الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    وطنٌ في القلبِ، ولكنْ ..

    طريق الوطن المتعرّج أم طريق الهجرة ! إن سيّرتني عاطفتي فسأسلك طريق بلدي وأنا أحمل معي ذكريات الطفولة، ومعها ذلك الأمل السخيف الأقرب إلى الخيال، المُعلِن الحرب على الواقع، الذي طُبِع ورُسِّخَ في ذاكرتنا الطفولية، ذلك الأمل الذي يجعلني أنظر إلى العالم بمثالية، وكأنني في المدينة الفاضلة، ولا وجود لشرشبيل ولا الآنسة مِنْشن، وعلى الأرجح مستقبلي كسندريلا، وسأضع الأمير في جيبي الصغير!

    وفجأةً يقاطعني الواقع، ليجعلني أفكّر قليلاً في الوضع الراهن مُسترجعاً أحداث الطفولة بكاملها، فَنَعم نحن مُستضعفين كسالي، وأحلامُنا صغيرة كالسنافر، وحذاؤنا قد سقط ونحن نركض خلف رغيف الخُبز، ونحن نلهثُ خلف مستقبلنا الضائع، ولكن ما من أحدٍ سيُرجع لنا حذاءنا المُهترئ من شدة الركض في طريق أرزاقنا، ومن أثر السقوط في حُفر الضرائب والوقوف على مطبات قرارات الجباية، ونحن سنبقى كسندريلا الخادمة، وسنبقى حُفْاة الأرجل، عُراة الأحلام والآمال، وحكومتنا لن تصبح كالأمير، ولن تجعلنا مُكرّمين على (عرش المواطَنة) ..

    عفواً يا وطني، فطريق الهجرة لن يخذل أملي، وسأعمل وأجتهد وأبذل ما بوسعي لأصبح شيئاً؛ شيئاً غير صرّافٍ آلي ..

    إِنْ كانت الغُربة مُرَّة، فما ذُقناه في أرضنا كان علقماً، عذراً يا وطني فعاطفتي نحوك لن تُغيِّر واقعنا المُرّ ..
    سِرْتُ أنا في طريقي خارج حدودك، حدود الذلّ والمهانة، ودمتَ أنت في القلبِ أجمل وطن .





    [07-05-2018 10:06 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع