الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    المثليون في الأردن .. تفاصيل

    أحداث اليوم - ليست المثلية ظاهرة حديثة، بل هي قديمة قدم التاريخ، وهي موجودة في مختلف المجتمعات، بما فيها المحافظة وحتى المتدينة. وهي في معظم هذه المجتمعات تمارس بوصفها فعلاً شائناً، يخجل من يمارسه منه ومن التصريح به، ويخجل منه أهله والمجتمع المحيط به.

    غير أن هذه الظاهرة وجدت في التكنولوجيا الحديثة وانتشار وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي والعولمة (الثقافية منها تحديداً)، متنفساً ومجالاً حيوياً لمزيد من الانتشار والتوسع. بل جعلت صوتهم أعلى وأكثر صراحة ووضوحاً حد المطالبة بحملة من "الحقوق"، على رأسها إزالة "الوصمة" التي يعاملهم المجتمع بها.

    اجتماعياً، يتحدث الناس عن المثلية بأريحية، لكن ليس للتصريح، وفي أوقات كثيرة من باب التندر. لكن عندما يأتي الحديث على التخصيص، (أي ذكر الأسماء) يبدأ التردد والتحوط يفرضان رتمهما.

    المجتمع الأردني ليس بعيداً عن بقية المجتمعات، من حيث انتشار هذا السلوك، إن كان عند الإناث أو عند الذكور، رغم كل ما يقال عن كونه مجتمعاً محافظاً وملتزماً.

    صحيح أن هذا السلوك "مرفوض" و"دان" ونادرا جدا ما تجد من يصرح به أو يقر بوجوده أو يؤيده. إلا ان هذا لا يمنع من إقرار حقيقة، يود المجتمع عموما والأفراد، التعامي عنها وعدم الاعتراف بها أو بوجودها. ناهيك عن الرفض المصحوب بالاستنكار والاستهجان، خصوصا إذا ما أخذ هذا الرفض مسحة دينية.

    ولا يخفي المختصون بأن هذا السلوك أو هذه المشاعر والميول هي: شاذة من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية والذوق والفطرة السليمة، وأنها مغايِرة للمسار الطبيعي للحياة السوية السليمة النظيفة، كما تتوافر القناعة بإمكان تغيير هذا السلوك، ووجود الرغبة الحقيقية والعزم الأكيد على تغييره..

    عملية البحث عنهم كانت صعبة بسبب السرية التي يحيطون أنفسهم بها خوفا من المجتمع، والأهل الذين لو اكتشفوا حقيقتهم لقتلوهم.

    لم أتمكن من مقابلتهم وجاهياً، بعضهم رفض والآخر أغلق الهاتف، كان الحل ان اتحدث معهم عبر "الشات" عالم غريب متناقض بآرائه لا يتقبل النقاش بالدين وبعضهم حسب رأيه الفطرة البشرية نحن من صنعناها، والآخر يلوم العادات والتقاليد.

    يطلبون عدم الحديث عنهم، وبعضهم لايريد افتضاح أمره والآخر يريد الهروب من الجرائد.

    بعضهم بدأ هذا السلوك بعمر الـ 15 وبقي على ما هو عليه، والآن أصبح بعمر 27 يعتبره اختياراً ذاتياً، وأصبح بالنسبة له متعة، ويدعي أن من الغلط إخبار أهله لأن هذا كان قراره بنفسه.

    يقول "لا أحد منهم مع الزواج، فهو "غلط" وعبء واختيار شريك الحياة هو اختيار العادات والتقاليد والعرف".

    ويعلل : بأننا عرب ومسلمون، أو حتى مسيحيون، وصعب أن نتقبل الموضوع ومبدأ السماح سيشكل أزمة للحكومة وهذا فيه إعلان الحرب على الاديان، وهذا الشيء لا يريدون الوصول إليه، وكل هدفهم أن يتقبلهم المجتمع.

    بالنسبة له الشواذ يختلفون عنهم ويعتبر من يطلق هذا المصطلح "متحجر الدماغ وخاطئاً ورجعياً"، فهم يبحثون عن إنسان يشاركه المشاعر.

    ورفض الحديث بالدين ولا يريد الدخول بالنقاش به. ويتم التعارف على بعضهم من خلال العيون يعرفون بعضهم.

    فالفتاة لا تعني لهم شيئا، والفطرة، برأيهم، يصنعها البشر، وبعضهم يلوم المجتمع على ما آل اليه، والعادات والتقاليد أو تصرف خاطئ من الأب أو سوء العلاقات بين الوالدين أو إهمال تربية الأبناء وعدم التنبه لسلوكهم وعلاقاتهم بالمجتمع المحيط، والتزمّت، مما أدى إلى تمردهم على كل شيء.

    أما الشخص الثاني فليس بأفضل حال من قبله فهو بعمر الـ25 ويعتبر سلوكه طبيعيا وبامكانه الزواح من فتاة وممارسة حياته الطبيعية، لكنه لا يريد حاليا، وهو يعتبر الموضوع تسلية خصوصا أنه حاليا يمر بفراغ كبير.

    لا أحد من زملائه على علم بوضعه ولا يحبذ أن يعرفوا حقيقته، فهم يكنون له كل الاحترام، ويتعارف مع مثلائه على مواقع التواصل ويلتقون بأماكن مختلفة بحذر شديد.

    وهو ليس مع زواج المثليين لأن المجتمع يرفض، خصوصا أن هذه العلاقات "لا تدوم".

    اما الشخص الثالث فبدأ بعمر العاشرة من خلال الافلام واصدقائه وبقي إلى الان وهو بعمر الـ 22 وهو عاطل عن العمل ولا يريد ان يعمل ويفضل السفر خارج البلد حتى يتخلص من وضعه ولا يريد ان يبقى على هذا السلوك، ويفكر بالارتباط ايضا لعله يتخلص من هذا السلوك الذي يعترف بأنه غير طبيعي، وحاول أن يعالج نفسه لكنه لم تأته الجرأة لمراجعة الطبيب، ولو علم أهله لقتلوه.

    وآخر الحديث كان مع مؤسس احدى صفحات المثليين ولم يتعاون بالحديث كثيرا معللا ذلك انه يريد البعد عن الجرائد، والعالم الذي نحن نعيش به، ويخفي هويته لدواع أمنية، ويطلب أن نرحمهم ونبتعد عن عالمهم.

    تعريف المثلية

    استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور عبد الرحمن مزهر يبين أن المثلية الجنسية هي "الانجذاب العاطفي والجنسي لنفس الجنس".

    ويندرج تحت التوجهات الجنسية الأربعة المعروفة:

    المغايَرة: وهو الوضع الطبيعي أو الفطرة وتكون بين الجنس والجنس الآخر. المثلية: وهي الانجذاب لنفس الجنس أكان ذكورا أو إناثا. الازدواجية: وهي الانجذاب والممارسة مع الجنسين؛ أي مع الجنس المماثل والجنس الآخر. اللاجنسية: وهي عدم وجود الشهوة الجنسية من الأصل عند الشخص.

    ويشير إلى أن في حالة المثلية لا يعاني الشخص من عدم التوافق بين جنس المخ وجنسه التشريحي.

    ويعلق بأن نسبة المثلية عالميا تقارب 4%.

    ويلفت إلى أن هنالك اضطراب الهوية الجنسية: وهو التعارض بين الهوية الجنسية للشخص والمقصود به (جنس المخ) وبين جنسه البيولوجي والمقصود (جنس الجسد) والتعارض في هذه الحالة يسبب للشخص مشاكل نفسية تؤثر على حياته وهو يولد بهذا الوضع وهذا ما يسمى "اضطراب الهوية الجنسية" وفي بعض الحالات يمكن معالجته بالهرمونات أو عمليات تغيير الجنس.

    وهذا الاضطراب يكون ناتجا عن اختلال في البنية الدماغية (الخطوط الجندرية) في الدماغ.

    الانزعاج الجنسي

    ويلفت مزهر إلى أن الاضطراب يطلق عليه كذلك مسمى (الانزعاج الجنسي)؛ فهو ينتمي إلى سجل الاضطرابات الجنسية، حسب الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي تصدره "هيئة الغذاء والدواء الأميركية"، الذي يعتبر أهم مرجع لتشخيص الأمراض.

    ويكشف أن اضطراب الهوية الجنسية يؤثر على المصابين به من الناحية النفسية، فقد يكون اكتئابا أو رهابا اجتماعيا. وهؤلاء في أحيان كثيرة يتجنبون مخالطة الناس ويعيشون صراعا نفسيا داخليا ويكونون معرضين للإصابة بأمراض جنسية مما قد يكون عاملا في الوفاة المبكرة، ومعظمهم لا يعترفون بأن لديهم مشكلة.

    ويشير إلى أن هنالك نسبة لا بأس فيها من الممكن في طقوسهم يتعاطون المخدرات والمشروبات الكحولية مما يزيد نسب الإصابات وأحيانا الوفاة.

    اختصاصي تشخيص الأمراض الجرثومية والأمصال الدكتور عبد الحميد القضاة والمدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب من الامراض المنقولة جنسيا والايدز يقول: إن هنالك عوامل عضوية، إذ أظهرت الدراسات أن معدل الهرمونات غير طبيعي لدى 75% من حالات الشذوذ التي حولت إلى المراكز الطبية.

    بينما وجد لدى 27% منهم علامات اختلال عصبي دقيق، علما أنه ليس هناك ما يدل على أن هذه هي أسباب الشذوذ عندهم.

    لكنه يرى أن الأمر ما يزال يحتاج مزيدا من الدراسات العلمية حتى نعرف أنها أمور مسببة للشذوذ أو ناجمة عنه.

    أنواع الشذوذ

    ويكشف القضاة أن هنالك عوامل "نفسية مرضية"، فالشذوذ "موجود في كل المجتمعات" لكنه ينتشر بنسب متفاوتة.

    ويصنف الشذوذ، تبعا لشدته، إلى شذوذ خفيف؛ حيث يكون الشخص في كرب من تكرار هذه النزعات لكنه لا يمارسها. وشذوذ متوسط؛ حيث يمارس الشخص المصاب بهذه النزعات الشذوذ، وتتكرر الممارسات بتكرار النزعات. بينما يصل السلوك الشاذ إلى القمة بين 15-25 سنة، وتكون في الذكور أكثر منها بين الإناث (بنسبة واحد إلى عشرين).

    وينقسم الشاذون بحسب تفاعلهم مع (الشذوذ) إلى طائفتين: الأولى ترضى بالشذوذ وتمارسه، وربما تستمتع به وهذا النوع من الناس لا يتوجه الى المصحات أو الأطباء، بل يُعرف من خلال المشكلات والقضايا الأخلاقية والقانونية في مراكز الشرطة والمحاكم.

    أما الطائفة الأخرى فلا يرضيها هذه الحال ولا تمارس الشذوذ، وهذا النوع من الناس يتعذب ويبحث عن طرق الخلاص، ولهذا يمكن أن يبحث عن العلاج ويراجع الأطباء.

    عدم اكتمال النمو النفسي

    ويوضح القضاة أنه من خلال هذه الحالات تشكلت عدة نظريات لتفسير الشذوذ، إذ تعزوها إلى آثار نفسية غير سوية يتعرض لها الشخص ليصبح شاذا، أي أنها في النهاية، حسب ما تراه المدرسة التحليلية، "فشل في اكتمال النمو النفسي الطبيعي".

    وتتمثل هذه العوامل، بحسب القضاة، في التعرض لظروف تربوية غير سليمة في فترة الطفولة ينتج عنها اتجاه الطاقة الجنسية اتجاها غير مألوف (الشذوذ) ويعزا ذلك إلى وجود خلل في الشخصية وطريقة التربية لأسباب عديدة من أهمها اضطراب في العلاقة بين الوالدين.

    ويبين القضاة بأن هنالك أسباباً تعود الى "التعرض إلى خبرات جنسية مبكرة" في مرحلة الطفولة، كأن يمارس هذا الفعل معه (الطفل) من قبل آخر (التحرش الجنسي)، أو يمارسه هو مع غيره، أو يقلد غيره في بعض لقطات يكون قد شاهدها سابقا.

    ولايغفل أيضا أن من الأسباب، عالميا، التجمعات، مثل تجمع الجنود، السجون، سَكَنات الطلاب، الاغتراب.

    الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الشواذ؟

    ويعد الاختلالات في عمل الوالدين مثل حصول المرأة على راتب زاد من تجاوزها للزوج وتسلطها عليه، كما زادها انتقاصا لمكانته في البيت، فعندما تبرز المرأة بدور قيادي في البيت على حساب دور الرجل، تظهر ميول عند الأولاد الذكور لتقليد سلوك الأم، أي القيام بأعمال وسلوك نسائية، والعكس عند البنات.

    وكذلك انشغال الأب والأم عن البيت وإهمال مراقبة ومتابعة الأبناء أو تركهم تحت رحمة الخادمات، يؤدي الى مشكلات وانتكاسات تربوية، منها ما يوصل المراهق الى ممارسة الشذوذ.

    ولا يغفل تأثير "سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة" مثل الدخول إلى المواقع الإباحية ومراكز الشذوذ على الانترنت، ونقلها على شاشات الهواتف الجوالة، والممارسات الشاذة تساعد على ايقاظ الغرائز النائمة, فتدلهم على طرق الممارسة ومراكزها، وتربطهم بشبكات شيطانية.

    وينبه هنا إلى عواقب الشذوذ، إذ تؤدي إلى نتائج وخيمة في مختلف مجالات الحياة وخصوصا الصحية والأمنية..

    فمن العواقب الصحية، يؤشر القضاة الى أن العديد من المثليين يمارسون الشذوذ تحت تأثير المسكرات والمخدرات، وبحسب الدراسات تزيد نسبة المثليين عن 50% من مصابي الإيدز و4% الزهري (السيفلس) والكبد الوبائي وطفيليات الأمعاء (المنتشرة في دول العالم الثالث).

    ويحذر من العواقب الأمنية ويلفت الى أن الأمر قد يصل بهم الى ممارسة شذوذهم بأي ثمن، ومع أي كان، فلا يأبهون بما يحمله شركاؤهم في الممارسة من أمراض وعلل، بل يمارسون معهم الشذوذ بدون أي مقدمات وبدون أن يعرفوهم سابقا (عنف، قتل، انتحار).

    هل المثلية مرض يحتاج إلى علاج عضوي أم نفسي فقط؟

    يجيب القضاة: بما أن الشذوذ هو سلوك مرضي، فالعلاج هو سلوكي كذلك، يجري من خلاله تعديل هذا السلوك، وبما أن المحرك للسلوك المرضي هو رغبة "غير طبيعية"، فلا بد من توافر القناعة السوية حتى ينجج العلاج في التأثير على الرغبة أو مقاومتها على الأقل، وبالتالي نحتاج إلى وجود قناعة يقينية لدى المريض والطبيب.

    ويشرح بأن هذا السلوك أو هذه المشاعر والميول هي: شاذة من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية والذوق والفطرة السليمة، وأنها مغايِرة للمسار الطبيعي للحياة السوية السليمة النظيفة، كما تتوفر القناعة بإمكان تغيير هذا السلوك، ووجود الرغبة الحقيقية والعزم الأكيد على تغييره..

    فإن كانت هذه القناعات متوفرة يمكن البداية بالعلاج السلوكي، وإلا فنحتاج أولا إلى ترسيخ مثل هذه القناعات وتعزيزها.

    الخطوات

    - معرفة عوامل الإثارة من خلال محاولة الوصول إلى عوامل الإثارة الجنسية الشاذة وتحديد الطرق المناسبة للتعامل معها.

    - التفادي بعد حصر عوامل الإثارة الجنسية الشاذة لدى المريض، يقوم المعالج بنصح الشخص المصاب بتفادي هذه العوامل.

    العلاج التنفيري

    ويلفت الى أنه يتم من خلال الربط بين المثيرات الشاذة وبين أحاسيس منفرة، مثل الإحساس بالألم أو الرغبة بالتقيؤ، وبتكرار مثل هذه الارتباطات تبدأ المثيرات بالتلاشي حتى يفقدها المريض تماما، ويتم ذلك باستخدام بعض العقاقير أو التنبيه الكهربائي (صدمات كهربيائية) أو الروائح الكريهة، يعرَّض لها المريض بالتزامن مع تعرضِّه للمثيرات الشاذة.

    ليست صفة فطرية بحتة

    استشاري الطب الشرعي، الخبير لدى مؤسسات الأمم المتحدة في الوقاية من العنف الدكتور هاني جهشان يقول إن هنالك نظريتين، الأولى: تعتبر المثلية الجنسية خيارا طبيعيا وصِفةً فطرية قائمة على أن السلوك الجنسي يعتمد مباشرة على التركيب البيولوجي الفطري للإنسان.

    أي أنه يتحدد بماهية الهرمونات الجنسية وتركيزها في الجسم وعلى التركيب التشريحي لأعضاء جسم الإنسان وهذه جميعها مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالصفات الوراثية (الجينات).

    النظرية الأخرى: أن المثلية الجنسية قائمة على "التنشئة" في المجالات الاجتماعية المرتبطة بالعادات والدين والثقافة، والمجالات الأسرية والأقران، وعلى أن الناحية الأخلاقية والأدبية لدى الإنسان تتشكل خلال طفولته وقائمة على توافر العلاقات الطبيعية مع الجنس الآخر، فتكون المثلية "انحرافا" عن الوضع الطبيعي للعلاقات الجنسية، ومن الممكن تعديلها للوضع الطبيعي.

    ويعلق جهشان بأن العلماء والأكاديميين يتفقون أنه من المستحيل، بناء على البحث العلمي المسند، تجنب الاستنتاج أن ظاهرة الميل الجنسي (المثلي، والمزدوج) التي يختص بها الانسان، هي نهج "تطور اجتماعي" ناتج عن عوامل متعددة ومتداخلة، جزء منها هو عوامل بيولوجية لها تأثير ضيق، والباقي عوامل نفسية مرتبطة بالتنشئة، وهذه الأخيرة لها تأثير مهم وحاسم.

    ويؤيد جهشان النظرية الأخرى التي تربط المثلية بالتنشئة الاجتماعية وأنها ليست صفة فطرية بحتة ويعتقد أنها هي النظرية الأدق التي يتوجب اتباعها.

    التكنولوجيا والثقافة تصهر وتشكل بما يخدم أجنداتهم

    ويؤشر أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة الدكتور رامي الحباشنة إلى أنه لا بد لنا من الاعتراف أولا.. هل يتم نقاش مسألة المثلية الجنسية ضمن منظومة ثقافية لها استقلاليتها وأعمدتها المتينة وتصنف ضمن الثقافات المؤثرة؟

    أم من خلال مجتمع ومنظومة ثقافية ترفع الراية البيضاء معلنة استسلامها وهضمها لكل ما يغزوها من الخارج دون أدنى درجات القوة في الرفض أو القبول أو حتى التحليل العلمي والمنهجي.

    ويوضح بالقول: إذا كان التحليل يتطلب الموضوعية فيجب الغوص في البناء الثقافي والاجتماعي ومدى تماسكه وتطابق ما يُتفوَّه به نظريا مع ما يطبق داخله عمليا.

    ويلاحظ الحباشنة، أن المجتمع الأردني بوصفه من مجتمعات العالم الثالث المتمزقة بين ما تريد وتحفظ وبين ما يُفرض عليها في إطار مظلة المنظومة الرأسمالية بأدواتها السياسية والاقتصادية والثقافية..

    في هذه الحالة لا بد له (المجتمع) أن يقف حائرا، كالعادة، أمام أي ظاهرة تخدش جدار ما أحاط نفسه به من عادات وتقاليد وقيم وموروث ديني يعاني أشد المعاناة أمام إفرازات أصحاب القوة والإعلام والمال، بحيث يستقوي أصحاب وتلاميذ أي ظاهرة لا تتناسب مع ما يريده الضمير الجمعي في أي مجتمع يسير في ركب العالم الثالث بحبال وأذرع مؤسسات وقوانين من يحكم ويتحكم من متحكمي العالم الأول.

    ويرى بأنه، وبكل بساطة، يمكن أن نجد تفسيرا للجرأة التي يملكها كثير من أنصار السلوكيات الشاذة عن قيم وعادات أي مجتمع بالإعلان عن أنفسهم والحديث بصوت عال.

    فالتكنولوجيا لهم، والثقافة تُصهَر وتُشكَّل بما يخدم أجنداتهم، ولديهم أدوات تقدم المال على الإنسان ضمن مظلة اقتصادية قوية يقف أمامها أي مجتمع لا يملك هذه الأدوات كحصانة تفرض رأيه وأبجديات ثقافته، بكل ضعف، متفرجا على أي سلوك أو ظاهرة ضمن مظلة النقد والامتعاض دون أن يقدم أو يؤخر.

    ويعلق الحباشنة: العولميون والرأسماليون قالوا إنهم سيحولون العالم إلى قرية صغيرة! لكن من يحكم هذه القرية ثقافيا سيفرض أجنداته على سكان ضواحيها النائية.. ولم يبتكروا لهم "فلاتر" تصفّي ما يريدون تقبله مما لا يريدون.

    معضلة التجريم

    ويرى مدير إدارة الحقوق السياسية والمدنية في المركز الوطني لحقوق الإنسان المحامي عاطف المجالي بأن القانون الأردني هو القانون الوحيد بين القوانين العربية الذي لم يجرم على المثلية، إذ يسري التجريم فقط على أفعال منافية للحياء (المادة ٣١٢ والمادة ٣٢٠ من قانون العقوبات).

    ولكنه يلفت إلى أن الدستور نص على أنّ "الإسلام دين الدولة" وايضا قرار محكمة التمييز ١٧٣٩/٢٠٠٨ الذي اعتبر فعل اللواط بالإكراه وبموجب شكوى المجني عليه "جناية هتك عرض" طبقا للمادة 1/296 عقوبات وبدلالة المادة أ/1/301

    أما من وجهة نظر القانون الدولي، فتركزت أساسا مناقشات حقوق المثليين في الأمم المتحدة على القرارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان (UNHRC) فيما يتعلق بالموضوع.

    ويوضح المجالي بأنه منذ تأسيسها عام1945 لم تناقش الأمم المتحدة حقوق المثليين (فيما يتعلق بالمساواة بغض النظر عن التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية) حتى كانون أول 2008، عندما تقدمت مبادرة هولندية/فرنسية مدعومة ببيان من الاتحاد الأوروبي يدعم فيه حقوق المثليين إلى الجمعية العامة. البيان، من المفترض أن يتم اعتماده باعتباره القرار، دفع ببيان معارضة من قبل جامعة الدول العربية.

    ويشير بأنه لا تزال كل من البيانين مفتوحا للتوقيع، ولم يعتمد أي منهما بصفة رسمية من قبل الجمعية العامة.

    ويشير إلى أنه في21 تشرين أول 2010 أعلنت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية أن حظر مسيرات المثليين في موسكو "غير قانوني".

    انحلال خلقي ويؤدي إلى غضب الله على المجتمع

    جميع الأديان السماوية حرمت المثلية وأشدها تحريما وحكما اليهودية، التي تعتبر ممارسة السلوكيات المثلية بين الذكور فاحشة وخطيئة كبيرة يجب الامتناع عنها، وعقوبة المخالف هي القتل.

    أستاذ الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب يقول: فقهيا ودينيا منذ بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وصف لنا القرآن الكريم حال قوم لوط وبيّن فسادهم وضلالهم عندما كانوا "يأتون الذكران" من دون النساء، وهذا يعد أمرا خطيرا ومخالفا للسنن الكونية القائمة على الزواج وتكوين الأسرة والإنجاب وغير ذلك من هذه القضايا المهمة من أجل استمرار الحياة.

    ويلفت إلى أنه بناء على ذلك فقد أرسل لوطاً إلى هؤلاء القوم لردعهم عن هذا الغي والضلال وعندما عصوا أوامر الله خسف بهم الأرض وجعل عاليها سافلها. وهذا إن دل على شيء فيدل على غضب الله على هؤلاء القوم، وبناء على ذلك فيحرم على المسلم أن يقوم بهذه الأفعال التي غضب الله على فاعلها.

    ولذلك، يسترسل الخطيب، اتفق الصحابة بعد وفاة الرسول (ص) أن يلقوا فاعل هذه الفاحشة من مكان عال، كما فعل الله بقوم لوط، كعقوبة لهم.

    ويحذر الخطيب من أن وجود هذه الفئة في المجتمع المسلم ستؤدي إلى انحلال خلقي، وهذا الانحلال يؤدي الى غضب الله على المجتمع.

    مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر يقول ورد في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية أن الشذوذ في تكوينه النفسي ما يزال في معظمه غير واضح، والتقليد استنادا للكتاب المقدس يعتبره بمثابة فساد خطير، وهي أفعال منحرفة في حد ذاتها، تتعارض والشريعة الطبيعية، فإنها تغلق الجنس البشري على عطاء الحياة، ولا تأتي من تكامل حقيقي في الحب والجنس ولا يمكن الموافقة عليها في أي حال من الأحوال (تعليم الكنيسة الكاثوليكي رقم 2357).

    وبحسب تعليم الكنيسة، يقول بدر، إنهم مدعوون إلى الطهارة وهم قادرون تدريجيا وبعزم إلى الكمال المسيحي، وملزمون بذلك، مستعينين بفضائل السيطرة على الذات التي تربي على الحرية الداخلية، وأحيانا بمساعدة صداقة نزيهة وبالصلاة والنعمة الأسرارية.

    أجريت دراسات في كثير من الدول حول تقبل المثلية أغلبها كانت في صالح الرفض ولكن أعلى نسب في القبول تقريبا نصف من تم استفتاؤهم كان في أميركا ومن ثم كندا.

    يوجد قوانين في بعض الدول تجرم وبعض الدول تعاقب. الراي





    [14-01-2018 09:22 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع