الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    "اغتيال الطفولة"

    براءة بني سلامة
    صحافة اليرموك


    في الآونة الأخيرة تفشت في المجتمعات ظاهرة التحرش بالأطفال وهي من أخطر الجرائم التي انتشرت مؤخرا على نحو واسع لإشباع رغبات أصحاب النفوس الدنيئة .


    اضافة الى انها قتل للطفولة والبراءة فالطفل لا يعي ما يقع عليه , اضافة الى أن الأهل لا يحترزون عند تركه مع من هم أكبر منه سنا حيث أن الأصل أنه غير مشتهى ولا يشتهيه الا أصحاب النفوس المريضة ممن نزعت من قلوبهم الرحمة.


    اهتمت الشريعة الاسلامية بالطفل منذ ولادته وجعلت له حقوقًا ، وعملت على حمايته والمحافظة عليه ، والتحرش الجنسي بالأطفال يعد من أشنع الأفعال وأقبحها في نظر الشريعة الاسلامية ، وكبيرة من الكبائر التي تنأى عنها كل الفطر السوية ، وانتهاكا للقيم الإنسانية في المجتمع. .

    ويعد هذا النوع من التحرش فعل من أفعال الفحش والتفحش التي بغض الله عز وجل صاحبها وتوعد له شديد الوعيد كما جاء في السنة النبوية , فقال صلى الله عليه وآله وسلم - : {إِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء}، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ}.

    يبدأ التحرش الجنسي بالأطفال من خلال التودد اليهم ودعوتهم لممارسة عدة أنشطة تسمح بتقوية علاقة الجاني بالطفل كالألعاب وغيرها ومن ثم تبدأ عملية الاستدراج للطفل الى مكان يختلى به.

    وبعدها تأتي عمليات الترهيب والتخويف للطفل عند ممارسة هذه الجريمة معه للمرة الثانية التي تلعب على أوتارها مؤامرة السرية التي أقنع الجاني بها الطفل الصغير والذي رهبه من عواقب الأمر اذ ما تم فضحها , وهنا يحول المتحرش الأمر الى لعبة " سرنا الصغير الذي لا يجب فضحه "

    إن التحرش كمثل أي سلوك ادماني آخر , فهو قد يبدأ بمداعبة الطفل ولكنه يتحول تدريجيا إلى ممارسات جنسية أعمق تترك آثاراً إدمانية لدى الطفل نفسه.

    ومن جهة أخرى فان الاعتداء الجنسي على الأطفال يمكن ان يسبب أضرار نفسية معقدة للطفل على المدى البعيد والقصير كاضطرابات نفسية في وقت لاحق من حياة الطفل تتمثل في عدة أمراض نفسية كالاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة والقلق ومرض تعدد الشخصيات بالإضافة الى بعض الحالات المستعصية التي تؤدي الى الانتحار .

    نظرا لخطورة الامر على الأهل توقي الحذر بأبنائهم حيث أن التحرش الجنسي بهذه الفئة جريمة من أكبر الجرائم التي يقع ضحيتها أبناء هذا المجتمع .





    [29-07-2018 09:55 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع