الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    "فلسفة الخطاب الاسلامي"

    تمارا الخلف
    صحافة جامعة اليرموك

    تمثلت فلسفة الخطاب الاسلامي بالكلمة الطيبة والسماحة والتسامح
    حيث بدأت اشراقة حكاية حياة الدين الإسلامي ذو الشأن العظيم ،والطريق الواصل للخلود، خلال خطاب رسولنا العظيم صاحب الحكمة والموعظة ناهض الأمة الى القمة ، منقض البشرية من التهلكة فبرقة لسانه وسعة صدره ورحابته ابتدأ دعوته ليخرجهم من الظلمات الى النور.
    واستمر الرسول الكريم بدعوته مخاطبا بها قلوب وعقول البشرية منتهج اسلوب الوسطية والإعتدال لتكون أول خطبة لصلاة الجمعة في المدينة المنورة وتوالت بعدها خطب الرسول عليه الصلاة والسلام حتى خطبة الوداع التي أوصانا بها بثمة أمور كي نعمل بها .
    وانطلاق من نهج الرسول الكريم انبثق أسلوب الدعوة الذي يندرج تحت ما يسمى بالتقابل أي الترغيب والترهيب والقائم على الثواب والعقاب وهو الأسلوب المتبع بالقرآن الكريم فنرى في قوله عزوجل ( إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) فكما يرى المفسرون الغاية من هذا الأسلوب تنشيط عبادة المؤمنين لطاعته، وتثبيط عبادة الكافرين عن معاصية.
    لكن نرى في الآونه الآخيرة بأن بعض الخطباء اصبحوا غير شغوفين بما يقدمونه من على منابرهم ليوم الجمعة، وهم فقط يتخدونها گمهنة يتقايضون عليها راتبا شهريا، و لا ننسى أن البعض الآخر لا يدركون أهمية الدور الملقى على عاتقهم، فالخطيب هو لبنة أساس المجتمع ومصلح ومرشد ومسير ومنير عقول الأمة ،ونجد خطبهم جميعها خطب ارتجالية مكررة لا فائدة منها، وعلى غرار ذلك ينتهجون الاسلوب الترهيبي الذي يعتمدوه بشكل أكبر بمخاطبة الناس، وهذا ما سبب نفور الناس من المساجد ولا نجد إلا القلة القليلة، وحتى هؤلاء القلة يترددون إلى تلك المساجد لأنه لا تتواجد سواها بالمناطق التي يعيشون بها،
    هؤلاء الخطباء نسوا وصايا الحبيب برغبوهم بلين القول،فالأنسان كائن مخلوق ومركب من مادة وعقل وروح وعاطفة وجوارح يحتاج الى التوازن ما بين الأسلوبين،حتى يبقى داخله متزن ثابت على الشريعة الأسلامية، لذا إلى متى ستبقى حال اللأئمة على هذا؟ متى سينقذوننا من الدمار الفكرى الذي تفشى بين الأمة؟ متى ؟





    [29-07-2018 09:58 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع