار السن في الفريق العامل المفتوح باب العضوية المعني بالشيخوخة محدودا، فيجب أن يكونوا (كبار السن) في قلب المناقشات ويقودون الدفاع عن حقوقهم لضمان أن تعكس إتفاقية الأمم المتحدة تجاربهم وإحتياجاتهم، الى جانب أهمية حضور المزيد من ممثلي الحكومات ذوي الخبرة في القضايا ذات الصلة جلسات الفريق العامل المفتوح باب العضوية المعني بالشيخوخة لضمان أن تكون تدخلات الدولة مستنيرة. كما ويجب أن توافق الدول الأعضاء على تخصيص موارد كافية من ميزانية الأمم المتحدة حتى يتمكن الفريق العامل من تنفيذ عمله بفعالية.

يشار الى أنه تم إختيار موضوعين جديدين للجلسة العاشرة المقرر عقدها خلال عام 2019، أولهما الحق في الحماية الاجتماعية وثانيهما التعليم. كما وستعقد مؤتمرات دولية بشأن حقوق كبار السن في سيول وكوريا الجنوبية في سبتمبر وفيينا والنمسا في نوفمبر.
نسبة كبار وكبيرات السن بين سكان الأردن 5.4% وبين الأردنيين 6.1%

ووفقاً للتعداد العام للسكان والمساكن في الأردن، فإن عدد كبار وكبيرات السن بين سكان الأردن بلغ 518757 فرداً وبنسبة 5.4% من مجموع السكان (9531712 فرداً)، فيما بلغ عدد كبار وكبيرات السن من الأردنيين 405101 فرداً من مجموع الأردنيين (4578636 فرداً) وبنسبة 6.1%.
وبتقسيم كبار وكبيرات السن الأردنيين حسب الفئات العمرية، فإن 127558 فرداً في الفئة العمرية 60-64 عاماً (64258 ذكور و 63300 إناث)، و 104604 أفراد في الفئة العمرية 65-69 عاماً (51104 ذكور و 53500 إناث)، و 79711 فرداً في الفئة العمرية 70-74 عاماً (79711 ذكور و 41883 إناث)، و 52023 فرداً في الفئة العمرية 75-79 عاماً (26488 ذكور و 25535 إناث)، و 41205 أفراد في الفئة العمرية +80 (20196 ذكور و 21009 إناث).
والدعوة ما زالت قائمة ومستمرة للأردن من أجل المشاركة بفعالية في الجهود الدولية الرامية الى إقرار إتفاقية دولية لحقوق كبار السن، فحماية هذه الفئة وإن كانت مشمولة في عدد من الإتفاقيات الدولية كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلا أن أغلبها بالإضافة الى إتفاقيات حقوق الإنسان الأخرى لا تعط التمييز على أساس السن (العمر) إي إعتبارات قانونية ولا توفر لكبار وكبيرات السن الحماية الكافية بشكل شمولي أو ممنهج، مما يزيد من "الفجوة المعيارية" و "الفجوة في التنفيذ" كما عبرت عنها وثيقة "دعم حقوق كبار السن – نحو معاهدة للأمم المتحدة" والصادرة عن عدد كبير من المنظمات الدولية ذات العلاقة.

[01-10-2018 12:28 PM]