الرئيسية أحداث صحية

شارك من خلال الواتس اب
    إحذر ممارسة الرياضة
    تعبيرية

    أحداث اليوم -

     

    من منا لا يصاب بالغضب الشديد خلال يومه؟ تقريبًا لا أحد، لكننا نختلف عن بعضنا البعض في طريقة تنفيسنا عن هذا الغضب من أجل العودة إلى حالة الهدوء مرة أخرى، فمنا من يصمت، وبعضنا يتحدث ويفضفض للآخرين، وثالث يحطم الأشياء. ومن بيننا من يقوم بالتنفيس عن غضبه عبر ممارسة النشاط البدني القوي أو العنيف، في محاولة لتفريغ شحنة الانفعالات الغاضبة داخله.

    لكن الخبراء فاجؤونا بأن محاولة التنفيس عن الغضب من خلال التمارين الرياضية العنيفة يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية بمعدل ثلاثة أضعاف، خلال ساعة واحدة فقط.

    مخاطر قلبية

    وتشير الدراسات الطبية إلى أن الشعور بالضيق والانزعاج أو الغضب الشديد يضاعف من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية في غضون ساعة، في حين أن المجهود البدني القوي يفعل الشيء نفسه، وبالتالي تزداد مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية ثلاثة أضعاف، هذا ما اقترحت دراسة عالمية حديثة.

    وقالت الدراسة بوضوح إن الجمع بين الغضب والمجهود البدني العنيف، مثل استخدام التمارين القاسية وسيلة للتهدئة، قد يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية بشكل أكبر من مخاطر كل من هذين الأمرين بمفرده، ووصف خبراء الدراسة، بأنه تُوفّر أدلة على وجود «صلة حاسمة بين العقل والجسم»، على حد تعبيرهم.

    واقترحت الدراسة، التي نشرت في دورية الدورة الدموية لجمعية القلب الأمريكية، أن هناك علاقة بين الجمع بين الغضب أو الاضطراب العاطفي، أو المجهود البدني؛ وبين بداية ظهور أعراض الهجوم الأول للنوبة القلبية في غضون ساعة واحدة فقط لاغير.

    وأوضحت العلاقة أيضًا أن هذه العلاقة كانت أقوى بكثير – بما يزيد قليلًا على ثلاثة أمثال هذا الخطر – للمرضى الذين قالوا إنهم كان غاضبين أو مستائين عاطفيًا، بينما قاموا بممارسة المجهود البدني الثقيل في الوقت ذاته.

    وقال الباحث الرئيسي للدراسة، أندرو سميث، الأستاذ في معهد أبحاث صحة السكان بجامعة ماكماستر في كندا، إن العلماء يعتقدون أن الحملات العاطفية والجسدية القاسية يمكن أن يكون لها آثار مماثلة على الجسم، بمعنى أن أثر الانفعال النفسي والعاطفي على الجسم مشابه لأثر المجهود البدني القوي.

    وأضاف سميث: «كلا الأمرين من الممكن أن يتسبب في رفع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وتغيير تدفق الدم داخل الأوعية الدموية، والحد من تدفق الدم إلى القلب. هذه التغيرات في الجسم ذات أهمية واضحة بشكل خاص في الأوعية الدموية الضيقة بفعل الانسدادات، والتي يمكن أن تمنع تدفق الدم إلى القلب مما يؤدي إلى نوبة قلبية».

    وأوضح أن النشاط البدني المنتظم له فوائد صحية عديدة، بما في ذلك الوقاية من أمراض القلب، لذلك فالعلماء يريدونك أن تستمر في ممارسة الرياضة بانتظام. ومع ذلك، فإن الباحثين يوصون بأن الشخص الغاضب أو المستاء يُفضَّل ألا يمارس الرياضة العنيفة في محاولة للتنفيس عن غضبه، ويمكنه أن يكتفي بالروتين الطبيعي لدرجات النشاط البدني المعتاد عليها.
    دراسة كبيرة

    وحلل الباحثون معلومات من 12 ألفًا و461 مريضًا من 52 دولة مع متوسط عمر بلغ 58 عامًا. وملأ المشاركون استبياناتٍ حول هذا النوع من «المحفزات» التي واجهوها قبل أن تصيبهم الأزمة القلبية بساعة واحدة.

    وأظهرت النتائج أن 13% (1650 شخصًا) كانوا قد شاركوا النشاط البدني، في حين كان 14% (1752 نسمة) منهم غاضبًا أو مستاءً عاطفيًا. وقد أخذ الخبراء في الاعتبار تأثير عوامل الخطر الأخرى مثل العمر، والتدخين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل صحية أخرى.

    وقال باري جاكوبس، مدير العلوم السلوكية في برنامج الإقامة بطب الأسرة، في كلية كروزر للعلوم بولاية بنسلفانيا الأمريكية، إن هذه الدراسة واسعة النطاق والتي شملت جميع أنحاء العالم تقريبًا، توفر المزيد من الأدلة على الصلة الحيوية بين العقل والجسم.

    وأضاف جاكوبس أن «الغضب الزائد، تحت الظروف الخاطئة، يمكن أن يسبب نوبة قلبية مهددة للحياة. كل واحد منا يجب عليه ممارسة أفعال الصحة العقلية وتجنب فقدان أعصابك بشدة. ويجب على الناس الذين يملكون إمكانية التعرض للنوبة القلبية فعل كل ما بوسعهم لتجنب الحالات العاطفية المتطرفة».

    وقالت مورين تالبوت، رئيس ممرضات القلب في مؤسسة القلب البريطانية؛ إن هذه الدراسة تشير إلى أن الضيق العاطفي والإفراط في المجهود البدني يمكن أن تكون من مسببات النوبة القلبية. ورغم أن هذا الأمر مثير للاهتمام، إلا أن هذه الأفعال ليست هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الإصابة بالنوبة القلبية.

    وأوضحت أن سبب النوبات القلبية الرئيسي والأساسي يعود إلى تصلب الشرايين، وتراكم الترسبات الدهنية في الشرايين. هذا الأمر يتسبب في تراكم رواسب تتسبب في ضيق الشريان وانسداده، مما يتسبب في جلطة دموية تؤدي إلى نوبة قلبية.

    وأوضح: «هذا هو السبب وراء أهمية أن يعرف الناس خطر الإصابة بالنوبة القلبية، واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من مخاطرها، من خلال الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على النشاط البدني، والحفاظ على الوزن الصحي».
    احذر ضغط الدم المرتفع

    المشكلة لا تتمثل في النوبات القلبية فقط. فارتفاع ضغط الدم أيضًا بسبب كل من النشاط البدني والانفعال العاطفي، يمكن أن يتسبب في كثير من المشاكل التي تصل إلى تهديد حياتك.

    كلنا نعرف أن القلب يقوم بضخ الدم في الأوعية الدموية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم، ولأن القلب يعمل باعتباره مضخةً وهذه المضخة لها ضغط معين تضخ الدم به، ففي كل مرة يدق القلب فإنه يضخ الدم في الأوعية الدموية، وينشأ ضغط الدم المعتاد نتيجة قوة دفع الدم على جدران الأوعية الدموية، وخصوصًا الشرايين. وكلما ارتفعت قيمة هذا الضغط كلما واجه القلب صعوبة في ضخ الدم. لك أن تتخيل خرطومًا من المياه تم توصيله بصنبور يضخ الماء، ثم قمت بثني الخرطوم في نقطة معينة، ستلاحظ أن الصنبور يواجه مشكلة في ضخ المياه لدرجة إمكانية أن ينخلع طرف الخرطوم من الصنبور تمامًا.

    تسبب ضغط الدم المرتفع، في عام 2014، بوفاة سبعة ملايين ونصف مليون نسمة حول العالم، أي ما يمثل 12.8% من إجمالي وفيات العالم في ذلك العام. ويتميز هذا المرض بأنه أحد أبرز عوامل الخطر المتعلقة بالإصابة بأمراض القلب التاجية، والأمراض الدماغية، وخصوصًا السكتة الدماغية النزفية، وجميع هذه الأمراض هي أمراض قاتلة.
    الساسة بوست





    [16-10-2016 10:47 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع