الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كليات الطب ضرورة أم ترف

    الطب من أهم التخصصات التي تهم البشرية منذ آلاف السنين حيث تم إستخدام الأدوات البدائية في إجراء العمليات الجراحية المختلفة وغيرها كتجبير الكسور مثلاً. ولا ننسى إنجازات أجدادنا من أطباء المسلمين حيث وضعوا أسس العلوم الطبية المختلفة زنتوعملوا على إجراء العمليات الجراحية بأدوات بدائية لعلاج المرضى. أمثال أبو بكر الرازي وإبن سينا وإبن النفيس اللذين يعتبرون من أعظم أطباء المسلمين. وإستمرت كتبهم تدرس في المدارس الطبية الإسلامية لفترات طويلة ومنها كتاب الحاوي في الطب للرازي (القرن العاشر) وكتاب القانون لابن سينا (القرن الحادي عشر) وكتاب فن الطب لابن النفيس (القرن الثالث عشر). كما كان لهم وبالأخص إبن سينا أثراً عظيماً على الطب في أوروبا في العصور الوسطى. كما كان للترجمات اللاتينية لإنجازات الأطباء العرب أثر بالغ في تطور الطب في نهاية العصور الوسطى وبداية عصر النهضة في أوروبا.
    علماً بأن الأردن كانت بقيادة جلالة الملك المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال من الدول الأكثر تقدماً في هذا المجال قياساً بالفترة الزمنية لتأسيس المملكة وكانت ومازالت من الدول الرائدة في الطب بين دول الإقليم والعالم قياساً مع أخواتها من الدول العربية المجاورة. وقد أسس جلالة الملك الحسين بن طلال مدينة الحسين الطبية والتابعة للخدمات الطبية الملكية بمقاييس ومواصفات عالمية وتم إفتتاحها عام 1973 والتي إشتهرت كصرح طبي يضم أكفأ الأطباء من مختلف الرتب العسكرية ومختلف التخصصات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وبعد ذلك كثرت في عمان العاصمة المستشفيات المتخصصة الحكومية والخاصة في معالجة الأمراض المنتشرة في العالم مثل مرض السرطان ((مركز الحسين للسرطان) وأمراض القلب ( مركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب ومركز القلب التخصصي والمركز العربي للقلب والجراحة الخاصة ... إلخ)). علاوة على المراكز المتخصصة الأخرى مثل كهرباء القلب والتصوير الطبقي وغيره والعيادات الطبية الخاصة لأشهر الأطباء في الأردن. مما جعل من الأردن بلداً إشتهر بالسياحة العلاجية حيث يرتاد الأردن آلاف من المرضى من الدول العربية المجاورة والإقليم في كل عام إضافة الى شهرة الأردن بالسياحة التاريخية. مما شجع معظم الجامعات الأردنية على الإهتمام بتأسيس كليات للطب وذلك للإقدام على دراسة الطب بشكل كبير من قبل ابناء البلد وأبناء البلدان المجاورة والإقليم.
    أضف إلى ذلك الأعداد المذهلة من الخريجين والتي من المتوقع أن يصل عددهم الى حوالي عشرين ألف خريج في الطب البشري ومثله في طب الأسنان والصيدلة وأضعاف العدد في التخصصات الطبية المساندة والعلوم الطبية المخبرية والتمريض. وهذه الأعداد تحتاج لتغيير بيئة العمل حتى لا تصبح عبئاً على المجتمع. والحل الوحيد الذي سيخدمنا على المدى الطويل هو التحول الى نظام الرعاية الصحية الأولية. فعلى سبيل المثال يستوجب على جامعة اليرموك أن توفر خدمات الرعاية الأولية والتأمين الصحي لجميع منتسبيها وطلبتها وفق نظام الجودة الوطنية والدولية عن طريق مركز طبي متكامل وشامل.
    وقد عمل جاهداً عطوفة الأستاذ الدكتور زيدان عبد الكافي كفافي على العمل مع معالي الوزير للسماح لطلبتنا في التدريب في مستشفى الأميرة بسمة ومستشفى الملك عبد الله المؤسس وغيرها من المستشفيات المتوفره في إربد علاوة على مستشفيات الأغوار الشمالية. وفي نفس الوقت خصص عطوفته سبعة وعشرون دونماً من أراضي الجامعة لعمل مستشفى خاص تابع لكلية الطب في الجامعة بالشراكة مع شركات مختصة في مجال المستشفيات وسيتم العمل على تنفيذ ذلك في المستقبل القريب. هذا وسوف يتم تخريج أول دفعة من طلبة كلية الطب في الفصل الثاني من العام الأكاديمي 2018/2019.
    يعتبر الأمن الصحي من أهم عوامل الإستقرار المجتمعي ورغم كل التقدم الطبي الصحي الذي يشهد به الجميع للأردن إلا أن كثيراً من الدول التي كنا نسبقها في جودة ونوعية الخدمة الصحية قبل سنوات أصبحت الآن تسبقنا بأشواط كثيرة. وذلك يعود للضغط الواقع على المستشفيات التحويلية وفق المعايير العالمية فلا يجوز أن تكون نسبة إشغال مستشفى تحويلي أكثر من ثمانين بالمائة (80%) بينما نجد أن بعض المستشفيات يصل إشغالها إلى مائة بالمائة. كما أن موارد المؤسسات الصحية المالية وجهود كوادرها البشرية يتم إستنزافها في علاج حالات لا داعي أن يتم إدخالها للمستشفى. لهذا لا بد من العمل بجد وإجتهاد على التغلب على هذه الصعاب حتى تعود جودة الخدمات الصحية في أردننا العزيز كما كانت بل أفضل مما كانت عليه في بدايات عهدها.
    ولأهمية دور كليات الطب في الأردن تم ت ويأتي هذا المؤت تأسست في العام الجامعي 2013/2014 بين كليات الطب في الجامعات الأردنية في المملكة الاردنية الهاشمية وتأكيدا على قدرة كادرها وانجازاته خلال الخمس سنوات الماضية من عمر الكلية.





    [08-08-2018 03:41 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع