الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عن الوطن الجامع أتحدث

    في كتاب "فرصتنا الأخيرة" لجلالة الملك عبد الله الثاني ،، كان الغلاف معنونًا بعنوان فرعي وهو :
    السعي نحو السلام في زمن الخطر ..

    واقتباسًا من كتاب جلالته ،، وعطفًا على ما يحدث في البلاد حاليًا فإني أقول : فرصتنا الأخيرة السعي نحو القانون في زمن العشائرية ..

    باختصار .. لن يكون هنالك وجود وكينونة وسيادة حقيقية للدستور والقانون المدني طالما أن القانون العشائري موجود كخطٍ موازٍ ولا يزال مطبقًا ..

    العشيرة ،، رابطة دمٍ عظيمةٌ تجعل الفرد يخطو أولى خطواته في الانتماء والعطاء والتكافل بشكل عملي ..

    أمّا العشائرية هي نظام مجتمعي بدائي كان قادراً في السابق أن يُدير المجتمعات القبلية ،، ولا يمكنه - بأي حال من الأحوال - إدارة مجتمع المدينة الحديث والمتطور بشكله الحالي وتفصيلاته المعقدة ..

    العشائريون - وهم الذين يرون في العشائرية الخط الموازي للدولة وليس المقصود أبناء العشائر - يرون أن فنجان القهوة بديلٌ جيد لعقابٍ رادع ،، حتى في الحدود الدينية ..

    وللعشائرية أوجهٌ كثيرة ،، كالمخصصات القبلية من أصغر المناصب والمسؤوليات ،، وأكثرها شمولًا ونفوذًا ..
    فكلنا يعلم أن أي رئيسٍ جديدٍ للحكومة - حين يختار فريقه الوزاري - مُلزمٌ بمبدأ المخصصات القبلية والمناطقية وأحيانًا الدينية .. (وزير من هون وزير من هناك وزير جماعة كذا وزير محسوب على هذولاك) ..

    وهذا ما ينتج إنعدام العدالة وفقدان الثقة بالقانون الذي وضعته الدولة .. لأنه حين يصطدم بالقانون العشائري يغدو ضعيفًا ..
    وذلك لأن رجال الدولة وساستها بشكل عام يميلون للقانون العشائري بحكم النشأة المجتمعية القروية .. وبحكم عدم الاصطدام مع الجماهير التي تؤمن بوجوب بقاء القانون العشائري وذلك أيضا لضعف دور الدولة كجسم جامع وضعف قانونها ،، والحال أشبهُ بالدوران في حلقةٍ مفرغة ..

    شخصيًا ،، لا أرى مشكلةً في أنّ يتم تشكيل حكومةٍ ليس فيها شخصٌ واحد من الكرك وليس فيها شخص واحد مسيحي ،، حين تستطيع هذه الحكومة أن تحقق لجميع الأردنيين - في كل المحافظات ومن جميع الملل والعقائد - الحياة الكريمة ،، وتخطو بتطبيق تكافؤ الفرص في التعليم والصحة والعمل والخدمات ..

    أعتقد أن خلية الأزمة التي ذكرتها في المنشور السابق يجب أن تشتمل على خبراء "حقيقيين" في علم الاجتماع وعلم النفس المجتمعي ..

    مخرجات الأنظمة السابقة جميعها فشلت في النهوض بجيل سوّي ،، وهذا كما أظن أخطر كارثة ستحلُ بنا إن لم نتدارك انفسنا ..

    الآن هي فرصتنا الأخيرة ..










    [04-09-2018 10:00 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع