الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بعد الدفا؟!

    هل تعلم أن الأردني لا يوجد عنده وقت لمناقشة أي موضوع، مثلا إذا قلت له أريدك في موضوع معين في الشتاء، يقول لك: الدنيا موت أحمر ومن البرد ليس لدي قدرة على فتح باب المنزل حتى أفتح مواضيع. خليها لبعد الدفا. بعد الشتاء تبحث عنه لمناقشة الموضوع تجده كل جمعة إما في البحر الميت أو يريد أن يطرش المنزل أو مشغولا بتلقيط الخبيزة، بعد الربيع تطلب منه مناقشة الموضوع يقول لك: الأولاد عندهم امتحانات. والله ما أنا فاضي أحك راسي. بعد الامتحانات تطلب منه موعدا آخر يقول لك: عرس ابن عمي الشهر القادم وانت سيد العارفين بالاستعدادات التي تسبق العرس، بعد العرس ما رأيك أن نناقش الموضوع؟! يقول لك: وحّد الله، الدنيا رمضان والواحد صائم وبعد التراويح ما في وقت، بعد العيد مباشرة بكل تأكيد لا يوجد مجال لمناقشة أي مواضيع كون الشخص يعاني من الارهاق بسبب الصيام وإعادة تنظيم الوقت. تحاول بعدها فتح الموضوع يقول: ياخوي اعذرني، الولد عنده توجيهي وانت سيد العارفين بأعصاب الاهل والتوتر الذي نعيشه. بعد التوجيهي ينشغل الاخ بتخريج أبناء إخوانه وأخواته من الجامعات، وبعد تخريج الجامعات تأتي نتائج التوجيهي واستقبال المهنئين، بعدها يأتي موسم الحج ومراسم توديع حجاج بيت الله الحرام ومن ثم استقبالهم، وبعد الحج موسم قطف الزيتون والعودة والحنين الى الأرض. بعد الزيتون موسم العودة الى المدارس وما يتطلبه من استعدادات. طبعا لا ننسى أن هناك كل أسبوع إما عزاء أو حفل خطوبة أو عطوة، كفواصل دعائية بين تلك المناسبات. بعد كل ذلك تتصل معه وتسأل: متى يناسبك أن أناقش معك الموضوع؟! فيقول: الدنيا موت أحمر ومن السقعة الواحد مش قادر يفتح باب المنزل حتى يفتح مواضيع. خليها لبعد الدفا!
    الحكومة أيضا ليس لديها أي وقت لتحقيق أي إنجاز، فحين تريد مناقشة ارتفاع التضخم يقولون لك ذاب جبل جليد في القطب الشمالي وهذا له تداعيات خطيرة على الاقتصاد الاردني. بعد أن يعود الجبل بسبب تدني درجات الحرارة تحاول أن تناقشهم بارتفاع الدين العام بنسب مفزعة يقولون لك تعسّرت ولادة بقرة هولندية وكان لتعسرها تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأردني، وبعد أن قامت البقرة بالسلامة تحاول أن تناقشهم بارتفاع عجز الموازنة يقولون لك إن حردان زوجة الرئيس التشيلي كان له تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأردني!
    حين كان سعر برميل البترول 150 دولارا لم يتركوا فضائية أو إذاعة أو صحيفة او حتى مجلة حائط الا وشرحوا فيها الآثار السلبية والكارثة التي تنتظر الاقتصاد الاردني بسبب ارتفاع أسعار النفط!
    اليوم البترول بـ40 دولارا ولم يتحدث أي مسؤول حتى لزوجته عن إمكانية تحقيق أي أثار إيجابية أو تحسن في الاقتصاد!!
    على الأقل يمكن للحكومة إبرام عقود طويلة الأمد على هذا السعر المتدني لنضمن ثبات اسعار المحروقات حتى نهاية العام، وذلك أضعف الإيمان!!
    أوّد أن أسأل الحكومة: متى الموعد الذي قد يناسبكم لنتناقش معا بإمكانية تحقيق أي إنجاز يتيم بسبب تدني أسعار النفط، وعدم تعسر ولادة أي بقرة حول العالم، ولا يوجد الآن حتى هُدهُد مفلوّز؟!
    أعتقد أن الموعد الذي يناسبكم بعد الدفا..





    [09-07-2017 09:19 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع