الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هل السياحة العلاجية بخير؟

    هذا السؤال فاتحة لحكايات عديدة يرويها مرضى عرب ومرافقوهم في أروقة المستشفيات عن معاناة القدوم للإستشفاء الى الأردن , بدءا من الحصول على الفيزا حتى المطار
    .
    لا نعرف عدد المرضى الذين لم يسمح لهم بالدخول في المطار فليس هناك إحصائية ولا متابعة الا من حكايات غير موثقة في أسبابها وتواريخها , لكن ذلك لا يعني عدم وقوعها .

    في إجتماع للجنة السياحة النيابية مع الوزراء المسؤولين - الداخلية والسياحة والصحة - ظل السؤال عن الأسس معلقا, وبينما تعد الوزراء بحل المشاكل الا أن ذلك ما زال يتم على نطاق فردي , والأمر في نهاية المطاف يتطلب تدخل الوزير بصفة شخصية في حال حالف الحظ المرضى أو أهاليهم أو الأطباء في تمرير الشكوى .


    روى لي طبيب حكاية بصراحة لم أصدقها وترددت في طرحها لكن إصرار الطبيب عليها جعلني أسردها برسم الإجابة, في المطار منعت طفلة مريضة من بلد عربي عمرها 10 سنوات بالدخول تعاني تقوسا في الظهر وسمح لمرافقها وهو والدها فعاد الأب وطفلته من حيث أتوا.

    في إجتماع للجنة السياحية النيابية إصطحب طبيب دعي لحضور الإجتماع زوج مريضة من بلد عربي ليروي معاناته في المطار الذي تطلب إستكمال إجراءات مروره ساعات ومشاجرة بينما كان بحوزته كل الأوراق اللازمة.
    هذه روايات تحتاج الى التدقيق وما هو أكثر هو الحاجة الى أسس ومعايير واضحة لا تترك مجالا للإجتهاد والتقدير اللذان غاليا ما يوقعان متخذ القرار في خطأ يترجم نفسه مباشرة في الإضرار بسمعة السياحة العلاجية وكفاءة وشفافية الإدارة .


    السياحة قيمة مضافة فهي تغذي إحتياطي البلاد من العملة الصعبة التي يستنزفها الدعم للسلع والقمح المستورد والطب في الأردن قيمة مضافة إن كانت السياحة العلاجية عموده الفقري وهي تتراجع بفضل قائمة من الضغوط والعراقيل وهي جميعها إجرائية لكن أحدا لايريد أن يقرر معالجتها وفي الأرقام أن ايرادات المملكة من السياحة العلاجية تراجعت بنهاية العام بنسبة 40 ، % وعدد القادمين للعلاج انخفض بنسبة 25.% مرضى غيروا مسار رحلات علاجهم الى دول اخرى مثل الهند وتركيا ولبنان وماليزيا والباكستان ولندن ودبي ومصر،وبينما يعلق المسؤولين التراجع على شماعة التوتر الأمني في المنطقة , كانت معيقات التأشيرات للمرضى ومرافقيهم وإجراءات دخولهم عبر الموانئ الجوية وهي المنفذ الوحيد اليوم هي السبب المباشر .

    قطاع السياحة العلاجية يشكل ضعف السياحة التقليدية من حيث العائد وعدد المنشآت والغرف التي تصفها المستشفيات نفسها بالفندقية وهي تصنفها كما الفنادق تبدا بثلاثة نجوم وحتى خمسة فبحسب إحصائيات متطابقة يقدر الدخل من السياحة العلاجية بحوالي 2.1 مليار دولار سنويا، أي ما يعادل نصف الدخل السياحي كاملا يتألف من المردود الطبي، وما تحققه المستشفيات الخاصة والقطاعات التجارية والخدمية والمرافق الأخرى والمنتجعات ومواقع ومراكز العلاج والإستشفاء .


    مفهومة إجراءات التحفظ على دخول بعض الزائرين العاديين الى الأردن لأسباب مختلفة رغم أنه يحتاج الى شفافية واسس واضحة أيضا , لكن ما لا يمكن فهمه هو عرقلة دخول القادمين للعلاج وهيئتهم وأوراقهم وحجوزاتهم والأطباء ذوي الصلة واضحة مثل الشمس





    [27-12-2017 02:33 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع