الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    في وطني

    في وطني .. لا نرى تنوّعاً للمواسِم بين صيفٍ وشتاء .. ولا ربيع لدينا في قائمةِ الفصول .. ولا في صفحاتِ حياتِنا .. فلا شيء يزدهر سوى فسادهم ولا شيء ينمو سوى أرصدتهم ..

    ولا خريفَ لديْنا أيضاً .. فلا مكانَ للمواطنين في بلادي .. ليكونَ هُناكَ مكانٌ للأشجارِ والأوراق .. حتّى مقابرُ الدفن لم تَعُد تتسع مزيداً من الأموات .. مع أنّ جميعَ الأحياءِ في وطني .. ميّتٌ على قيد الحياة ..

    هو فصلٌ واحدٌ يُلازِمُنا طوالَ حياتِنا .. فصلُ الصيف ودرجاتُ الحرارة المرتفعة ..

    فالمكانُ الوحيد الذي لا تغيبُ عَنْهُ الشمس .. هو وطني الأردن .. فإذا غابتْ شمسُ الأرض، فتُشرِقُ بعدَها شمسُ الحكومة، لتحرقَنا بنار ارتفاع الأسعار، ولهيبِ الأوضاع المُترديّة ..

    ولكنْ لا بُدّ من حلول ممنهجة وسريعة لحلّ أزمةِ حرارةِ الجو، التي لا تحتملها الحكومة ولكنْ يحتملُها المواطن "يحتملُها فقط ابنُ البلد" ..

    ففي الوقت الذي ينتظرُ فيه الأطفال بفارغ الصبر سقوط المطر وقدوم الزائر الأبيض لصنع رجلٍ ثلجي، وخوضِ المعارك بقذائفِ كراتِ الثلج .. تنتصِبُ الحكومة بعدَ أن أزاحتْ حِمْلَ قرارتِ الرّفعِ عن ظهرها، لانه "رفعتين عالظهر .. بوجعوا ..!"، فكان الوقتُ مناسباً بعدَ الرّفع لتلهو وتلعب مع الناس كما يفعل باقي الأطفال، فأخذت ترمي بقذائفِ التصريحات وقراراتِ الرّفع .. قذيفةٍ تلو الأخرى في وجهِ المواطن، وتراكمَتْ على جسدِه الهزيل،

    فاستقبلَها بجمودٍ وبرود، إلى أنْ صَنَعَتْ مِنْهُ الحكومة "مواطناً جليدياً"، تستعيضُ بِزخّات عَرَقِ جبينِهِ عن المطر ... وعندما تَحِنُّ لأجواءِ الشتاء، تقومُِ برفعِ الأسعارِ قليلاً، ليذوبَ جسد ذلك المواطن الجليدي قطرةً قطرة ..

    فماذا يفعلُ مواطنٌ .. في وطنٍ أُحاديّ الفصول .. وأُحاديّ العقول والسياسات التي تعبثُ بمقدراته وتدُسّ السُّم بِـدَمِ مواطنيه !!!

    فهُنا .. وعلى أرضِ هذا الوطن .. نموتُ نموت .. وتحيا الحكومة .. سخاءً رخاءً ..





    [02-05-2018 02:48 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع