الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    حب ومواعدة لمن جاوزوا الستين

    أحداث اليوم - ببلوغ سِنّ التعاقد في بعض الدول الغربية 68 سنة، والتحسن المتواصل في الظروف الصحية للذين يتجاوزون الستين من العمر، وتوقع أن يصل متوسط سن الوفاة الطبيعية في المستقبل القريب إلى تسعين سنة، يزداد الاهتمام إعلامياً بالذين تجاوزوا ما يعرف بمنتصف العمر، والذين كانوا لسنوات لا يحتلون الأولويات في خطط القنوات التلفزيونية، التي تركز بالعادة على الشباب وما يرغبون، بسبب المفاهيم السائدة عن أهمية الشباب في سوق الإعلانات التجارية التلفزيونية.


    ولعل من التغييرات اللافتة في السوق الإعلامية الأوروبية في السنوات الأخيرة، هو انطلاق قنوات وبرامج خاصة لفئات عمرية تجاوزت سن الشباب بمفهومه التقليدي، وبداية الانتباه لهذه الفئة وأهميتها لوسيط التلفزيون في شكل عام، إذ أن الفئة ما زالت وفية لمشاهدة التلفزيون التقليدي، في حين يفضل الشباب وسائط أخرى، أو التفرج على التلفزيون المسجل، كما تبيّن إحصاءات من السنوات الماضية.


    يندرج برنامج «أوتيل رومانتيك» الذي تعرضه القناة الهولندية الرسمية الأولى ضمن البرامج التي تعتني وتتخصص بالذين تجاوزوا الستين من العمر، والتي تحجز منذ بضعة أعوام مســــــاحة لا يستهان بها من البرمجة التلـــفزيونية في البلد. يجمع البرنامج 12 من الرجال العازبين ومثلهم من النساء في فندق في منطقة ساحرة الجمال في سويسرا، على أمل أن يجدوا الحب والرفقة، بعد أن فشلوا بجهودهم الشخصية في إيجاد الشريك العاطفي المناسب.


    يبلغ عمر أصغر المشتركين في البرنامج الثانية والستين فيما يبلغ أكبرهم عمراً الثامنة والسبعين. بعض المشتركين فقد شريكه أو شريكته بعد زواجات طويلة سعيدة، وبعضهم الآخر انفصلوا عن شركائهم بسبب الخلافات، ويبحثون اليوم عن حب جديد وشركاء يتقاسمون معهم سنواتهم المقبلة.


    يسير البرنامج في شكل عام على نمط برامج المواعدة التلفزيونية الأخرى، لجهة محاولاته جمع المشتركين فيه والبحث عن مشتركات بينهم، لكن ما يتميز به هذا البرنامج هو ترويه الذي يعكس الطباع العامة لشخصيات المشتركين فيه، فهم وعلى رغم بحثهم عن شريك عاطفي فإنهم غير مستعجلين كثيراً، ولا يريدون التورط في علاقات يمكن أن تنتهي سريعاً بالفشل.


    يقدم البرنامج خمسة من المقدمين في خطوة غير شائعة في البرامج التلفزيونية الشبيهة، بيد أن هذه الخطوة ستثبت فعاليتها، حيث يوزع المقدمون المهام بينهم، فمنهم من يساعد جسدياً بعض المشتركين على القيام ببعض الفعاليات التي يقوم بها البرنامج خارج الفندق السويسري، وهناك من تكون مهمته خلق الأجواء الكوميدية، في حين يتولى أحد المقدمين طبخ الطعام للمشتركين. أما المذيعة الرئيسية فهي ستربط بين فقرات البرنامج، وستتولى في كل حلقة الغناء في قاعة الفندق في أجواء تشبه قاعات حفلات عقد الأربعينات من القرن العشرين.


    يحفل البرنامج بالعديد من اللحظات المؤثرة، بخاصة عندما يستعيد المشتركون حيواتهم السابقة، وسعاداتهم مع شركائهم الذين رحلوا عن هذه الحياة. وسيذرف بعض المشتركين والمشتركات الدموع، حيناً بسبب مشاعر الحزن التي تداهمهم بغتة، وأحياناً أخرى بسبب سعادات تصادفهم لم يكونوا يتوقعونها، تذكرهم بشباب روحهم الذي لم يذبل.


    يُشَّكل الفندق العريق والمحيط الجغرافي الشديد الجمال المحيط به شخصية من شخصيات البرنامج، ويتناسب كثيراً مع إيقاعه البطيء، فالكاميرا ستدور مراراً بين باحات الفندق وغرفه التي تطل على جبال خضراء، وستخرج إلى الخارج لتصور المشتركين في الطبيعة، في حين تبدو تجربة البرنامج برمتها تشبه واحدة من السفرات السياحية التي تقوم بها مجموعات من البشر لا يعرفون بعضهم في السابق، ليكتشفوا أثناء زمن السفرة الكثير عن شركاء رحلتهم، من دون ضغوطات صانعي البرامج التلفزيونية، والذين يبحثون بالعادة عن نتائج سريعة.
    الحياة





    [26-10-2017 09:54 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع